كشف ضابط منشق عن النظام السوري أن الأيام المقبلة ستشهد إعلانا عن تشكيل مؤسسة عسكرية، تضم كل
الضباط وأفراد الضباط السوريين
المنشقين عن النظام.
وقال العميد زاهر الساكت العميد، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن الإعلان عن تشكيل هذه المؤسسة "بات وشيكا"، لافتا إلى تكليف رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية، العميد أسعد الزعبي، بترؤسها.
ويقدر عدد الضباط المنشقين عن قوات النظام السوري بنحو 4600 ضابط وصف ضابط، بمختلف الرتب العسكرية.
وأوضح الساكت، الذي ترأس سابقا المجلس العسكري في مدينة حلب، أن هدف المؤسسة الجديدة يتلخص في "التخلص من الفُرقة والتشتت اللذَيْن يعاني منهما غالبية الضباط، الذين فضلوا ترك جيش النظام على أن يوجهوا فوهات بنادقهم تجاه الشعب السوري الثائر على حكم آل الأسد"، كما قال.
وأضاف لـ"عربي21": "نسعى إلى أن تضمن هذه المؤسسة حقوق الضباط الأحرار، كما نعمل على أن تجمع كل الضباط الأحرار في كيان تنظيمي جامع؛ لتفعيل دورهم الذي تم تهميشه طيلة الفترة الماضية"، وفق قوله.
وأكد الساكت أنه "سيكون من أولى مهام هذه المؤسسة إحصاء عدد كل الضباط، بمن فيهم الشهداء والمفقودون وغيرهم، منذ بداية الثورة السورية".
وردا على وصف بعض المراقبين لهذه الخطوة بـ"المتأخرة جدا"، اعتبر الساكت أن "قادة الفصائل هم من قاموا بتهميش الضباط الأحرار، مع علمهم المسبق بأننا نحن فقط من يستطيع قيادة العمل العسكري على الأرض"، كما قال.
ونفى أن يكون لتوقيت الإعلان عن هذه المؤسسة صلة بمحادثات الأستانة. وقال: "لا علاقة لهذا التشكيل بالمطلق بما يجري من ترتيبات سياسية"، مضيفا: "لكن هذا لا يعني ألّا نكون نواة لجيش وطني قد يُطلب تشكيله".
من جانبه، يرى الملازم "أبو رائد"، من مدينة حمص، أن المؤسسة الجديدة ستكون "قادرة على تصحيح مسار الثورة، بعد أن تم حرفها بفعل قوى إقليمية ودولية"، معتبرا أنه "تم التخطيط لذلك (حرف الثورة)، ومهدت الفوضى العسكرية الناجمة عن غياب الدور الفاعل للضباط الأحرار، وبوجود قادة لا يفقهون في العمل العسكري شيئا، إلى ما وصلنا إليه"، بحسب تعبيره.
وقال أبو رائد الذي يتواجد حاليا في الجبهة الجنوبية، لـ"عربي21": "الدول التي دعمت الثورة، تقصدت تحييد الضباط الأحرار".
وضرب أبو رائد مثلا، قائلا: "لقد قمنا في منتصف العام 2012 بتشكيل لواء أحرار حمص، وكان عدد الضباط حينها 34 ضابطا، و40 ضابط صف، من كافة الاختصاصات العسكرية، لكن -وعمدا- تم توكيل مهمة التواصل الخارجي للواء لأشخاص مدنيين، ولذلك فشل اللواء"، على حد قوله.
وأضاف: "خلال الثورة كانت لي تجربة في حمص أولا، ومن ثم في القلمون والقصير، وحاليا في الجنوب، وكل هذه التجارب مشابهة ومطابقة تماما لما واجهناه في لواء أحرار حمص"، مشددا على أنه "لا بد من تسليم صاحب الخبرة لعمله، عسكريا كان العمل أم مدنيا، وعليه فإن تشكيل هذه المؤسسة ضروري جدا"، كما قال.