أكدت حملة "
يناير يجمعنا"، التي ضمت أكثر من مائتي شخصية
مصرية من تيارات مختلفة (ليبراليين وإسلاميين ويساريين ومستقلين)، أن "ثورة يناير لم تنكسر"، رغم كل الحملات العاتية للثورة المضادة بأذرعها العسكرية والأمنية والإعلامية والمالية والقضائية، ورغم قتل الآلاف من أبنائها وسجن عشرات الآلاف وتشريد أضعافهم خارج الوطن وداخله.
وقالت – في بيان لها الأربعاء-: "من جديد تشرق أنوار يناير، وتهب نسماتها حاملة عطر الحرية والكرامة والعدالة التي لطالما حلم بها المصريون ولم يتذوقوها إلا عقب ثورتنا المباركة يوم 25 يناير 2011، وظلوا متمتعين بها حتى سطت عليها
الثورة المضادة بانقلابها العسكري فأعادت دولة الخوف والقهر والذل والفقر من جديد".
وأضافت الحملة: "ست سنوات أثبت خلالها أبناء الثورة الأوفياء أنهم على العهد ماضون صامدون مصممون على تحقيق كل أهداف الثورة (عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية)"، لافتة إلى أن "الثورة المضادة حاولت محو اسم يناير من التاريخ، وألصقت بالثورة كل نقيصة بهدف فض الشعب من حولها، لكن عمق الثورة في النفوس وعدالة مطالبها وشعاراتها ونبل غاياتها ظل سدا منيعا أمام تلك المؤامرات".
وتابعت: "ست سنوات فضحت زيف الثورة المضادة، وكل من شارك فيها من عسكريين ومدنيين، وفضحت زيف الوعود التي قدمتها للشعب المصري الذي يستيقظ الآن كل صباح على كارثة جديدة تزيد حياته بؤسا وشقاء".
وقال: "إننا في (حملة يناير يجمعنا)، والتي تضم رموزا من كل التيارات والفئات التي كان لها شرف المشاركة في ثورة يناير، نهنئ شعبنا بمرور ست سنوات على ثورتنا التي لا تزال صامدة حتى الآن، والتي لا تزال مصرة على تحقيق كل أهدافها لصالح هذا الشعب العظيم، كما أننا نحيي صمود كل الأحرار داخل مصر وخارجها في الميادين وفِي السجون وفي المنافي الذين لم ييأسوا أو يستكينوا، وظلوا قابضين على مبادئ ثورتهم ومكتسباتها".
واستطردت قائلة: "كما أننا نوجه التحية لأرواح شهدائنا الأبرار، ونؤكد لهم ولذويهم أن دماءهم الغالية العزيزة لن تذهب هدرا، وأن القصاص العادل لهم هو دين في رقابنا جميعا".
وأردفت: "كما نتوجه بالنداء لكل أبناء يناير الذين تفرقت بهم السبل وانطلت على بعضهم الحيل أن هلموا إلى ثورتكم، دافعوا عنها، ارفعوا شعاراتها، وأكملوا طريق شهدائها وحققوا لهم ولشعبكم كل ما حلموا به، وقاوموا الثورة المضادة وحكمها العسكري البغيض وارفعوا الظلم عن وطنكم وشعبكم، وقاوموا بيع الأرض والماء والغاز ومقدرات وثروات الوطن ثمنا لبقاء حاكم غاصب منقلب قاتل".
واختتمت بقولها: "قاوموا رفع الأسعار وإخفاء السلع واحتكارها وكبت الحريات وإذلال المواطنين على شرطة لا تعرف معنى إنسان، وتأكدوا أن ساعة النصر قريبة، فالثورات لا تُهزم وأبناؤها لايزالون أحياء".
وفي 3 كانون الثاني/ يناير الجاري، تم الإعلان عن تدشين حملة بعنوان "يناير يجمعنا"، تحت شعار "مع بعض نقدر"، خلال مؤتمر صحفي بمدينة إسطنبول التركية، للإعلان عن فعاليات إحياء الذكرى السادسة لثورة 25 يناير.
من جهته، أعلن حزب الوطن المصري عن تمسكه بمنطلقات ومبادئ وأهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتي وصفها بأنها "أنبل وأرقى وأطهر ثورة شعبية في التاريخ الحديث".
وقال – في بيان له اليوم- إن "مسببات ومنطلقات ثورة يناير ما زالت موجودة بل تضاعفت، فما زال التغول الأمني على حساب حرية وكرامة الشعب، وما زالت حرمات الناس مستباحة وحقوقهم مهدورة، آلاف الشباب والطلاب في السجون، وآلاف الأحرار في المعتقلات بغير حق، إلا المطالبة بالحرية والكرامة".
وأضاف: "ما زال الفساد منتشرا، بل ازداد تغولا وسيطرة، ويتم معاقبة أي محارب له أو مقاوم لسيطرته، وما زال الظلم على معظم طبقات الشعب مهيمنا، بل يزداد يوما بعد يوم، وضاع حق الشعب في التعليم المجاني، كما ضاع حقهم في العلاج، وتضاعف سعر الدواء وشح وجوده، وشرعت الحكومة في بيع مستشفيات التكامل وما بعده لا يعلمه إلا الله".
وأكمل: "وزاد على ذلك التفريط في الحقوق التاريخية والتراب الوطني، فتراجعت الحكومة عن التقدم بمشروع لوقف الاستيطان الصهيوني وتجريمه، وتنازلت عن السيادة المصرية على تيران وصنافير".
وقال: "لأجل هذا كله ولغيره من الأسباب والمنطلقات، فإننا ندعو الشعب المصري للاحتفال بذكرى ثورة يناير العظيمة، والعمل الجاد لاستكمال مسيرتها وتحقيق أهدافها من السعي لتحقيق الحرية والعيش والعدالة والكرامة، والدفاع عن رموزها وقيادتها وتاريخها بالوسائل المشروعة، ومواصلة السعي لاسترجاع حقوق شهدائها ومصابيها، والتصدي للمحاولات التي تهدف لتصفيتها وتشويهها".
كما دعا حزب الوطن جميع من وصفهم بالأحرار ودعاة الإصلاح وقادة الرأي للاجتماع على "كلمة سواء تعيد للشعب سيادته، وترجع للأمة حقوقها".