تعمل فصائل "الجيش السوري الحر" على تعزيز حراسة مقراتها العسكرية، في ريف
إدلب، خوفا من التعرض لهجمات من مجموعات أخرى، وذلك على حساب نقاط المواجهة مع قوات النظام السوري.
ويقول أحد مقاتلي الفرقة الثانية الساحلية، في ريف اللاذقية، الملقب بـ"أبو محمد": "أقوم بمناوبة واحدة في الأسبوع في نقاط القتال مع النظام، بينما أقف للحراسة مقرنا ثلاث مناوبات متقطعة، والواحدة منها تستمر ثماني ساعات متتالية، بسبب سوء الوضع الأمني في ريف إدلب".
وأكد ناشطون من الداخل السوري؛ أن فصائل
الجيش الحر زادت الحراسة الأمنية على مقراتها خلال الأيام الماضية، نتيجة تعرض البعض منها لهجمات مسلحة ينفذها مجهولون، أو تابعة لهيئة
تحرير الشام، تستهدف مقرات الفصائل التي تتلقى دعما من بعض الدول.
وتعرضت الفرقة الثانية في ريف اللاذقية؛ مطلع العام الحالي، لهجوم نفذته عناصر من هيئة فتح الشام (الآن هي جزء من تحرير الشام) بحسب المقاتل أبي محمد. وقد استولى المهاجمون على عشرات البنادق الآلية، بالإضافة إلى عشرات صناديق الذخيرة، كما سبق ذلك تعرض مقرات الفرقة الساحلية الأولى إلى محاولات مشابهة، "ما دفع هذه الفصائل إلى قيامها بالتشديد الأمني على حساب العمليات العسكرية ضد النظام"، كما قال.
أما خالد، وهو مقاتل من "جيش النصر"، أحد فصائل الجيش الحر في شمال
سوريا، فيؤكد لـ"
عربي21"، أن بعض الفصائل باتت تخشى اقتراب أي آلية ليلا من مقراتها العسكرية، ووصل حد الحذر الأمني لدى هذه الفصائل؛ إلى استئجار سيارات مدنية كي يتم تنقل العناصر فيها.
وأضاف أن هذه الخطوة جاءت نتيجة قيام "جبهة فتح الشام بالسطو" على أي سيارة تتبع لفصائل المعارضة، التي تتلقى دعما من "غرفة الموم"، مؤكدا أن زيادة الحراسة تأتي على حساب أعداد المقاتلين الذين يتوزعون على جبهات القتال ضد النظام.
ورغم ذلك، يشدد خالد على أن "أي فصيل مستهدف لن ينفعه أي حراسة أو تشديد أمني، ولن يؤخر ذلك عملية السطو إلا بضع ساعات فقط"، كما قال.
وشمل التشديد الأمني أيضا الأسواق والمحلات التجارية التي باتت تغلق أبوابها عند الساعة السادسة مساء، يعقبها توقف تام لحركة الناس في مدن مثل إدلب وأريحا وخان شيخون وسرمدا، وغيرها، بسبب كثرة اللصوص المسلحين الذين يقومون بعمليات "الخطف والتشليح".
ويصف أحد التجار من مدينة إدلب؛ الوضع بأنه أشبه ما يكون بـ"حظر تجول"، حيث وصلت الأمور إلى حد قد يضطر فيه من يحتاج إلى الذهاب للمشفى في حالة إسعافية، للانتظار إلى اليوم التالي، وفق قوله.
من جهته، نفى مصدر من "هيئة تحرير الشام" القيام بأي عملية تستهدف المدنيين أو تخص العمل المدني، وقال لـ"
عربي21"؛ إن "التوتر الأمني في الوقت الراهن سببه عصابات متخصصة تعمل لصالح النظام تهدف إلى فقدان الثقة بين المدنيين والعسكر".
وعن العمليات التي طالت فصائل الجيش الحر، اعتبر المصدر أن الأمر محدود، ولن يتكرر في المستقبل، متحدثا عن وجود "أشخاص منتفعين من هيئة تحرير الشام أو فتح الشام، ويستغلون هذه الأسماء في تصفية حسابات شخصية او مصالح مادية"، كما قال.
ويقول خالد القاسم، وهو أحد سكان جبل الزاوية في ريف إدلب، لـ"
عربي21": "الوضع الحالي سيّئ للغاية إذا ما قارنّاه بالوضع عندما كان النظام مسيطرا على المنطقة".
وأضاف: "أخاف على نفسي إذا مشيت ليلا، ولا أرسل أطفالي إلى أي مكان. فقد تحولت قرانا ليلا إلى معتقل، فلا كهرباء ولا اتصالات ولا خدمات، ما زاد الوضع صعوبة"، على حد وصفه.