قال رئيس العراقي حيدر العبادي، الأحد، إن فتوى المرجع علي السيستاني (تشكيل الحشد الشعبي) قلبت الموازين حيث كانت التكهنات تشير إلى تقسيم العراق والحاجة لعشرات السنين للقضاء على تنظيم الدولة.
وأضاف في بيان له عقب لقائه قادة الحشد الشعبي إن "الانتصارات المتحققة على عصابات تنظيم الدولة لم تكن تحصل لولا تضحيات الحشد الشعبي مع بقية القوات المسلحة، وأن روح الانتصار أخافت الأعداء وأرعبتهم".
وتابع رئيس الحكومة العراقي: "أننا لن نسمح بالتفريط بدماء الشهداء وحقوق الإبطال الذين يقاتلون في الحشد والبعض يريد أن يستغل هذه الدماء لأشياء أخرى"، بحسب البيان.
وأشار إلى أن "تنظيم الدولة دمر وقتل، وأبناؤنا ضحوا وحرروا الأراضي ولن نسمح بعودة تلك الأيام التي دخل بها تنظيم الدولة"، لافتا إلى أن "الإعلام المغرض كلما نحقق انتصارات تثار حفيظته ويبدأ بتلفيق الأكاذيب".
وأردف العبادي أن "من حرض على دخول تنظيم الدولة لن نسمح لهم بتصدر المشهد مجددا"، لافتا إلى أن "العالم البعيد والقريب يعتبر العراق قد احدث نقلة نوعية ليس في العراق فقط إنما في المنطقة ونحتاج استمرار الجهد للقضاء على الإرهاب ونرفض الاحتواء لهؤلاء".
وشدد على أن "السلاح يجب أن يكون تحت إطار الدولة ولن نسمح مطلقا لأي سلاح يكون خارج إطار الدولة، وهناك من يدعي الانتماء للحشد ويسيء له"، موضحا أن "كلامنا مع الإدارة الأمريكية كان واضحا بأن لدينا مقاتلين أبطالا بدونهم لم يتحقق النصر ونحن نعتز بهم وواجبنا رعاية حقوقهم".
وذكرت وكالة "العهد" التابعة لمليشيا عصائب أهل الحلق عن العبادي قوله أثناء لقائه قادة الحشد إنه "لم اسمع مطلقا عن حل الحشد الشعبي أو تسريح أفراده إلا في مواقع التواصل داخل العراق".
إقرأ أيضا: الحشد يسخر من العبادي ويتوعد بالتصدي للقوات الأمريكية
"حل الحشد خطأ بالترجمة"
وعلى الصعيد نفسه، كشفت مليشيا النجباء، الأحد، أن "رئيس الوزراء حيدر العبادي أشار بصورة واضحة بأنه لم يطرح أي كلام في واشنطن بحل الحشد الشعبي أو دمجه مع جهة أخرى"، مبينة أن "ما حدث كان خطأ في الترجمة وتم تصحيحه".
وقالت المعاون العسكري للنجباء نصر الشمري في تصريح لـ"السومرية نيوز" إن "إيران تتعاون مع العراق بشكل رسمي وبطلب من الحكومة العراقية"، لافتا إلى أنها "تدعمنا بالمال والسلاح".
إقرأ أيضا: ما حقيقة المطالب الـ 13 التي قدمها ترامب للعبادي؟
من جهته، قال المتحدث باسم هيئة
الحشد الشعبي النائب أحمد الأسدي، الأحد، إن رئيس الوزراء حيدر
العبادي لا يمتلك صلاحية حل قانون الحشد وتسريع مقاتليه إلا بتشريع قانون آخر من الحكومة ومجلس النواب.
وأضاف، في تصريحات تلفزيونية إن "واحدة من النقاط التي تحدث بها العبادي أمام قادة الحشد الشعبي هي فك الارتباط بين الحشد الشعبي كمؤسسة أمنية والمسميات السياسية الأخرى".
وأوضح أن "رئيس الوزراء شدد على عدم ترشيح القادة الميدانيين أو المقاتلين في الانتخابات إلا بعد الاستقالة من هيئة الحشد الشعبي بشكلٍ رسمي".
ولفت الأسد إلى أن "بعض القادة مثل هادي العامري والمتحدث وآخرون هم متطوعون في الحشد وليسوا منتسبين وبإمكانهم خوض الانتخابات المقبلة".
ماذا نقل العبادي للحشد؟
وتعليقا على تصريحات العبادي، قال المحلل السياسي
العراقي الدكتور يحيى الكبيسي في حديث لـ"
عربي21" إنه "بمجرد أن يبدأ العبادي بلقاء مع قادة
المليشيات، فهذا دليل على أن هناك شيء ما".
وأضاف أن "مليشيا الحشد الشعبي كانت على سلم أولويات المناقشات بين
ترامب والعبادي في إطار خطة الرئيس الأمريكي التي أخذت تظهر شيئا فشيا في محاولة عزل إيران على الأقل عن نفوذها في الإقليم".
وأوضح الكبيسي أن "إدارة ترامب بدأت تتحدث عن تهديد إيران في المنطقة، وبالتأكيد أن أذرع إيران تتمثل بالمليشيات، وبالتالي فإن العبادي نقل صورة ما لقادة المليشيات حول رؤية الولايات المتحدة عن فك الارتباط مع إيران، لكن لا يراد أن يطرح هذا الموضوع بشكل علني ربما خوفا من أي خلافات مستقبلية".
إقرأ أيضا: العبادي يمازح ترامب.. فماذا قال الأخير عن العراق؟ (شاهد)
وبخصوص ما طرحه الأسدي، قال الكبيسي، إنه "من المفترض أن لا تكون أي صلة للأسدي ولهادي العامري وآخرين بالحشد الشعبي، لأن القانون يقضي بفك ارتباط أي شخصيات سياسية واجتماعية بالحشد بدءا من يوم أمس 25 آذار/ مارس".
ولفت إلى أن "لدى المليشيات شعور يتعلق بمستقبلهم أمريكا، لكنهم لا يستطيعون الصدام مع الولايات المتحدة حاليا، لأنهم يمارسون اللعبة المزدوجة، فهم على علاقة عضوية مع إيران، لكنهم يحصلون على الدعم والإسناد من واشنطن على الأقل من الناحية العسكرية".
وأعرب عن اعتقاده بأن "إيران أيضا لا تريد أن يصل الأمر في العراق إلى مرحلة الصدام على الأقل في الوقت الحالي، فربما كانت هناك إشارة من إيران إلى هذه المليشيات التي تتبعها عقائديا وتنظيميا، بضرورة الانحناء للعاصفة قليلا لنرى ماذا يمكن أن يحدث في المستقبل".
وكانت مليشيات الحشد الشعبي في العراق قد سخرت، الجمعة، من زيارة حيدر العبادي إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشككة في الملفات التي بحثها أثناء اللقاء.
وقال زعيم مليشيا "أبي الفضل العباس" أوس الخفاجي في تصريحات صحفية، إن زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى أمريكا على غرار البيت الشعري القائل: "ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ".
وأردف الخفاجي: "إذا كان ذهاب العبادي لأمريكا من أجل تعاون اقتصادي وأمني فأنا أشد على يده، لكن العبادي ناقش مع ترامب من خلال وسائل الإعلام ثلاثة ملفات وهي: قطع علاقة العراق مع إيران، وحل الحشد، وقبول الدعم السعودي للبلد".
ونقلت مواقع محلية في وقت سابق عن العبادي أثناء تواجده في واشنطن قوله: "سنكافئ عناصر الحشد الشعبي ونضم الراغبين منهم للقوات الأمنية ونزع السلاح من لا يرغب بالانضمام للجيش".
وأقر العبادي في حديثه بأن "بعض المنتمين للحشد ارتكبوا عمليات خطف وجرائم ولهم طموحات أخرى"، مشددا على أنه "لا يمكن إشراك من حمل السلاح بالحشد الشعبي في المشهد السياسي".