سياسة عربية

حرب بين مؤيدي السيسي ومعارضيه إثر انتخابات الصحافة (فيديو)

جرت الانتخابات في أجواء من الاستقطاب السياسي الشديد- جيتي
أسفرت انتخابات التجديد النصفي بنقابة الصحفيين المصرية، على مقعدي النقيب ومجلس النقابة، الجمعة، عن عدد من المفاجآت رأى معها عدد من أنصار رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي ومعارضيه أنها قد تدشن لفصل جديد من الصراع بين الصحفيين والحكومة بخصوص قضيتي الحريات والخدمات.

واعتبروا أن فوز بعض مرشحي الحكومة، وأولهم عبد المحسن سلامة بمقعد النقيب، هو فوز بطعم الهزيمة، لافتين إلى إيصال الصحفيين عمرو بدر، المتسبب بأزمة النقابة مع وزارة الداخلية، على إثر اقتحامها، إلى مجلس النقابة، وعدد من تيار الاستقلال المعارض، على الرغم من هزيمة النقيب السابق، قائد المواجهة، يحيى قلاش.



وجرت الانتخابات في أجواء من الاستقطاب السياسي الشديد، ونشبت مشادات كلامية قبل فرز الأصوات.




نتيجة الانتخابات

وفي أجواء من المنافسة الساخنة، أعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات، برئاسة المستشار محمد الدمرداش، فوز مدير تحرير صحيفة "الأهرام"، المحسوب على التيار الحكومي الموالي للسلطات، عبد المحسن سلامة، بمنصب نقيب الصحفيين، بعد الحصول على 2457 صوتا.

وأحرز يحيي قلاش، المحسوب على تيار استقلال النقابة، 1890 صوتا، وإسلام كمال 121 صوتا، وجيهان شعراوي 31 صوتا، وسيد الإسكندراني 19 صوتا، ونعيمة محمد راشد 4 أصوات، وطلعت هاشم (صوتين).

وصوَّت في الانتخابات 4631 ناخبا، وبلغت الأصوات الصحيحة 4417، والباطلة 107 أصوات.

وفاز "فوق السن" (أكثر من 15 سنة عضوية) كل من: جمال عبد الرحيم، بحصوله على 1182 صوتا، ومحمد خراجة بـ1152 صوتا، وحسين الزناتي بـ1165 صوتا.

و"تحت السن"، فاز كل من: محمد سعد عبد الحفيظ بـ831 صوتا، وعمرو بدر بحصوله على 778 صوتا، وأيمن عبد المجيد بـ673 صوتا.

وتنافس سبعون مرشحا على عضوية مجلس نقابة الصحفيين، التي تم خلالها التجديد النصفي لستة أعضاء مِن إجمالي 21 عضوا.

ونظم أنصار سلامة احتفالات صاخبة بفوزه، على الرغم من أن الإعلامي الموالي للسلطات، يوسف الحسيني، وصفها بأنها "بؤس".



مصير قضية اقتحام النقابة

في المقابل، ساد الوجوم بين أنصار قلاش بعد خسارته، وألمح البعض إلى احتمال صدور الحكم 25 آذار/ مارس الحالي بسجنه؛ إذ يواجه حكم أول درجة بسجنه عامين، مع عضوي المجلس؛ الفائز جمال عبد الرحيم، والخاسر خالد البلشي، في قضية إيواء مطلوبين داخل النقابة، وهما عمرو بدر (الفائز بعضوية مجلس النقابة)، ومحمود السقا؛ بسبب تظاهرهما، واتهامهما بالتحريض على التظاهر، من خلال موقعهما "بوابة يناير"، من أجل رفض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وتمسكهما بالدفاع عن مصرية جزيرتي تيران وصنافير.




وفي هذا الصدد، قال منسق حركة "صحفيون ضد الانقلاب العسكري"، صلاح بديوي: "نحذر تيار الاستقلال النقابي بأن السيسي سيحبس يحيى قلاش ورفيقيه".

وقالت الصحفية في "الأهرام"، وفاء نبيل: "يحيى قلاش لسه عنده قضية يجب توجيه الضوء عليها، بدلا من هذا التشتت الآن".

وقال النقابي أحمد عبد العزيز: "فاز مرشح السلطة في انتخابات الصحفيين، وعدنا مرة أخري للحشد المؤسساتي.. دولة مبارك تعود من جديد.. مطلوب الحفاظ علي النقابة في الفترة القادمة، ووقف أي زحف حكومي عليها".

وقال عبد الله الطحاوي: "راهن الصحفيون على زيادة الخدمات لا على زيادة الحريات.. وستكون النتيجة مزيدا من العطالة، ومزيدا ممن يجلسون الآن في البيوت"، وفق وصفه.

وغير بعيد، قالت سعادة حسين: "حقوق الأهراميين ضايعة، وهو (عبد المحسن سلامة) عضو مجلس إدارة، فكيف يكون الحال وهو نقيب؟.. حنشوف والميه تكدب الغطاس.. والآن حمدي رزق اعترف بأنه ما فيش مسؤول وعد بأي امتيازات".

"تصحيح للمسار"

وعلى صعيد أنصار السيسي، اعتبر رئيس تحرير "الأهرام"، محمد عبد الهادي علام، أن فوز سلامة يعدّ انتصارا للجمعية العمومية التي وقعت في مايو الماضي، وليس الجمعية المزعومة التي عقدت في 4 مايو، وكان الهدف منها تسييس النقابة، وفق وصفه، مضيفا أن الفوز انتصار للأهرام، ولتبنيها موقف "تصحيح المسار".



وحذر الصحفي في "الأهرام"، عزت إبراهيم، من أن "المسألة معقدة، ونقيب مقرب من الدولة لو لم (يُدير) العلاقة بتوازن وحكمة ممكن يتعرض لأزمات طاحنة برضه".

ومن جانبه، قال نقيب الصحفيين الأسبق، الموالي للسيسي، مكرم محمد أحمد، إنه سيعمل رفقة سلامة، على إيجاد ميثاق عمل مع وزارة الداخلية يضمن سلامة الأداء الصحفي وفقا للقانون، فضلا عن حل مشكلة النقيب السابق يحيى قلاش.

ودعا مكرم، النقيب الفائز، في حواره مع إحدى الفضائيات، إلى العمل على حماية جموع الصحفيين، وبالأخص الشباب، والدفاع عن كرامة الصحفيين.

من جهته، أقرَّ أكرم القصاص، في صحيفة "اليوم السابع"، بأن النقابات هي الانعكاس المدني للصراع السياسي المطروح في الشارع، وأن نقابة الصحفيين لم تغب عنها السياسة، وأن مهنة الصحافة غارقة في السياسة حتى أذنها، مشيرا إلى وجود تحديات تجعل دور النقابة أكثر حساسية، حسبما قال.




وعلى مستوى المراقبين والمحللين المحايدين، تساءل الكاتب الصحفي، أيمن الصياد، في حواره مع برنامج "كلام مصري"، عبر فضائية "الحرة": "هل سيدافع هذا النقيب والمجلس عن حرية التعبير؟ موضحا أن الانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها الصحفيون يجب الوقوف أمامها.