جدل إثر اعترافات "داعشي" بذبح صحفيين تونسيين (فيديو)
تونس- عربي21- كارم شرف الدين08-Jan-1708:07 PM
شارك
الشخص الذي قالت قناة ليبية أنه عضو بتنظيم الدولة- يوتيوب
تضاربت ردود الفعل إزاء اعترافات وُصفت بـ"الخطيرة جدا" لعنصر من تنظيم الدلة، بثتها قناة ليبية، وقال فيها أنّه أشرف على تنفيذ عدد من عمليات التفجير والقتل من بينها تصفية الصحفيين التونسيين سفيان الشُرابي ونذير القطاري.
وجاء في اعترافات موظّف "المحكمة الإسلامية" بتنظيم "الدولة" بمنطقة "درنة" الليبية عبد الرزاق ناصف عبد الرزاق علي، التي بثتها قناة "ليبيا الحدث" ببرنامج "وثائق خاصة"، ليل السبت، أنه تمّ اغتيال الصحفيين الشُرابي والقطاري بعد القبض عليهما من قبل مجموعة "سراج الغفير" والتحقيق معهما بمزرعته.
وتابع عبد الرزاق أن العنصر أبو عبد الله ضياحي- يحمل الجنسية التشادية- هو من نفذ عملية قتل الشُرابي ذبحا، بينما تولّى عنصر ثان يدعى أحمد، وهو تشادي أيضا، قتل المصور القطاري بمسدّس، بحسب تعبيره.
"دفنا في غابة"
وأشار إلى أن الشُرابي والقطاري، اللذين اختفيا بليبيا في الثالث من أيلول/سبتمبر 2014، دفنا في غابة بمدينة درنة، لافتا إلى أنّ قرار التصفية "جاء بعد فشل عملية المقايضة مع الحكومة التونسية حول إطلاق إرهابي يكنى أنيس الديك قُبض عليه بتونس".
وكذّبت سنية رجب، والدة المصوّر القطاري، في منشور لها في فيسبوك ما جاء في اعترافات "داعشي درنة"، حيث كتبت "لا أقبل أي عزاء.. عزّوني فقط في دولتي التي تركت أبنائي يتلاعبون بمصيرهم جهة ليبية فقط لتستعرف بها وتتعامل معها كنت متأكدة و زدت في التأكيد بأن نذير وسفيان على قيد الحياة و الآن لدى الجيش الليبي".
لكنّ مصدرا عسكريا من الجيش الليبي، نفى وجود أيّ معلومات مؤكدة حول تصفية الشُرابي والقطاري، مضيفا في تصريح لصحيفة "حقائق أون لاين"، الأحد، أنّ اعترافات الليبي عبد الرزاق ناصف عبد الرزاق علي قديمة.
وتابع أنّه "بعد تحرير مدينة درنة من تنظيم الدولة، قام الجيش الليبي بتمشيط المكان ولم يجد أي أثر لجثتي نذير وسفيان، الأمر الذي يدحض فرضية وفاتهما"، وفق تعبيره.
مراسلات تنظيم الدولة
كما كذّب الناشط الحقوقي والمختص في الشأن الليبي، مصطفى عبد الكبير، ما نقلته قناة "ليبيا الحدث" عن عنصر "الدولة" بمنطقة "درنة" عبد الرزاق علي.
وقال في منشور له على صفحته في فيسبوك "والله غريب هذه الشطحات أقول لهم أدلتنا اقو من أدلتكم.. شهادات عارية عن الصحة وليس لها أدلة مادية.. المعارك السياسية لا يجب أن تؤثر على ملف إنساني بالأساس.. حججكم واهية.. أولادنا عندكم وحججنا أقوى من افتراءاتكم.. لا صحة للأخبار التي تروج عن الصحفيين".
ونشرت صحيفة "المرصد" الليبية، الأحد، وثائق قالت أنّها "مراسلة بين أمير الإدارة الأمنية لتنظيم الدولة بقاطع مدينة أجدابيا والمسؤول الأمني العام للتنظيم بليبيا حول مصير طاقم قناة برقة المختطف الذي من ضمنه الصحفيين التونسيين نذير القطاري و سفيان الشواربي".
وكشفت الوثيقة أنّ "طاقم قناة برقة المختطف تكوّن من 12 شخصا من بينهم ثلاثة أشخاص من يحملون الجنسية التونسية وآخر مصري وثمانية من الليبيين".
وأفادت المراسلة أن عملية الاختطاف تمت بعد نصب كمين محكم لهم من قبل أمير الإدارة الأمنية للتنظيم قاطع أجدابيا بطريق الـ200 الصحراوي للصحفيين وهم في طريقهم إلى مدينة طبرق لتغطية الجلسة الأولى لمجلس النواب في أيلول/سبتمبر 2014.
وبينت المراسلة أنه بعد التدقيق في هوياتهم وأجهزة نقالات المختطفين تبين بأنهم يعملون بقناة برقة، مضيفة أن عناصر التنظيم صادروا جميع أجهزة الصحفيين وكاميراتهم في حينه.
وتابعت المراسلة أنّه صدرت فتوى عن المسؤول الشرعي بالتنظيم بقاطع أجدابيا بقتلهم رمياً بالرصاص تنفيدا لما أسموه بـ"حكم الردة"، وهو ما حصل فعلا، إذ تمّت تصفية الصحفيين بالمكان نفسه ورميهم في الصحراء، بحسب ما جاء في المراسلة.
واختتم المسؤول الأمني التابع لتنظيم الدولة قاطع أجدابيا مراسلته بحسب ما نقلته صحيفة "المرصد"، بالتأكيد على تسليم معدات الصحفيين وسياراتهم إلى المسؤولين على ما يسمى بـ"ديوان بيت مال المسلمين" بمدينة درنة.
تصفيات سياسية
ودعا مركز تونس لحرية الصحافة في بيان، اطلعت عليه "عربي21" بفتح تحقيق جدّي للكشف عن الحقيقة وعن خلفية هذه الاعترافات.
وطالب المركز المصالح الرسمية المعنية في تونس "بالتحقيق الفوري في جدية التصريحات المذكورة، حتى لا يكون ملف الصحفيين التونسيين خاضعا للتصفيات السياسية والأمنية المحلية والإقليمية". كما دعا السلطات التونسية والمجتمع الدولي باستخدام كل الوسائل القانونية والدبلوماسية المتاحة من أجل الكشف عن مصير الشُرابي والقطاري.
وفي سياق متصل قال مدير قناة "ليبيا الحدث"، محمود الهادي، في تصريح لموقع "آخر خبر أون لاين" أنّ "عملية القبض على قاتل سفيان ونذير من قبل القوات المسلّحة الليبية كانت بناء على اعترافات إرهابي سوري كشف من خلالها عن هويّة الإرهابي الليبي الجنسية".