قالت وكالة أنباء إيطالية إن
المعارضة السورية المسلحة استخدمت تقنيات حديثة في
معارك دمشق، والتي استطاعت من حلالها السيطرة على كراج العباسيين وسط المدينة.
ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء عن مصادر من داخل قوات النظام قولها إن هجوم المعارضة في دمشق ترافق مع عملية
تشويش كبير على أجهزة تنصت النظام، وانقطاعات في أجهزة التواصل الإلكترونية التي تمتلكها قوات النظام، ووسط تحويم طائرات مراقبة مُسيّرة عن بعد لم يكن يمتلكها مقاتلو المعارضة من قبل، وفق تأكيد هذه المصادر.
واستمرت المعارك الضارية بين فصائل من المعارضة السورية المسلحة وبين قوات النظام السوري، تساندها قوات غير نظامية رديفة لها، في أطراف العاصمة، واستطاع مقاتلو المعارضة التقدّم في الأحياء الشرقية لدمشق أكثر مما تقدّموا بالأمس، وسط حالة من الكر والفر بين الطرفين، خاصة مع استخدام النظام السوري سلاح الطيران في قصف الأحياء والأبنية التي سيطرت عليها المعارضة الاثنين، والعديد من البلدات والقرى شرق العاصمة.
وأكّد سكان من دمشق أن أصوات سيارات الإسعاف لم تتوقف منذ فجر الثلاثاء، وسط انتشار استثنائي لحواجز قوات النظام، وقطع العديد من الطرق الرئيسية شرق العاصمة، وفرض النظام حظر تجوّل في ساحة العباسيين وسوق الزبلطاني وشارع بشارة الخوري وحيي التجارة والعدوي، فضلا عن انتشار الدبابات في العديد من شوارع دمشق وتمركزها على مفارق الطرق، فيما يوحي بتوتّر شديد يعم أمن العاصمة.
إلى ذلك، أكد (فيلق الرحمن)، المنضوي في صفوف الجيش السوري الحر، والذي يتحمّل الجزء الأكبر من حمل المعارك، الثلاثاء، أنه ملتزم بـ"كافة القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بالمعارك والنزاعات المسلحة"، لا سيما "تحييد المدنيين في دور العبادة عن المعارك".
وقال الفيلق في بيان له إنه يلتزم "بتحييد المدنيين بكافة طوائفهم وانتماءاتهم، والبعثات الدبلوماسية، ودور العبادة والقائمين عليها، عن المعارك والنيران المباشرة وغير المباشرة"، كما التزم بـ"حسن معاملة الأسرى وجثث القتلى، وعدم إهانتهم وإيذائهم، وتأمين حماية الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني، وكافة المجموعات الإنسانية والإعلامية".
ووفق الوكالة الإيطالية، فقد توافد على منطقة شرق دمشق "أعداد كبيرة من مقاتلي حزب الله اللبناني، ومقاتلون من الحرس الجمهوري السوري، والفرقة الرابعة التي يشرف عليها شقيق الرئيس السوري، فضلا عن مليشيات تابعة لإيران، كالنجباء وغيرها"، فيما تُقاتل فصائل (فيلق الرحمن) و(حركة أحرار الشام الإسلامية) و(هيئة تحرير الشام) بغرفة عمليات موحّدة، التي بدأ عناصرها الأحد فجرا معركة أطلقوا عليها تسمية "يا عباد الله اثبتوا".