نشرت صحيفة صباح التركية، تقريرا كشفت فيه عن مؤشرات ومعطيات تدلّ على وجود شخص ثان شارك في تنفيذ
الهجوم على الملهى الليلي في إسطنبول.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن السؤال المطروح حول هوية منفذ الهجوم على الملهى الليلي في إسطنبول؛ عاد إلى الواجهة مجددا، بعد مقارنة الجهات الاستخباراتية التركية لأوصاف الشخص الذي أطلق النار داخل الملهى، مع صور الشخص الذي دخل المكان قادما من منطقة "زيتنبورنو"، وهو نفس الشخص الذي نشرت الجهات الأمنية صوره للاشتباه به في تنفيذ الهجوم.
وذكرت أن مصادر استخباراتية توصلت إلى إمكانية مشاركة شخص ثان في الهجوم بعد أن استنتجت وجود اختلاف في لون
السروال الذي كان يرتديه منفذ العملية قبل دخوله الملهى الليلي، "ولذلك؛ رجحت السلطات الأمنية فرضية أن يكون الشخص الذي نشرت صورته؛ مجرد مرافق لمنفذ عملية إطلاق النار داخل الملهى الليلي".
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات الأمنية رجحت أن يكون الرجل الذي رافق منفذ العملية قد ساعده في تنفيذ الهجوم الإرهابي، وتأمين عملية هروبه من المكان، وهو ما قد يفسر حرص منفذ الهجوم على إخفاء ملامح وجهه بطريقة جيدة، وعدم وجود صور واضحة له على أجهزة كاميرات المراقبة.
وذكرت نقلا عن مصادرها، أن مقاطع الفيديو التي تظهر خروج الشخص المتهم بتنفيذ الهجوم من بيته، وركوبه في سيارة الأجرة؛ سمحت بالتدقيق في أوصاف السروال الذي كان يرتديه قبل وصوله إلى مكان العملية.
وفي هذا السياق؛ نشرت الشرطة التركية مقاطع فيديو تظهر منفذ الهجوم وهو يرتدي سروالا بنيا ذي جيوب، قبل دخوله إلى مكان العملية، لكن مقاطع الفيديو التي ظهر فيها منفذ الهجوم داخل الملهى الليلي، أظهرت شخصا يرتدي سروالا ضيقا بلون مختلف، وهو ما يعزز فرضية مشاركة شخص آخر في العملية.
وقالت الصحيفة التركية إن مقاطع الفيديو التي تظهر الشخص المتهم أثناء خروجه من بيته من منطقة زيتنبورنو، كانت متطابقة تماما مع مقاطع الفيديو التي ظهر فيها الشخص نفسه أمام الملهى الليلي قبل تنفيذ العملية، بينما تتطابق مقاطع الفيديو التي تظهر منفذ عملية إطلاق النار داخل الملهى الليلي؛ مع أوصاف الشخص الذي ظهر في مقاطع الفيديو أثناء خروجه من المكان.
وأضافت أن هذه المعطيات تؤكد وجود شخصين مختلفين شاركا في التخطيط والتنفيذ، وتدعم فرضية أن الشخص الأول تواجد في الملهى الليلي قبل وصول الشخص الثاني، "وتعتقد المصادر الأمنية أن كليهما شاركا في عملية إطلاق النار، قبل أن يتمكنا من الفرار عبر البحر، مثلما رجحت بعض الأطراف".
وأشارت إلى أن شهود عيان أكدوا أن شخصين اثنين قاما بتنفيذ الهجوم، وسمع هؤلاء الشهود الذين كانوا في الملهى أصوات إطلاق نار كثيف أثناء تنفيذ العملية.
ونفت الصحيفة نقلا عن مصادر أمنية تركية؛ الشائعات التي تحدثت عن وصول منفذ الهجوم إلى مدينة الرقة السورية، أو إمكانية هروبه خارج الحدود التركية، مؤكدة أن
تنظيم الدولة يحاول الترويج لهذه الشائعات حول مكان اختباء منفذي العملية "لتضليل الجهات الأمنية، وصرف الأنظار عن المنفذين الحقيقيين، وأماكن تواجدهم".