فند حزب
البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية في
مصر، ما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن الإطاحة برئيس الحزب
طارق الزمر، ووجود خلافات كبيرة بين قياداته، وأن الحزب سينزع يده من التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب.
وكان موقع "البوابة نيوز" المقرب من الأجهزة السيادية في البلاد، قد نشر خبرا بعنوان "حزب البناء والتنمية يطيح بالزمر ويبحث عن قيادة جديدة"، وهو ما نفاه الزمر جملة وتفصيلا.
لم أقل ولن أترشح
وقال طارق الزمر في حديث خاص لـ"
عربي21" إن ما يشيعه إعلام الانقلاب عن انقلاب داخل حزب البناء والتنمية "ليس له أساس من الصحة".
وأضاف أن إشاعة هذه الأخبار تعكس "أماني الانقلابيين بأن يعم الساحة السياسية منهج الانقلابات الذي يعتمدون عليه في الحكم، والذي يسعون إلى نشره بقوة حتى في الساحة العربية، كما نرى في ليبيا واليمن وغيرها".
وتابع: "أما عن المؤتمر العام للحزب؛ فقد حان موعده فعلا، ويجري الإعداد له منذ أيام، حيث ستبدأ الانتخابات القاعدية للحزب على مستوى المراكز والقرى في 8 نيسان/ أبريل، وسيتم انتخاب الهيئة العليا ورئيس الحزب الجديد في 20 أيار/ مايو إن شاء الله تعالى".
واتهم الزمر إعلاميي النظام الانقلابي بأنهم "لا يعترفون بالانتخابات، ويرونها فرصة للانقلابات"، مؤكدا أنه لا ينوي الترشح داخل الحزب لفترة رئاسية جديدة، "وهو ما أعلنته منذ شهور، وذلك نظرا لوجودي خارج البلاد، وغير مسموح لي بالعودة إلا وفق قواعد الاعتقال التي تطال المعارضين الرافضين للأوضاع السياسية الخطيرة التي تعيشها مصر".
ورأى أن "فترة رئاسية واحدة تكفي، وخاصة في مراحل التأسيس"، مشددا على "ضرورة إفساح المجال للقيادات الكثيرة ذات الكفاءة العالية التي يتمتع بها الحزب".
لا انسحاب من دعم الشرعية
وبشأن ما يشاع عن الانسحاب من التحالف الوطني لدعم الشرعية؛ قال الزمر إن "القرارات الجديدة متروكة للقيادة الجديدة"، مؤكدا أن "ما يشاع من أن أول هذه القرارات سيكون الانسحاب من تحالف دعم الشرعية غير صحيح؛ لأن الحزب قد استقر على أن العلاقة بالتحالف هي من القرارات الاستراتيجية التي يرجع فيها الاختصاص للجمعية العمومية للحزب، وليست ملكا للرئيس أو حتى المكتب السياسي".
ونفى مزاعم أمن الانقلاب بشأن مسؤوليته عن إدارة ما يسمى بـ"خلية قويسنا" المسلحة، مؤكدا أن هذه التهمة "من بنات أفكار السلطة الأمنية والانقلابية التي تحرص دوما على أن تكون قضية الإرهاب طافية على سطح الساحة المصرية، في تقليد دأبت عليه منذ أيام المخلوع حسني مبارك، لاستنفار قواتها وأنصارها، واستجلاب عطف ودعم واهتمام القوى الدولية المهتمة بهذا الملف".
وأكد الزمر عدم ارتباط
الجماعة الإسلامية بأي عمل مسلح منذ مبادرتها عام 1997، "كما نرى أن العمل المسلح يعد طوق نجاة لنظم الاستبداد، وسببا رئيسا في استمرارها، وأن النجاح الحقيقي في إزاحة هذه الأنظمة أصبح مرتبطا بوعي الجماهير، وبالإرادة الشعبية التي تجلت في أبرز صورها في ثورة 25 يناير".
عبود الزمر: لن أتولى رئاسة الحزب
من جهته؛ أكد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، عبود الزمر، أن "الدكتور طارق الزمر لا يزال الرئيس الفعلي لحزب البناء والتنمية، ولا يوجد ما يسمى بالإطاحة برئيس الحزب".
ونفى في الوقت نفسه ما ردده موقع "فيتو" الموالي للانقلاب، من أنه سيتولى رئاسة الحزب، قائلا إن "هذه التصريحات عارية عن الصحة تماما، وعلى المستوى الشخصي لم أفكر في هذا، ومنذ فترة لا أتولى مسؤوليات تنفيذية، ويقتصر دوري على تقديم الرأي والمشورة".
ورأى أن ما يثار من هذه المواقع الإخبارية بشأن وجود خلافات داخل الحزب "مجرد تحليلات صحفية"، مشيرا إلى أن "تنوع الرأي داخل الجماعة مطلوب في بعض القضايا، وليس هناك نزاع، والأمور مستقرة".
مع المصالحة الوطنية
وعن دور الجماعة الإسلامية وحزبها في ملف المصالحة؛ قال عبود الزمر إن "الجماعة والحزب في موقع المصالحة الوطنية، ونثني على كل الجهود التي تطرح في هذا الصدد، ولنا أطروحات سابقة لم تصل لحد التفاصيل، ولكن لا توجد خطوات عملية على الأرض تشجع على حصول حل قريب".
وأضاف أن "النظام والإخوان غير مهتمين بهذه القضية، فالإخوان متمسكون بمواقفهم ومطالبهم، والنظام لا يتجاوب مع أطروحات المصالحة باعتبار أن العجلة دارت، وأن قضية الإخوان يمكن تجاوزها، بالرغم من أن الإخوان كيان كبير لا يمكن تجاوزه، ولا مناص من الحل السياسي والحوار الوطني".