عاقبت محكمة
مصرية، اليوم الأحد، الداعية المثير للجدل محمد عبد الله نصر، بالسجن خمسة سنوات، بعد إدانته بـ"ازدراء الأديان"، على خلفية ادعائه أنه "المهدي المنتظر".
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي ادعى نصر المعروف في مصر بـ"الشيخ
ميزو"_ وهو لقب ساخر من آرائه الغريبة_ أنه "المهدي المنتظر"، وطالب المسلمين في كل بقاع الأرض بـ"مبايعته".
ولاحقا تراجع عن زعمه وقال إنه لجأ إلى هذا الإعلان بهدف "تنقية التراث الإسلامي باستخدام الصدمة في الثوابت التي يعتقد المسلمون فيها، كما أراد أن ينقذ المسلمين من الخرافات".
وزعم أن ظهور "المهدي المنتظر، روج له رجال الدين المسلمين من أجل إقعاد الناس عن العمل، وتسببوا في تخدير عقول المسلمين"، حسب قوله.
وقال مصدر قضائي لوكالة الأناضول التركية إن "محكمة جنح شبرا الخيمة والمنعقدة شمالي
القاهرة، قضت اليوم، بمعاقبة محمد عبد الله نصر الشهير بالشيخ ميزو بالسجن خمسة سنوات مع الشغل لاتهامه بازدراء الأديان".
وأضاف المصدر، أن "الحكم أولي قابل للاستئناف عليه أمام محكمة جنح مستأنف شبرا الخيمة خلال 15 يوماً".
بدوره أكد حميدو جميل، عضو هيئة الدفاع عن نصر، في تصريحات صحفية، أنه "سيستأنف على الحكم في أسرع وقت، وتحديداً غداً".
وأوضح سمير صبري، مقيم الدعوي في تصريحات صحفية، عقب الحكم، أن "ميزو حضر بنفسه اليوم وطلب المرافعة عن نفسة، وهو ما استجابت له المحكمة، وتم الحكم علية حضوريا، ثم تحفظت عليه قوات الأمن".
ورأى صبري أن "الحكم مخفف حيث ظهر المتهم منذ شهرين بإحدى القنوات وتحدث في أمور غير طبيعية تخص الدين"، وفق قوله.
وحديث نصر عن كونه "المهدي المنتظر" أثار ردود فعل واسعة في مصر وقتها، ما بين الاستنكار والتنديد والسخرية.
ومحمد عبد الله نصر، درس بالأزهر الشريف وأثار الجدل كثيراً بمواقفه وآرائه، وظهر لأول مرة إبان ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، عندما هاجم جماعة الإخوان المسلمين بميدان التحرير وسط القاهرة، ومنذ ذلك الحين أصبح ضيفا دائما على المواقع الإخبارية والمحطات التلفزيونية المعارضة للإسلاميين في مصر.
ومنذ ظهوره الإعلامي، يتفاعل "نصر"، مع التوجهات اليسارية، وخاصة تلك المعارضة لحكم جماعة الإخوان في مصر.
ولـ"
الشيخ ميزو"، فتاوى مثيرة للجدل، من بينها أن "الرقص الشرقي ليس حراما، والحجاب ليس من السنة الإسلامية ونكرانه عذاب القبر وقوله إن نكاح غير المتزوجين ليس زنا".
كما سخر في وقت سابق من كتاب صحيح البخاري، الذي يعد المرجعية الأولى للمسلمين في الأحاديث النبوية.
وفي آب/ أغسطس من العام 2015، احتجزت سلطات أمن مطار القاهرة "الشيخ ميزو"، أثناء عودته من العاصمة الإيرانية طهران؛ للمشاركة في مؤتمر عن مواجهة "الفكر التكفيري"، حسب قوله آنذاك.
وقال وقتها إن "تحقيقات استمرت معه لما يقرب من 13 ساعة عن سبب زيارته للعاصمة الإيرانية والكتب التي كانت بصحبته أثناء العودة، وانتهت بمغادرته بعد ذلك مطار القاهرة متوجهًا إلى منزله".
وسبق أن أصدرت وزارة الأوقاف المصرية، بيانًا قالت فيه إن "محمد عبد الله نصر"، "لا علاقة له بالأوقاف، وحديثه جهل باسم الدين، وعار على الثقافة الإسلامية".