أشاد الدكتور
عمرو دراج، وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة الرئيس محمد مرسي، بمقال الأكاديمي والإعلامي المختص بالفكر السياسي الإسلامي،
عزام التميمي، المنشور أمس الجمعة، في "
عربي21"، تحت عنوان "هذا ما كنت سأعمله لو كنت صاحب قرار في الإخوان"، واصفا إياه بـ"التاريخي"، وبأنه "حديث عظيم وشجاع".
وقال في تصريحات لـ"
عربي21"، إن ما قاله التميمي ألقى حجرا في المياه الراكدة داخل
جماعة الإخوان، ونأمل أن يساهم في إحداث تغييرات جوهرية وحقيقية، كي تصبح الجماعة أكثر تماشيا مع العصر، ومواكبة لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها، بل التي تواجه العالم كله.
وذكر أن التميمي في مقاله الأخير، وما كتبه بعد ذلك على صفحته الشخصية في "فيسبوك" صباح السبت، كان صريحا بشكل غير معهود، فقد تحدث صراحة وبشكل جلي في بعض الأمور التي كان يتطرق لها البعض همسا، لافتا إلى أنه قد يترتب على هذا المقال الكثير من الإدارك والوعي، بأن هناك مشكلة عميقة لدى الجبهة المعروفة إعلاميا بالقيادة التاريخية للإخوان.
وعن مدى توقعه حدوث تفاعل إيجابي من القيادة التاريخية للإخوان مع مقال التميمي، أكد دراج أنه غير متفائل بحدوث هذا التفاعل الواجب والضروري والمستحق منهم، خاصة أنه كانت هناك عشرات ومئات النداءات السابقة بضرورة حدوث هذا التغيير، إلا أنه لم تحدث أي استجابة لتلك النداءات، وتم تجاهل هذه الدعوات، وكأنها لم تصل إلى مسامعهم.
اقرأ أيضا: عزام التميمي يدعو إخوان مصر لرأب الصدع ولمّ شمل الجماعة
وقال دراج، المسؤول السابق عن الملف السياسي بمكتب الإخوان في الخارج، الذي اعتزل العمل السياسي العام، إن هناك تصاعدا واتساعا بالنسبة لتيار التغيير الذي أكد أنه يتنامى بقوة، متوقعا أنه قد يحسم هذه الأمور لصالح مسار التغيير خلال الشهور المقبلة.
واستطرد قائلا: "مرحلة تفاعلات التغيير بدأت تأخذ زخما عاليا، وتكتسب كل يوم مؤيدين وأنصارا جددا، حتى ممن كانوا سابقا مؤيدين للجبهة الأخرى التي تظهر مشاكلها وإخفاقاتها بمرور الوقت، نتيجة سوء الإدارة، وهو الأمر الذي يؤدي بالتبعية للكثير من التخبط والارتباك"، مشدّدا على أن الوضع أصبح لا يمكن السكوت عنه.
وبسؤاله عن تقديره لحجم المؤيدين لتيار التغيير حاليا، خاصة أن الأمين العام لجماعة الإخوان محمود حسين، قدّر عددهم سابقا بأقل من 10 في المئة، أجاب دراج: "لا أعرف كيف قدّر الدكتور محمود حسين هذه النسبة؟ ومن أين أتى بها؟ وما هي أدواته التي اعتمد عليها؟ إلا أن الزخم المصاحب لتيار التغيير كبير ومتنام، ثم إن المسألة ليست في العدد أو نسب المؤيدين أو المعارضين، بل المهم هو التأثير والإيجابية".
وقال: "بكل تأكيد، تيار التغيير متقدم في أمور كثيرة، ويسير بقوة في الاتجاه الصحيح، واتخذ العديد من الخطوات الفعالة، حيث أجرى انتخابات داخلية أسفرت عن تشكيل المكتب العام ومجلس الشورى، وبعض اللجان الداخلية، وبدأ بإجراء تقييمات لمرحلة ما بعد الثورة، وأوضح أن له رؤية في طريقها للنشر، وأثبت أنه يسير في الاتجاه المطلوب بعمله الدؤوب والإيجابي، بينما على الوجه الآخر هناك قيادات تسير بالأسلوب القديم، ودائما تقوم بممارسات سلبية تخصم من رصيدها، وتأثيرها يتلاشى".
وأشار إلى أن "تيار التغيير بالإخوان من المتوقع أن يُصعّد من تحركاته خلال الفترة المقبلة، ويمارس ضغوطا على القيادة التاريخية، كي تترك هذه القيادات مواقعها، كما تركها سابقا قادة تيار التغيير، لمن هم أنسب وأحق بقيادة المرحلة الراهنة والمقبلة، ليدفع بعملية الإصلاح شامل للإخوان، إذا ما أُريد لها أن تصبح جماعة قوية ولها دور فاعل ونشط في تلبية طموحات الشعوب والمساهمه في الحفاظ والدفاع عن الأمن والسلم العالمي".
ورفض دراج، وهو أحد أبرز الشخصيات المؤيدة لما يُعرف بتيار التغيير داخل الإخوان، وصف ما يحدث داخل جماعة الإخوان بالأزمة، معتبرا أنها تدافعات داخل الجماعة على طريق التغيير، الذي أكد أنه الأمل الأكبر والوحيد لنهضة "الإخوان"، وخدمة لقضايا الأمة، مطالبا الجماعة بأن تأخذ في اعتبارها بالنقد البناء، وتتفاعل مع التحديات المحلية والإقليمية والدولية.
وعبّر دراج عن احترامه وتقديره على المستوى الشخصي لجميع من وصفهم بالقيادات التاريخية، نظرا لعطائها وتاريخها ودورها السابق، لافتا إلى أنه يأمل أن يؤدي هذا الضغط إلى تنازلهم طواعية عن مواقعهم القيادية، مضيفا: "ستكون تلك الخطوة مثمنة ومقدرة وسيرحب بها الجميع، وسيكون أمرا كريما منهم يُحمدون عليه، ويحفظ لهم تاريخهم الكبير والعريق لفترات طويلة داخل الجماعة وخارجها".
ونوّه إلى أن مقال التميمي "لمس صُلب وأساس المشكلة، وأن ما طرحه ليس مجرد قراءة أو تحليلات، لأنه قريب من الدائرة الموجودة في لندن، ومن هنا تأتي قيمة وأهمية ما ذكره كشاهد عيان ومطلع على الكثير من الأمور غير المعروفة للبعض، فمن المعروف أنه قريب من مجموعة لندن، ويبدو أن هذا القرب أتاح له إدراك أن هناك مشكلة كبيرة لدى هذه القيادات"، مشيرا إلى أن الإخوان المسلمين في الأقطار المختلفة بدأوا يدركون الآن حقيقة الأمور.
وقال: "آن الآوان لإتاحة المجال لقيادات جديدة ومختلفة تتعاطى بالشكل المناسب مع الأحداث والتحديات الراهنة وتستشرف المستقبل بقراءة وخطوات صحيحة، والتغيير هو سنة الكون، وعلينا جميعا أن نكون على قدر الحدث وعظم المسؤولية".
وكان التميمي قال في مقاله الذي نشره في "
عربي21"، إنه لو كان صاحب قرار في جماعة الإخوان لأمر بإغلاق مكتب كريكلوود في لندن، وإعفاء جميع من فيه من أي مهام كلفوا بها من قبل، أو نصبوا أنفسهم للقيام بها من بعد، وإلغاء القرارات كافة التي صدرت عن أي جهة تدعي النطق باسم القيادة، ونجم عنها فصل أو تجميد أو غير ذلك من العقوبات بحق أي عضو من أعضاء الجماعة منذ الانقلاب العسكري الغاشم في
مصر في تموز/ يوليو 2013.
اقرأ أيضا: هذا ما كنت سأعمله لو كنت صاحب قرار في الإخوان
وأشار إلى أنه كان سيحظر احتكار أي عمل أو نشاط أو مبادرة أو جهد يخدم الفكرة التي قامت من أجلها الجماعة، والإعلان بأن هذه الأعمال أو النشاطات أو المبادرات أو الجهود مرحب بها فرديا وجماعيا، وفي الميادين والساحات جميعها، ومن يوفق تجني الجماعة ثمار نجاحه ومن يخفق فلن يضرها إخفاقه، ولكل مجتهد نصيب.
وأكد التميمي أنه يوجه الدعوة إلى ضرورة البدء بإجراءات عملية لرأب الصدع ولم الشمل ورص الصفوف، حتى تستعيد الجماعة عافيتها وتستأنف جهادها وتؤدي رسالتها.