بعد عدة أشهر من الهدوء على جبهات ريف
حماة وسوريا عامة، أعلنت مجموعة من فصائل الجيش الحر و"هيئة تحرير الشام" عن معركة جديدة مساء الثلاثاء، تحت شعار "وقل اعملوا"، حيث بدأت المعركة بمفخختين فجّرهما عناصر من "هيئة تحرير الشام" داخل مدينة صوران، لتهاجمها الفصائل بعدها وتبسط سيطرتها على البلدة بالكامل.
وغنمت
المعارضة سبع دبابات وعدة آليات عسكرية من قوات
النظام التي انسحبت في الساعات الأولى للمعركة، التي سيطر فيها مقاتلو المعارضة على عدد كبير من القرى مثل بلدة صوران وأطراف بلدة معردس ورحبة بلدة خطاب ومستودعاتها وحاجز غزال.
كما تابعت الفصائل تقدمها في اليوم الثاني للسيطرة على بلدة خطاب وأرزة والشير وسوبين والمجدل وما حولهم من حواجز ونقاط تمركز، ثم بلدة بلحسين، لتصل إلى تل الشيحة الذي يطل على مطار حماة العسكري، ويبعد عنه أقل من 5 كيلومترات، وبدأت قوات المعارضة بقصفه فعطلت فيه برجا للمراقبة، وأعطبت حتى الآن أكثر من ثلاث طائرات بصواريخ موجهة حسب مصادر عسكرية لـ"جيش العزة".
اقرأ أيضا: الثوار يقتربون من حماة وسط انهيارات بقوات النظام (شاهد)
وقال الرائد أبو أحمد من "جيش العزة" لـ"
عربي21": "قامت هذه المعركة لتحرير ريف مدينة حماة ومطارها العسكري، الذي يعد كابوسا مرعبا لكل المنطقة، والهدف البعيد منها هو وصل ريف حماة الشمالي بريف حمص الشمالي، لتصبح هذه المنطقة الاستراتيجية التي تشكل المنطقة الوسطى من
سوريا بيد المعارضة".
ويضيف أبو أحمد أنه "إذا تمكن الثوار من بسط سيطرتهم على هذه المنطقة سيحققون مكسبا إستراتيجيا يمكنهم من الضغط على القرى الموالية للنظام في ريف حماة الغربي، والتي تشكل المدخل لقرى الساحل، حيث ستتهاوى تحت الحصار، وتصبح الأفضلية للثوار في هذه المعركة".
بدوره، قال عبد الله الحموي مدير المكتب الإعلامي في "جيش النصر" لـ"
عربي21": "بدأت قوات المعارضة هذه المعركة لضرب قوات النظام في حماة، بالتزامن مع المعارك الجارية على أطراف دمشق، فعيوننا على حماة وقلوبنا مع دمشق التي يخوض فيها الثوار أشرس المعارك".
ويأمل عبد الله أن تكون هذه المعارك بداية للسيطرة على مدينة حماة ووصل ريفها مع ريف حمص الشمالي، وبذلك يفقد النظام السيطرة على واحد من أكثر حصونه قوة، بالإضافة إلى تزعزع قوته في العاصمة دمشق، وهو ما يرى فيه عبد الله تقدما للثورة في عامها السابع واستعادة لقوتها.
أما الحاج رياض أحد سكان بلدة صوران التي سيطرت عليها المعارضة، فقد عبّر عن فرحه بإنجازات الثوار، رغم خوفه مما سيتبعها من بطش النظام وحلفائه من قصفٍ ودمار، لكن هذا يبقى في نظره أفضل من الحال الذي كان يعيشه تحت سيطرة جيش النظام، وبالمقابل يأمل أن تستمر هذه المعركة للسيطرة على مدينة حماة ولا تتوقف في الريف أو تتراجع، فيستعيد النظام السيطرة على المناطق المحررة كما كان يحدث في كل معارك حماة السابقة.