يقوم قائد الانقلاب في
مصر، عبدالفتاح
السيسي، بزيارة للولايات المتحدة "قريبا" في أول زيارة له منذ تولي دونالد
ترامب رئاسة أمريكا.
وأعلنت وزارة خارجية الانقلاب في بيان صحفي لها الاثنين الماضي، أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، أعرب لنظيره المصري سامح شكري خلال اتصال هاتفي، عن تطلعه لزيارة السيسي لواشنطن قريبا، للتباحث حول عدد من الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تهم البلدين.
وكان شكري قد قام نهاية شباط/ فبراير الماضي بزيارة إلى واشنطن، التقى خلالها نظيره الأمريكي، ومستشار الأمن القومي الأمريكي هيربرت ريموند ماكماستر، وعددا من المسؤولين، تمهيدا لزيارة السيسي.
السيسي يستكشف ترامب
وقال نقيب الصحفيين الأسبق المقرب من النظام، مكرم محمد أحمد، إن السيسي "سيحاول خلال الزيارة استكشاف مدى استعداد ترامب لتنفيذ وعوده، وخاصة بعد إعلانه أن الحرب على الإرهاب ستكون أول أهدافه".
وأضاف في مقالة له نشرت الثلاثاء بصحيفة الأهرام، أن هذه الخطوة من جانب السيسي "ستكون امتدادا لعمليات استكشاف أخرى شاركت فيها وزارات الخارجية والجيش والأمن، وخبراء استراتيجيون مصريون كبار، اجتمعوا في الأيام الأخيرة مع نظرائهم في
الولايات المتحدة".
من جانبه؛ أكد عضو مجلس نواب الانقلاب، مصطفى بكري، أن السيسي "سيركز في هذه الزيارة على توضيح خطورة جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المسلحة الأخرى على الأوضاع في المنطقة، وسيطالب الولايات المتحدة والعالم بتجفيف منابع الإرهاب وحظر نشاط هذه الجماعات".
وأضاف في تصريحات صحفية، أن "ترامب ينظر للسيسي باعتباره القائد الذي خلص مصر من حكم الإخوان والجماعات الإرهابية".
وقالت تقارير صحفية مصرية، إنه من المتوقع أن يدشن ترامب والسيسي مبادرة تحث القوى الدولية على الانخراط أكثر في مكافحة الإرهاب، وتقديم الدعم للدول التي تعاني من تغلغل الجماعات المسلحة بها، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن السيسي سيطلب من الولايات المتحدة تعزيز التعاون العسكري المشترك مع مصر، وزيادة المعونة العسكرية ووضع ضمانات لاستمرارها، بالإضافة إلى مناقشة ملف الحريات ومنظمات المجتمع المدني في مصر.
رؤية متقاربة
من جهته؛ قال أستاذ السياسة الدولية، نبيل عبدالفتاح، إن "هذه الزيارة ستكون بالغة الأهمية بالنسبة للسيسي؛ لأنها ستكون اللقاء الأول بين الرجلين بعد فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية".
وتوقع أن يشهد الاجتماع العديد من المستجدات على الساحة الدولية والإقليمية والمصرية، على رأسها ملف الإرهاب "لأن الزعيمين تجمعهما رؤية متقاربة لمكافحة الإرهاب، ويتبنيان نفس الأفكار السياسية في مواجهة خطر الجماعات المسلحة، وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية (
داعش)" على حد قوله.
وأضاف عبدالفتاح لـ"
عربي21" أن "ملف العلاقات بين مصر وإسرائيل، والقضية الفلسطينية، سيكون محورا آخر للمباحثات بين ترامب والسيسي، خاصة أن مصر قدمت منذ عام تقريبا مبادرة لحل الأزمة الفلسطينية بشكل عادل، كتطوير لمبادرة فرنسا في هذا الشأن"، لافتا إلى أن "أهم دولة يمكنها الضغط على طرفي القضية وخلق تقارب في وجهات النظر؛ هي الولايات المتحدة، والرئيس ترامب تحديدا؛ لما يتمتع به من تأييد من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
الاستفادة من أحداث سيناء
وقال مراقبون إن الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة سيناء، من استهداف وتهجير للأقباط من منازلهم، بالإضافة إلى إطلاق تنظيم الدولة صورايخ من سيناء على إسرائيل؛ ستفرض نفسها على لقاء السيسي وترامب.
وأكدوا أن النظام سيستفيد من الأحداث المتلاحقة في سيناء للمطالبة بالحصول على دعم مادي وعسكري من الولايات المتحدة بحجة "القضاء على الإرهاب"، استنادا إلى الرغبة المشتركة بين السيسي وترامب في محاربة تنظيم الدولة.
وقال أستاذ العلاقات الدولية، محمد كمال، إن "هذه الزيارة المتوقعة ضرورية للحكومة المصرية"، لافتا إلى أن "السيسي سيستفيد منها بشكل كبير لطرح العديد من الملفات الساخنة في الشرق الأوسط، كالقضية السورية، ومحاربة تنظيم داعش، والعمليات الإرهابية في سيناء، وقضية اللاجئين السوريين، وخاصة بعد قرارات ترامب الأخيرة بمنع دخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة، وغيرها من القضايا العالقة".
وأضاف كمال لـ"
عربي21" أنه "خلال زيارة ميركل الأخيرة لمصر قبل عدة أيام؛ تحدثت المستشارة الألمانية عن اللاجئين في بلادها وأوضاعهم، ومن الممكن أن يقوم السيسي خلال زيارته لواشنطن بمحاولة لتقريب المسافات بين ميركل وترامب حول رؤية كل منهما لقضايا الإرهاب وسوريا وأزمة اللاجئين".
وأشار إلى وجود عدد من الملفات السرية "سيناقشها الزعيمان، من بينها المعونة الأمريكية لمصر، وتسليح الجيش المصري، بالإضافة إلى التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين"، مشيرا إلى أن "السيسي رجل عسكري في المقام الأول، ومن الطبيعي أن يولي هذه الملفات قدرا كبيرا من الأهمية".