نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرا عن تحول
الحفلات، إحدى أبرز الرموز الثقافة الغربية، إلى هدف استراتيجي لهجمات
تنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الهجوم الذي استهدف الملهى الليلي في إسطنبول خلال رأس السنة "دليل على تحول مرافق الترفيه إلى فريسة جديدة للشبكات المتطرفة، سواء لأسباب رمزية أو استراتيجية".
واستعرضت الصحيفة عددا من الهجمات التي استهدف من خلالها تنظيم الدولة العديد من الحفلات والملاهي، وعلى رأسها الهجمات التي نفذتها "الجماعة الإسلامية" في جنوب شرق آسيا، "وهي من بين الجماعات المتطرفة المقربة من القاعدة"، مشيرة إلى أن هذه الجماعة هدفت إلى "تدمير قطاع السياحة، وقتل السياح الأجانب في إندونيسيا التي تمثل محطة رئيسة للسياحة الشاطئية في البلاد".
وأضافت أن عناصر من تنظيم الدولة اقتحموا مسرح باتاكلان، في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، في سلسلة هجمات بباريس، في الوقت الذي كان زوار المسرح يستمتعون بنغمات الحفل الموسيقي، "وكان هدفهم ترويع المواطنين وتنفيرهم من حضور الحفلات الموسيقية".
وبينت أن تنظيم الدولة تبنى أيضا الهجوم الذي استهدف ملهى للمثليين الجنسيين في ولاية أورلاندو الأمريكية، بهدف محاربة ظاهرة المثلية الجنسية التي لاقت رواجا ودعما كبيرا في الغرب.
وقالت الصحيفة أن
هجوم إسطنبول الأخير جاء ليؤكد التوجه الجديد في القيام بهجمات موجهة تندرج ضمن استراتيجية تنظيم الدولة الجديدة بضرب مختلف المرافق الترفيهية والملاهي.
وأشارت إلى أن
تركيا أصبحت واحدة من بين أبرز أعداء تنظيم الدولة، وخاصة بعد تدخلها في سوريا من أجل المساعدة في استعادة مدينة الباب التي يسيطر عليها التنظيم.
وفي هذا السياق؛ نقلت الصحيفة تصريحات الباحث المختص في شؤون العالم العربي والجماعات الإسلامية، ماتيو غيدار، الذي أكد أن "تنظيم الدولة لا يعتبر تركيا مجرد عدو عسكري على أرض المعركة فقط، بل هي أيضا حليف لعدويه الرئيسين؛ روسيا وإيران".
وأضاف غيدار أن "هناك تحولا استراتيجيا في طبيعة أهداف هجمات تنظيم الدولة الجديدة، حيث لم يعد الغرب الهدف الوحيد لهجمات التنظيم، وإنما أصبحت البلدان المسلمة أيضا من بين الأماكن التي يستهدفها بشدة، وبالتالي فإنه يمكن القول إننا انتقلنا إلى حرب يشنها أشخاص يدّعون الإسلام ضد المسلمين" على حد تعبيره.
وقالت الصحيفة إن استهداف الملاهي هو "خيار استراتيجي يهدف إلى ضرب القيم والرموز الثقافية الغربية"، مشيرة إلى أن "المحرك الرئيس وراء الأهداف الجديدة لتنظيم الدولة؛ هو رغبته في الإطاحة بالقيمة الرمزية لهذه الأماكن، على غرار الموسيقى الغربية في باتاكلان، والمثليين في أورلاندو، والسياحة في كوتا بالي".
وفي هذا الإطار؛ يرى الباحث غيدار أن "هناك استهدافا مباشرا وواضحا للقيم والثقافة الغربية"، مبينا أنه "عند التمعن في دعاية تنظيم الدولة؛ نلاحظ أن التنظيم وضع قائمة من الأهداف ذات الأولوية، بدءا بمراكز التعليم، كالمدارس والمعاهد والجامعات، ثم المراكز الرياضية مثل الملاعب، وصولا إلى أماكن الترفيه".
وفي الختام؛ أوضح غيدار أن "السبب في هذا الاستهداف هو استراتيجي بحت، إذ حوّل تنظيم الدولة اهتمامه إلى أماكن يتواجد فيها حشد كبير من الناس المحاصرين في مساحة محدودة لا يمكنهم الخروج منها بسهولة. ومن هذا المنطلق؛ وضع تنظيم الدولة مراكز التسوق في المرتبة الرابعة على قائمة أهدافه؛ لأنه من الصعب السيطرة على جميع مخارجها".