هكذا هاجم البرادعي السيسي فانتقم منه إعلاميوه (شاهد)
القاهرة- عربي21- زكي توفيق08-Jan-1707:49 AM
شارك
البرادعي
هاجم الدكتور محمد البرادعي، (النائب السابق للرئيس المصري بعد الانقلاب)، رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، ضمنا، في حواره مع شبكة "التلفزيون العربي"، مساء السبت، بينما هاجم الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات صراحة، فما كان من الإعلاميين الموالين للسيسي سوى الانتقام منه، ببث مكالماته المسجلة أمنيا ومخابراتيا، عقب ثورة يناير، التي يهاجم فيها شخصيات كثيرة.
وفي الجزء الأول من حواره مع برنامج "وفي رواية أخرى"، عبر "التلفزيون العربي"، قال البرادعي إن ضابط القوات المسلحة قد يكون قائدا عسكريا عظيما، ولكن لا يستطع إدارة وزارة التربية والتعليم، الأمر الذي اعتبره نشطاء ومراقبون انتقادا ضمنيا للسيسي، الذي قفز مباشرة من مناصب عسكرية بحتة إلى حكم مصر.
وأبدى البرادعي دهشته مما تعرض له من بشاعة، وتحويله من زعيم وطني إلى شيطان لمجرد أنه طالب بالحرية في مصر، بحسب وصفه.
وخصص معظم حديثه في هذا الجزء من حواره للتعليق على قرارات عبدالناصر، وخلفه السادات، وفجَّر عددا من المفاجآت فيما يتعلق بقراراتيهما في الحرب والسلم، موجها إليها انتقادات قوية.
"مفيش منفرد بالحكم عادل"
وفي البداية، قال البرادعي إنه لا يمكن بناء دولة دون مشاركة الشعب، ودون اختيار الأصلح للقيادة، مضيفا: "حتى لو فيه ما يُسمى القائد العظيم والمُلهم إلا أن حكم المنفرد ينتهي بهزيمة، كما حدث في 67، أو تحدث نكبة كالتي تعرض لها العالم العربي عندما أخذت إسرائيل معظم الأراضي العربية".
وأضاف: "صحيح أن الديمقراطية سخيفة وبطيئة، ولكن الفشل بها أقل كثيرا، لأنها بتمر بفلاتر، ودولة مؤسسات ورقابة".
وأوضح أنه لا يوجد ما يُسمى "زعيم متفرد بالحكم، وعادل"، مضيفا: "المشكلة في الحاكم الفرد أنه لو أخطأ مرة بترجع البلد للوراء".
"عبد الناصر سلب شعبه الحرية"
ووصف البرادعي مبادئ ثورة 1952 بـ"الممتازة"، مضيفا: "ولكن لم يتم تنفيذها". وأضاف أن عبد الناصر كان قائدا في الاستقلال الوطني، ولكن من عيوبه أنه سلب الشعب المصري حريته، و"تحولنا من فكرة الزعيم المُلهم، واعتمد على أشخاص معدومة الكفاءة، وهمَّش النخبة"، بحسب قوله.
"هتكسب حرب إزاي، وأنت مُهمش شعبك"
وحول هزيمة1967، قال إن مصر والدول العربية لم يتجاوزوا حتى الآن حرب 1967. وأكد أنه فوجئ بهزيمة 1967، مضيفا: "كنا تحت الانطباع أن لدينا جيشا قويا".
وتساءل: "ولكن هتكسب حرب إزاي، وأنت مُهمش شعبك"، معتبرا أن الجنود المصريين دخلوا حرب 1967، وهم "مقهورون"، وغير مؤهلين لها، وفق وصفه.
عبدالناصر أضاع فرصة لاسترداد الأرض
وفي الحوار الذي امتد إلى قرابة 54 دقيقة، كشف البرادعي أن وزير الخارجية محمود فوزي اقترح على جمال عبد الناصر قبول المشروع اللاتيني، الذي ينص على انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية بعد 1967، وإنهاء حالة الحرب، ولكنه رفض، ولم نر استقالة من أحد".
العرب صفقوا لإسقاط قرار أممي بانسحاب إسرائيل
وكشف أن الدول العربية صفقت لإسقاط مشروع قرار قدمته 18 دولة لاتينية في شهر حزيران/ يونيو 1967، بعد احتلال إسرائيل للأراضي العربية.
وأوضح أن 18 دولة من أمريكا الجنوبية قدمت مشروع قرار من فقرتين تضمَّن إنهاء حالة الحرب مع إسرائيل، وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها بعد حرب 1967، ولكن العرب لم يسعوا لإسقاط القرار فقط، بل تواصلنا مع الأصدقاء كافة لإسقاطه.
وأضاف أنه لو مرَّ القرار اللاتيني لكانت أراضينا تحت يدينا الآن، مضيفا أن العرب "عمرهم ما كان عندهم تقدير سليم لقدراتهم، وتحديد مطالبهم وإمكاناتهم".
المندوب الأمريكي لمصر: "كان زمان وجبر"
وقال إن المندوب الأمريكي بمجلس الأمن عرض على البعثة الدبلوماسية المصرية بمجلس الأمن مع بداية حرب 1967 وقف الحرب، لكننا أجرينا اتصالات بالقيادة المصرية، وجاءنا الرد بالرفض.
وأضاف أن وزير الخارجية المصرية محمود رياض نفى لنا ما ردده الإعلام الغربي من أن الطيران المصري تم تدميره، فتحدثنا داخل المجلس عن السيادة المصرية، ورفضنا تواجد قوات طوارئ.
وتابع: "بعدها بيوم تلقينا اتصالا من الخارجية المصرية، وطُلب منا قبول وقف إطلاق النار، وقررنا الذهاب للمندوب الأمريكي لقبول العرض، لكنه رد قائلا: "كان زمان وجبر".
لماذا زار السادات "إسرائيل" قبل مؤتمر جنيف؟
ومعتبرا أن زيارة السادات للقدس كانت استباقا للأمور، ومفاجأة للأمريكيين، كشف البرادعي أنه أطلع على وثيقة من الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أرسلها للرئاسة المصرية، أعرب فيها عن دهشته من زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للقدس، وتساءل فيها عن سبب الزيارة المفاجئة دون انتظار مؤتمر جنيف.
وأضاف أنه كانت هناك استعدادات من قبل الأمريكيين لمؤتمر في جنيف، وبعد ما زار السادات القدس، أرسل كارتر برقية، وتساءل: "لماذا زار إسرائيل قبل انعقاد مؤتمر جنيف؟".
"كامب ديفيد فتحت لإسرائيل باب العربدة"
ورأى البرادعي أن معاهدة "كامب ديفيد"، التي وقعها السادات مع الإسرائيليين برعاية أمريكية، أخرجت مصر لمدة عشر سنوات من العالم العربي، و"بعدها عمر ما مصر رجعت كقلب العالم العربي زي ما كانت".
وأضاف: "كامب ديفيد فتحت لإسرائيل الباب أنها تعربد في المنطقة، لأن مصر، رمانة الميزان، خرجت".
"العالم العربي مُهمش تماما"
وأردف أن العرب حتى الآن لم يحددوا مصالحهم، متسائلا حول دور الجامعة العربية بقوله: "هل أقدر أقول إن عندنا جامعة عربية؟"، مشيرا إلى أن العالم العربي مُهمش تماما.
وأضاف أن العالم الآن يُعاني من أزمة حكم، متابعا: "ماذا سيقول العالم وقادة العرب والمسلمين لو سألهم الطفل السوري آلان كردي: أنا مت ليه، وليه دمرتوا بلدي؟".
إعلاميو السيسي يردون بنشر مكالمات البرادعي
وفي المقابل، أبدى إعلاميو السيسي انزعاجهم من حوار البرادعي، ولجأوا في الرد عليه إلى نشر مكالمات هاتفية له إبان تواجده بمصر بعد ثورة 25 يناير 2011، ومسجلة عن طريق أجهزة الأمن والمخابرات المصرية.
وأذاع أحمد موسى (الذراع اليمنى لتلك الأجهزة)، عبر برنامجه "على مسؤوليتي، بفضائية "صدى البلد"، عددا من تلك التسريبات، قائلا إنها "مكالمات هاتفية للبرادعي مع عدد من الشخصيات الإعلامية والسياسية عقب ثورة 25 يناير 2011".
وفي تلك التسريبات، هاجم البرادعي شخصيات إعلامية وعسكرية كثيرة.
وقال البرادعي في التسريبات: "ممكن أطلع مع محمود سعد أو البت التانية اللي اسمها منى"، في إشارة إلى الإعلامية منى الشاذلي، مضيفا: "الشعب المصري مريض.. عمرو موسى وزويل شوية أفاقين".
وأشار خلال المكالمة أيضا إلى أن الثورة أصبحت تُجهض تدريجيا؛ بسبب مرض وجهل الشعب المصري، ومجموعة المرتزقة، والجهل المتفشي لدى النخبة.
وشدَّد على أن الشعب المصري أمامه فترة طويلة حتى يستفيق من غفلته وسباته، مردفا: "كويس إن إحنا خلصنا من الطاغوت.. كانت معجزة أن مبارك اتشال بس اللي جاي أسود".
من جهته، علق البرادعي على إذاعة موسى، عددا من مكالماته الهاتفية، بالقول: "تسجيل وتحريف وبث المكالمات الشخصية (إنجاز) فاشي مبهر للعالم، أشفق عليك يا وطني".
وأضاف، في تغريدة بالإنجليزية، عبر حسابه بموقع "تويتر"، أن "التنصت على المحادثات الهاتفية الخاصة من المعارضين السياسيين، وبثها على شاشة التلفزيون، يُعتبر فاشية تطل بوجهها القبيح مرة أخرى"، بحسب قوله.
موسى ونعمان: "أيقونة دمار المنطقة العربية"
وبجانب تسريب المكالمات، تعرض البرادعي للسب والقذف المباشر من قبل عدد من إعلاميي السيسي.
ووصف محمد موسى "البرادعي" بأنه "أيقونة دمار المنطقة العربية".
فيما هاجم حاتم نعمان البرادعي، قائلا: "خليك في تويتاتك، يا عميل، يا خائن"، داعيا إلى سحب الجنسية المصرية منه.