تصل، الأحد، مقدمة رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن غادرت
مصر، السبت؛ للتجهيز لزيارته المرتقبة إلى واشنطن في الثالث من نيسان/ أبريل المقبل، وسط دعوات كنسية ومسيحية مكثفة إلى الاحتشاد بقوة لدى استقباله، فيما اعتبرت مصادر برلمانية ودبلوماسية مصرية أن
الزيارة تستهدف دعم جهود محاربة الإرهاب، وأنها حققت أهدافها قبل أن تبدأ.
وتُعدّ الزيارة أول زيارة رسمية لرئيس الانقلاب إلى واشنطن. وتأتي تلبية لدعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
واقتصرت زيارات السيسي، خلال السنوات الثلاث الماضية، إلى الولايات المتحدة على نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فقط.
الكنيسة وموالوها يدعون للاحتشاد
لكن الزيارة الجديدة المرتقبة للسيسي تأتي وسط اهتمام واحتفاء وحشد كنسي كبير ومبكر ومعلن، في الولايات المتحدة، وداخل مصر نفسها.
وفي هذا الصدد، وجه الأسقف العام بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والنائب البابوي في أمريكا الشمالية، الأنبا كاراس، رسالة إلكترونية لجميع الكهنة في الولايات المتحدة، لحشد "
الأقباط" لاستقبال السيسي خلال زيارته المرتقبة إلى واشنطن في الفترة من 2 إلى 4 نيسان/ أبريل المقبل، ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وأشار كاراس إلى أنه "بناء على توجيهات البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، علينا الترحيب بالرئيس السيسي خلال زيارته الأولى للبيت الأبيض، وحث الجميع على المشاركة في استقباله أمام البيت الأبيض، والترحيب به، ومؤازرته، في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر".
وطالب كاراس الكهنة بقراءة تلك الرسالة على الأقباط في الكنائس خلال القداسات والخدمات.
وغير بعيد، قال رئيس الهيئة القبطية بأمريكا، عادل عجيبة، إنهم يستعدون بقوة لزيارة السيسي لأمريكا؛ نظرا لأهميتها، مضيفا: "نقوم بتجميع عدد كبير من أقباط أمريكا لاستقبال الرئيس، ونوفر لهم وسائل نقل خاصة لنقلهم، دعما للرئيس وجهوده في القضاء على الفتنة الطائفية بمصر بنسبة تصل إلى أكثر من 80%"، وفق وصفه.
وزعم عجيبة، في تصريحات نقلتها صحيفة "صوت الأمة"، الموالية للسلطات المصرية، أن "استقبال الرئيس بأمريكا واجب على كل مصري، مسلم ومسيحي، فالرئيس هو من أنقذ مصر من مصائب كبيرة، كما أنه يواجه الكثير من التحديات الاقتصادية والسياسية، التي لا بد أن نتكاتف من أجل أن نمر بمصر لبر الأمان".
ومن جهته، قال المتحدث الإعلامي باسم الهيئة القبطية الأمريكية، عماد توماس: "نتابع الأحداث الداخلية، والإعلام، وجميع ما يُنشر عن الزيارة. وأعلن رئيس الهيئة ونوابها وأعضاؤها أنهم على أتم الاستعداد للترحيب بالرئيس في زيارته المرتقبة، فهذه الزيارة مهمة جدا؛ نظرا لأنها الأولى في عهد ترامب، وتنعكس أهمية هذه الزيارة على علاقة البلدين بعضهما ببعض".
وأضاف: "تُعد زيارة السيسي لأمريكا من أهم زياراته الخارجية، لتأصيل العلاقات المصرية الأمريكية، والرئيس يعمل على تصحيح المسار، وهذا أمر صعب، ولا بد أن نتكاتف من أجل نجاح الزيارة بشكل فعلي"، حسبما قال.
نائبة مسيحية: ضد الإرهاب
وفي سياق متصل، قالت عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس نواب ما بعد الانقلاب بمصر (التي تلاحقها اتهامات بالتزوير الانتخابي)، مارجريت عازر، إن الزيارة مهمة للغاية؛ لأنها سوف تفتح آفاقا جديدة مع إدارة أمريكا الجديدة، وإنها خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية، وتقريب وجهات النظر بين مصر وأمريكا، التي سوف يكون لها طبيعة خاصة، على حد وصفها.
دبلوماسي سابق: حققت أهدافها
وفي سياق دعائي للزيارة، قال المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري، السفير محمد حجازي، إن زيارة السيسي لأمريكا حققت أهدافها قبل أن تبدأ.
وأضاف، في مداخلة مع برنامج "الحياة اليوم"، مساء السبت، أن هناك قبولا وتوافقا بين السيسي وترامب، وأن الزيارة ستدشن لصفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وأردف أن مصر حائط الصد الأول ضد الإرهاب، وأن استقرارها مهم جدا لأمريكا وللعالم، وفق قوله.
السيسي يجتمع بقادة الجيش والشرطة
إلى ذلك، راجع السيسي مع كبار قادة الجيش والشرطة، صباح السبت، الخطط الأمنية لمواجهة الإرهاب، لا سيما في شمال سيناء، مطالبا بأعلى مستويات الاستعداد القتالي والتأهب الأمني، فيما قتل ثلاثة عناصر من قوات الأمن المصرية، وأصيب ستة آخرون، الجمعة، بانفجار استهدف مدرعة جنوب مدينة العريش.
وأوضح بيان رئاسي أن السيسي ترأس اجتماعا مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والمجلس الأعلى للشرطة، حضره وزيرا الدفاع صدقي صبحي والداخلية مجدي عبدالغفار، "في إطار الخطط والتدابير الأمنية التي تنفذها قوات الجيش والشرطة للتصدي للجماعات الإرهابية التي تستهدف زعزعة استقرار البلاد وأمن المواطنين".
وقال المتحدث باسم الرئاسة، علاء يوسف، إن السيسي أكد ضرورة استمرار التنسيق الكامل بين القوات المسلحة والشرطة، والتحلي بأعلى مستويات الاستعداد القتالي والتأهب الأمني؛ بهدف ملاحقة العناصر الإرهابية والقبض عليهم، وتوفير الأمن للمواطنين في ربوع مصر كافة"، حسبما قال.