تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تحذيراتها ووعودها بعدم السماح لإيران بأن تشكل مصدر زعزعة لاستقرار الشرق الأوسط، في وقت تغض فيه الطرف عن تدخلات
إيران العسكرية والسياسية في عدد من البلدان العربية، بحسب مراقبين.
وقال وزير خارجية أمريكا جون كيري في مؤتمر صحفي بالرياض، اليوم الأحد، إن واشنطن لن تسمح بأن تشكل إيران مصدرا لزعزعة الاستقرار، وأن بلاده تنسق مع السعودية في العديد من الملفات الخاصة بالشرق الأوسط.
ومع تصريحات أمريكا المستمرة عن منع إيران من التدخلات المنطقة، تبرز تساؤلات حول مدى تصديق دول مجلس التعاون
الخليجي للسياسة الأمريكية في ظل تمدد واضح للدور الإيراني في الشرق الأوسط، حسبما ذكر مراقبون.
ورأى النائب البحريني محمد إسماعيل العماد في حديث لـ"
عربي21" أن جميع شعوب دول الخليج وحكامها يدركون من هي أمريكا وما هي مخططاتها، ونحن في الخليج نعلم ما فعلت في الأزمة في أحداث 2011 لتمكن إيران من دخول إلى البحرين".
ولفت إلى أن "تدخل قوات درع الجزيرة أفشلت هذا المخطط، وهناك شواهد أخرى مثلما حصل في
العراق وتسليمه إلى إيران ودورها مما يجري اليوم من أحداث في
سوريا واليمن وغيرها من دول المنطقة".
وأعرب العماد عن اعتقاده بان أمريكا الآن هي من تحرك اللعبة السياسية وكل ذلك من أجل تحريك اقتصادها "القائم على الدماء"، إذ أن أمريكا تقيم الحروب والقلاقل بمختلف مناطق العالم وخصوصا في الشرق الأوسط من أجل تحريك اقتصادها ومصانعها الفتاكة.
وعن حديث البعض بأن أمريكا استبدلت "كابوس" صدام حسين رئيس النظام العراقي السابق بـ"فزاعة" إيران، لتخويف دول الخليج، قال النائب البحريني، أن خطر إيران حقيقي وهو ما نشاهده بأعيننا وأمريكا تستغل هذه الفرص والنعرات والاختلافات من أجل مصالحها.
وشدد على أن الوعي الخليجي موجود، لكن لا حيلة لهذه الدول منفردة كلا على حدة في مواجهة هذا الخطر، لأن أمريكا تتعامل مع دول الخليج كدول منفردة وليست كدولة واحدة.
وللخروج من هذا الواقع، رأى النائب البحريني أن ذلك يتم بما تدعو إليه الشعوب الخليجية في توحد دول مجلس التعاون الخليجي على الأقل في السياسات الخارجية والأمن والدفاع والعملة، وبالتالي تستطيع أن تتخذ قرارات مجتمعة حيال ما يحاك لها سواء من ناحية أمريكا أو إيران أو غيرهم.
وحذر النائب محمد العماد من بقاء الوضع الخليجي على ما هو عليه، لافتا إلى أن هناك إدراك من دول مجلس التعاون للخطر الأمريكي لكن لا تستطيع التصريح به ما لم تكن هناك قوة تسند دول مجلس التعاون ككل وهي "الوحدة التي لابد منها".
وفي وقت سابق نقلت الكاتبة اللبنانية هدى الحسيني في مقال لها عن تقارير غربية أن اتفاقا يجري العمل عليه بين الولايات المتحدة وروسيا، ترغب من خلاله الأخيرة في إنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأن الجانب الأمريكي لا يعترض على ذلك رغبة من الإدارة الأمريكية في إرضاء إيران.
وقالت في مقالها المنشور في صحيفة الشرق الأوسط في 7 آيار/ مايو 2015 إن النظام السوري يتعرض حاليا لخسائر عسكرية كبيرة، وانهياره يعني ضربة قاصمة لإيران وروسيا، وهذا ما تريد أمريكا تجنبه أيضا في اليمن من أجل إيران.
يشار إلى أن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي السابق قال في تصريح لصحيفة الرياض السعودية في كانون الثاني/نوفمبر 2012 إن "أمريكا سلمت العراق لإيران بسبب الكسل العربي".
وأضاف أن "الحقيقة الواقعة أن النفوذ الإيراني بلغ في العراق ما لم يبلغه في الماضي، والسؤال ماذا بعد؟ لماذا تصرفت الإدارة الأمريكية هكذا؟ ما هي نهايات المشروع الأمريكي في العراق؟ ما هو الدول المطلوب من العراق مستقبلا؟ هذه هي الأسئلة التي ينبغي أن تجيب عليها دول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص وان تحسب لقادم الأيام".