تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي المتطرف، أفيغدور ليبرمان، عن استعداد "إسرائيل" لتحسين الأوضاع الاقتصادية لسكان قطاع غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني، ولكن مقابل عدة شروط، علما بأن الاحتلال يحاصر القطاع للسنة الحادية عشر على التوالي.
عدوان متواصل
وأوضح ليبرمان، أن حكومته اليمينية المتطرفة "ستوافق على إنشاء ميناءين بحري وجوي ومناطق صناعية في القطاع، وهو ما سيوفر حوالي 40 ألف فرصة عمل جديدة"، لكنه اشترط مقابل ذلك "تخلي سكان القطاع عن حركة حماس"، وفق ما أوردته إذاعة "صوت إسرائيل" الخميس.
ودعا الوزير الذي توجه إلى مدينة ميونيخ للمشاركة في "مؤتمر الأمن الدولي"، في مقابلة مع الموقع الإلكتروني الجديد لـ"وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق" (فلسطين المحتلة عام 1948)؛ الجمهور الفلسطيني إلى الحوار المباشر مع إسرائيل عبر الموقع.
وقال: "يمكن جعل القطاع سنغافورة الشرق الأوسط إذا تخلى سكان القطاع عن حركة حماس، أو إذا تخلت هذه الحركة عن ميثاقها الداعي إلى القضاء على إسرائيل، إضافة لإعادة جثماني الجنديين الإسرائيليين المحتجزين لديها"، وفق قوله.
شروط حماس
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن "الحصار الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة؛ هو حصار ظالم وأحد أشكال العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن مصير هذا الحصار "إلى زوال".
وأكد لـ"عربي21" أن من "حق الشعب الفلسطيني أن يتنقل بحرية، وأن يكون له منفذ بحري وجوي وبري، وهذه حقوق كفلتها المواثيق والقوانين الدولية"، رافضا بشدة مقايضة تلك الحقوق برفع الحصار أو التنازل عن حق الشعب الفلسطيني في طرد الاحتلال الإسرائيلي من أرضه.
وأوضح قاسم أن من "حق الشعب الفلسطيني ممارسة حقة في مقاومة الاحتلال بكل ما أوتي من قوة وإمكانيات ووسائل".
وأضاف: "أما بالنسبة للأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام، فلا يمكن الحديث عنهم إلا بعد أن يلتزم الاحتلال بشروط المقاومة، والإفراج عن كافة الأسرى ممن تم إعادة اعتقالهم بعد تحريرهم في صفقة وفاء الأحرار، إضافة لالتزام الاحتلال بكافة الشروط التي تطلبها المقاومة في أي صفقة تبادل قادمة"، وفق قول قاسم.
رشاوى اقتصادية
من جانبه، قال المحلل السياسي
الفلسطيني، خليل شاهين، ما تحدث به ليبرمان "يندرج في سياق الخطط
الإسرائيلية القادمة لمحاولة تصفية الحقوق الفلسطينية"، مؤكدا أن "ما يطرح عمليا سواء في قطاع
غزة أو الضفة؛ هو حل اقتصادي ضمن سياسية العصا والجزرة مع رش قليل من السكر عليها، من أجل قطع الطريق أمام الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وتأبيد الحكم الذاتي".
وأضاف شاهين لـ"عربي21": "طرح ليبرمان ينسجم مع سياسة الاحتلال الرامية لتعزيز الفصل بين الضفة وغزة على طريق الفصل الكامل"، لافتا إلى أن "محاولة إغراء الفلسطينيين في غزة بمطار وميناء كأساس لصفقة تبادل؛ هو فقط لذر الرماد في العيون"، على حد وصفه.
وأكد شاهين أن "الكفاح الفلسطيني قادر على تحقيق ما يريد دون أن يجبر على دفع الثمن؛ إذا ما أحسن الفلسطينيون إدارة معركتهم لفك
الحصار عن غزة، على أساس استعادة وحدتهم؛ لأن هذا الطريق أسهل بكثير مما يطرحه ليبرمان"، معتبرا أن "التجارب السابقة مع الاحتلال تشي بان مصير أي ميناء أو مطار جديد يمكن أن يكون مثل مصير سابقه الذي دمره الاحتلال"، في إشارة لتدمير الاحتلال مطار غزة الدولي سابقا.
وأوضح أن أي "تعامل من قبل الفلسطينيين مع مقترحات ليبرمان؛ هو استدراجهم للمربع الذي تريده حكومة الاحتلال، مربع الرشاوى الاقتصادية مقابل التنازل عن حق شعبنا في غزة بالتواصل والترابط مع سائر شعبنا في الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948"، مشددا على أنه "لا ينبغي رفض تلك المقترحات فقط في الإعلام، بل يجب بناء استراتيجية وطنية فعالة لإحباط الخطط الإسرائيلية القائمة على البعد الاقتصادي، في الوقت الذي يستعد الاحتلال لشن حرب قادمة على غزة"، كما قال.
الكتابة على الماء
وحول تصريحات وزير الحرب ليبرمان، استطلعت "عربي21"، بعضا من آراء الشارع الفلسطيني، حيث شدد الشاب الفلسطيني عبد الله جودة، على تمسكه بخيار المقاومة ضد الاحتلال "حتى تحرير فلسطين"، مضيفا لـ"عربي21": "نحن لا نريد سنغافورة ولا غيرها، نحن نريد تحرير أرضنا وقدسنا من دنس المحتل الغاشم ولا مجال لذلك سوى بخيار المقاومة".
أما الفلسطيني خالد المدهون، فقال لـ"عربي21": "وعود ليبرمان؛ مثل الكتابة على الماء، لا قيمة ولا أثر لها، وحقوقنا ننتزعها بالقوة".
وكشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الأسبوع الماضي، أنها تلقت عروضا إسرائيلية جديدة عبر وسطاء لإجراء صفقة تبادل للأسرى مقابل الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، حيث أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن حماس، رفضت التفاوض حول "صفقة تبادل إنسانية".
واعترفت الكتائب في تموز/ يوليو لعام 2014 بأنها تحتجز الجندي شاؤول آرون، وقالت إن "خلية لها أسرت الضابطة هدار غولدن، ولكن آثارها فقدت بسبب قصف الاحتلال للمنطقة".
وفي تموز/ يوليو 2015، كشف الاحتلال عن اختفاء الجندي أبراهام منغستو، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية. وقد فُقد أثره بعد تسلله عبر السياج الأمني لشمال قطاع غزة، في 7 أيلول/ سبتمبر 2014، إضافة لجندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فُقد على حدود غزة بداية عام 2016.