نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن التقارب العسكري بين
روسيا واللواء خليفة
حفتر، في
ليبيا، وذلك بعد زيارة الأخير لحاملة الطائرات الروسية التي رست قبالة مدينة طبرق، بالإضافة إلى مؤتمر الفيديو الذي جمع حفتر بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن إضفاء طابع رسمي على التحالف العسكري بين الجنرال الليبي وروسيا، لم يلاق استحسان الدول الغربية التي لطالما انتهجت استراتيجية "بائسة" في هذا البلد الذي يعيش حالة من الفوضى.
وبيّنت الصحيفة أن هذه الخطوات الرمزية كانت بمثابة غطاء لاتفاق روسي ليبي، بقيادة حفتر، من أجل إقامة قاعدتين عسكريتين في برقة وطبرق، بهدف تدريب جيش حفتر.
وأكدت الصحيفة أن تسليم الأسلحة الروسية لحفتر لا يزال بعيد المنال في الوقت الحالي، بسبب الحظر الدولي على الأسلحة الذي لا زال ساري المفعول في ليبيا، منذ قيام الثورة التي أطاحت بمعمر القذافي.
وعلى الرغم من مساهمة القوات الفرنسية والبريطانية، المدعومة من قبل الأمريكيين، في الإطاحة بنظام معمر القذافي، إلا أنها تورطت في الفوضى التي تعيشها البلاد منذ ثورة 2011.
وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت الذي تعاني فيه حكومة الوفاق الليبية من النقص في الموارد، عزز الجنرال خليفة حفتر نفوذه في شرق ليبيا، وتمكن من السيطرة على حقول النفط الرئيسية في البلاد، المتواجدة في حوض سرت.
وبيّنت الصحيفة أن الوضع الحالي في ليبيا، وما يتمتع به حفتر من نفوذ، مكّن الروس من خلال تعاونهم مع الأخير؛ من إيجاد موطئ قدم في وسط المتوسط، بعد أن شعروا بالخذلان على إثر التدخل الغربي لإسقاط القذافي.
ويبدو أن حفتر يسير على خطى عبد الفتاح السيسي في مصر، حيث يتقرب من الروس، متذرعا في ذلك، وكالمعتاد، بمحاربة الجماعات المتطرفة.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد إيجاد الأسطول الروسي موطئ قدم شرق
البحر المتوسط، من خلال تدخله في الصراع السوري، بدا واضحا أن الروس، ومن خلال تعاونهم مع حفتر، يرغبون في ضمان توسعهم بالمنطقة الوسطى للبحر الأبيض المتوسط.
ونقلت الصحيفة عن جورج فيلا، وزير خارجية مالطا، البلد الذي يرأس حاليا الاتحاد الأوروبي، أن "روسيا تحرص دائما على أن تكون لها قواعد عسكرية في البحر الأبيض المتوسط".
كما لم يخف المسؤول المالطي مخاوفه من تقدم قوات حفتر نحو طرابلس؛ معتبرا أنه "من المرجح أن تتسبب هذه الخطوة في حرب أهلية في ليبيا، ما سينتج عنه هجرة الآلاف من الليبيين نحو أوروبا".
وأشارت الصحيفة إلى أن حفتر اكتسب مؤخرا الكثير من القوة. ويقول جمال بنور، الرئيس السابق للمجلس البلدي ببنغازي: "لا يمكن التعويل إلا على حفتر في بناء جيش ليبي، ويجب البدء بهذه الخطوة قبل إرساء أي إطار سياسي. كما أننا نتفق مع الموالين للقذافي باعتبار أن عدونا المشترك هم الإسلاميون، ولا تهمنا لا الحكومات ولا البرلمانات، فحفتر والقبائل هم فقط من يهمنا، وطرابلس في طريقها إلى الانفجار".
وأضافت الصحيفة أنه لتحالف روسيا مع حفتر ضمن الكرملين، الذي له مصالح كبيرة في حقول النفط في حوض سرت، دور هام في الشأن الليبي وبتكلفة منخفضة جدا. وعموما، تعتبر هذه التحركات جزءا لا يتجزأ من استراتيجية بوتين في الشرق الأوسط.
وأكدت الصحيفة أن الروس ليسوا وحدهم من لهم علاقة بحفتر، حيث يوفر له الفرنسيون الدعم العسكري في بنغازي، بالإضافة إلى البريطانيين والأمريكيين الذين يساندونه عسكريا أيضا، هذا بالإضافة إلى ما قامت به إيطاليا مؤخرا من فتح بعثة دبلوماسية في طرابلس، ويبقى لموقف رئيس الولايات المتحدة الجديد، دونالد ترامب، من الوضع في ليبيا الدور الأساسي في ترجيح الكفة للروس من عدمها، خاصة وأن الأمريكيين التزموا الحذر بعد مقتل السفير الأمريكي في بنغازي سنة 2012.