وقعت
السعودية وأندونيسيا، الأربعاء، عددا من الاتفاقيات في مجالات مختلفة من بينها التجارة والطيران وذلك خلال زيارة العاهل السعودي
الملك سلمان إلى أندونيسيا، أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان، هي الأولى لعاهل سعودي منذ 47 عاما.
ولقي الملك سلمان استقبالا رسميا حافلا لدى وصوله إلى جاكرتا، في محطة إضافية من جولته الآسيوية التي يسعى من خلالها إلى الحصول على فرص استثمارية.
نزل الملك الذي ترافقه حاشية من ألف شخص تقريبا بينهم أمراء ووزراء، من طائرته الرسمية مستخدما سلالم متحركة في مطار جاكرتا المحطة الثانية من جولة آسيوية.
اقرأ أيضا: الملك سلمان يحمل حقائب تزن 506 أطنان في رحلته لإندونيسيا
وكان في استقباله الرئيس جوكو ويدودو، وسار موكب الملك وسط الحشود المرحبة حيث اصطف تلاميذ وهم يلوحون بالأعلام على الطريق أثناء مرور موكب الملك ومرافقيه تحت المطر الغزير إلى القصر الرئاسي في مدينة بوغر المجاورة، حيث حياه حرس الشرف وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحية له.
استعداد قبلي
واستعدت أندونيسيا بشكل كبير لاستقبال العاهل السعودي، حيث غطيت التماثيل العارية في قصر بوغر قبل وصول العاهل السعودي، كما تمت الاستعانة بنحو 150 طاهيا لإعداد الطعام لحفل الملك السعودي، كما بني مرحاض خاص في مسجد سيزوره.
وتم شحن نحو 460 طنا من التجهيزات الخاصة بالزيارة من بينها سيارات مرسيدس ليموزين وسلالم متحركة لنزول الملك من الطائرة. ونقلت معظم المعدات إلى جزيرة بالي حيث سيمضي العاهل السعودي إجازة بعد الزيارة الرسمية التي تستمر ثلاثة أيام إلى جاكرتا.
وفي القصر، وصف ويدودو الزيارة بـ"التاريخية"، معربا عن أمله في أن تؤدي إلى توثيق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وقال متوجها إلى الملك: "بصفتها البلد الذي يضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، ستكون لأندونيسيا باستمرار علاقة مميزة مع السعودية".
توقيع 11 مذكرة تفاهم
وشهد الزعيمان توقيع 11 مذكرة تفاهم للتعاون بين بلديهما في أعقاب محادثاتهما في قصر بوغر. وشملت الاتفاقيات إضافة إلى التجارة والطيران، تعزيز التعاون في مجال العلوم والصحة ومكافحة الجريمة.
ووقعت الرياض وجاكرتا بالأحرف الأولى على اتفاق يعزز الاتفاق الحالي الذي تبلغ قيمته 6 مليارات دولار بين شركتي أرامكو السعودية المملوكة للحكومة وشركة بيرتامينا التي تملكها الحكومة الأندونيسية، لتوسيع مصفاة نفط أندونيسية.
وعقب مراسم التوقيع، قلّد الرئيس الأندونيسي خادم الحرمين الشريفين، وسام (نجمة الجمهورية الإندونيسية) الذي يعد أعلى أوسمة البلاد، تقديرا لجهود الملك سلمان في مختلف المجالات.
وعبر الملك سلمان (81 عاما) من جهته عن أمله في أن تساهم الزيارة في تطوير العلاقات بين البلدين.
وتشكل الزيارة إحدى المراحل الأساسية من جولة نادرة للملك الذي تسعى بلاده إلى تنويع اقتصادها من أجل الحد من الاعتماد على النفط، وشملت الجولة حتى الآن ماليزيا، على أن تشمل لاحقا اليابان والصين وجزر المالديف، وتستغرق ثلاثة أسابيع.
وسجل التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات السابقة نموا تراجع السنة الماضية، إذ ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين المملكة وإندونيسيا من 18 مليارا و679 مليون ريال في عام 2010 إلى 30 مليارا و75 مليون ريال في 2014، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية، وانخفض التبادل في 2015، ليصل إلى 19 مليارا و439 مليون ريال.
وتعد زيوت النفط الخام ومنتجاتها من أبرز السلع المصدرة إلى أندونيسيا، فيما تعد سيارات الدفع الرباعي وزيوت النخيل الخام من أبرز السلع المستوردة منها.
مهم.. كلمة بالبرلمان
ومن المفترض أن يلقي الملك كلمة أمام البرلمان، الخميس، وأن يزور أكبر مسجد في جنوب شرق آسيا في العاصمة الأندونيسية.
وقال السفير الأندونيسي في السعودية "أغوس مفتوح أبي جبريل" لوكالة الأنباء السعودية، إن الزيارة حدث "مهم جدا وتحمل دلالات ومعاني خاصة لعلاقات التعاون والصداقة المتينة القائمة بين البلدين".
وتوقع أن توطد هذه الزيارة العلاقات بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وستطلب أندونيسيا إمكان إرسال عدد أكبر من الحجاج من رعاياها إلى السعودية.
وقال سفير السعودية لدى جاكرتا أسامة محمد الشعيبي عبر حسابه بـ"تويتر" إن "الزيارة ستستمر حتى 12 مارس/آذار الجاري".
وقام الملك فيصل بن عبد العزيز بزيارة إلى أندونيسيا في عام 1970، وزار رئيس جمهورية أندونيسيا جوكو ويدودو السعودية في أيلول/ سبتمبر 2015.