قالت صحيفة "مورنينغ ستار البريطانية" إن الطلاب
الفلسطينيين في
الجامعات تأثروا بشكل كبير بسبب تردي أوضاع حقوق الإنسان بسبب السلطة الفلسطينية.
وتشير الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21" إلى أنه بالرغم من توقيع السلطة على المعاهدة الدولية لحماية حرية التعبير عام 2014، فإن اتهامات وجهت لها باعتقالات وتعذيب ضد
الطلبة الذين ينتقدون السلطة وبأنها أصبحت شائعة في المناطق المحتلة من قبل إسرائيل.
ووفقا للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، فإن 74 طالبا تم اعتقالهم في شهري تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر الماضي فقط، وبأن العديد من حالات الاعتقالات تم التبليغ عنها بأنها تعرضت للتعذيب.
تعليق على الأبواب
وذكرت الصحيفة حالة الطالب "أحمد جمال محمد مرشود" 21 عاما، وهو من طلبة جامعة النجاح الوطنية حيث تعرض للاعتقال لمدة شهر، وتم تعليقه على الباب لساعات خلال الاعتقال، وبالرغم من قرار المحكمة بإطلاق سراحه، فإن أجهزة الأمن استمرت في اعتقاله.
وتشير التقارير الحقوقية التي نقلها التقرير لاستخدام أساليب متعددة في التعذيب كالمنع من النوم، وإجبار المعتقل على الوقوف لفترات طويلة بطريقة تبقي بين القدمين مساحة واسعة للشعور بالألم.
وذكرت الصحيفة أيضا حالة أخرى هي للطالب حذيفة حسام عبد القادر 22 عاما، وهو يدرس في جامعة النجاح الوطنية، وتم اعتقاله لأكثر من 20 يوما، وتم تعليقه لساعات على الباب.
اعتقالات متكررة
وتوضح أيضا أن بعض الطلبة تم اعتقالهم بشكل متكرر، مثل الطالب نمر خالد 26 عاما الذي يدرس في ذات الجامعة، ويعمل في مركز الخدمات فيها حيث تم اعتقاله الشهر الماضي.
وتقول الصحيفة إن خالد تم اعتقاله لثماني مرات بواسطة السلطة الفلسطينية، وتهمته الوحيدة كانت انتقاد السلطة على الـ"فيسبوك".
وفي احتجاجات أمام الجامعة، قال والد نمر "هندي" إن نجله تعرض للتعذيب وطالب بإطلاق سراحه لإكمال تعليمه الجامعي.
من جهتها نفت السلطة الفلسطينية ارتكابها أية مخالفات ضد حقوق الإنسان، وقال محافظ نابلس "أكرم الرجوب": "ربما هناك اختلاف حول ماهية هذه الاعتقالات، ولكنها تتم وفقا للقانون وليس بسبب التوجهات السياسية".
وأضاف أيضا: "المتهمون يتم عرضهم على المحكمة، وهي من تفصل بقضايا اعتقالهم وفقا للقانون".
وبالرغم من أقوال المسؤول الأمني الفلسطيني إلا أن الصحيفة قالت إن الادعاءات بانتشار التعذيب ليست جديدة في الضفة الغربية، وبأن ازدياد العنف ضد الطلبة يزيد من القلق، حيث تم اعتقال الكثير من الطلبة أمام بوابات الجامعة والسكنات الطلابية دون مذكرات اعتقال.
بدورها تقوم عائلات المعتقلين باحتجاجات ضد عمليات الاعتقال غير المسموح بها داخل الحرم الجامعي، حيث يتم السماح للطلبة بممارسة التعبير السياسي بشكل محدود مع مضايقات مستمرة من أجهزة الأمن.
تصاعد قوة حماس
وقالت الصحيفة إن ما يقف خلف هذه الاعتقالات هو تصاعد القوة للجناح الطلابي لحركة حماس من خلال الانتخابات في مختلف جامعات الضفة الغربية، حيث فازت حماس بشكل مفاجئ في جامعة بيرزيت قرب رام الله، التي كانت تعتبر معقلا قويا لها في مواجهة حركة
فتح.
ويشير التقرير إلى أن فوز حماس ببيرزيت زاد من مخاوف فوزها في جامعات أخرى بعد توقف الانتخابات خلال السنوات العشر الماضية بسبب الانقسام الفلسطيني، حيث تعتبر هذه الانتخابات إشارة مهمة حول قوة التوجهات السياسية في الضفة الغربية.
وذكرت الصحيفة سلاحا جديدا للطلبة في مواجهة الاعتقال وهو لجوء البعض للإضراب عن الطعام في سبيل الاحتجاج على ذلك خصوصا تناوب الاعتقالات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والتي لا تسمح لهم بالتخرج من الجامعات.