في اليوم الثاني من السنة القمرية الجديدة، أقامت عرقية "كام" بقرية في جنوب غرب
الصين، أمس الأحد (29 يناير/كانون الثاني) طقوسا للنساء اللائي تزوجن العام الماضي.
المهرجان يطلق عليه المحليون اسم "اسرق الدجاج من برج الجرس"، وهو عبارة عن مسابقة دموية يتنافس فيها رجال القرية على تقطيع دواجن حية معلقة على عصى تحملها الزوجات. هذا الطقس الذي يحمل ملامح وحشية يمثل اعتذارا من النساء اللائي تزوجن خارج العائلة.
وينطلق المهرجان بالعرائس وهن يرتدين الملابس التقليدية لعرقية كام ويجبن شوارع القرية ويحملن عصيا خشبية معلق عليها دواجن حية من دجاج وبط وقطع من لحم الخنزير.
وتوافد حوالي 500 شخص من السكان والسائحين لمشاهدة الألعاب النارية التي ترمز إلى بدء الاحتفال وفيه يهرول أقارب الزوجات من الذكور لانتزاع الدواجن من العصي وتقطيعها إربا.
وقال رئيس القرية هوانج ديشيان الذي استضاف مهرجان هذا العام، إن ذلك التقليد تم حظره منذ عقود مضت وعاد الآن ليمثل اعتذارا من العرائس لإخوتهن للزواج من خارج العائلة.
وأضاف: "بعد فترة، أدرك الناس أن تلك ليست الطريقة الصحيحة للزواج. الآن لدينا الحرية لنحب ونتزوج من نشاء. الاحتفال حاليا هو شكل من أشكال الاعتذار من والدة الابنة لأبناء عمومتها لزواجها من شخص آخر ليس من العائلة. إنها تعتذر لأبناء عمومتها".
والدجاج والبط ولحم الخنزير جميعها تمثل قرابين على العروس أن تقدمها لإخوتها وأقاربها الذكور كجزء من الاعتذار.
وأوضح هوانج أن هذا التقليد نشأ قبل أكثر من 500 عام لكنه بدأ في جذب السياح منذ أواخر التسعينات. وفي الماضي كان يوجد تقليد ينتزع فيه الرجال رؤوس الدجاج بأسنانهم للفوز بعروس.
وقالت شياو رونجيو (18 عاما) ودماء الدجاج على وجهها: "إذا تلطخ وجهك بالدماء نتيجة الإصابة بخدوش فهذا يعني الرخاء. وإذا أصيبت الفتاة بخدوش في كتفها ونزفت فهذا أيضا يمثل الرخاء".
وبعد تسع جولات من تقطيع الدواجن ينتهي المهرجان وتنطلق الألعاب النارية في أنحاء البلدة. وتعود العرائس إلى ديارهن حيث تقيم عائلاتهن المآدب الخاصة للاحتفال بالعام الجديد.