أثارت عملية الاغتيال التي نفذت ضد مهندس الطيران
التونسي محمد الزواري، الخميس، ردود فعل غاضبة بين التونسيين والفلسطينيين بعد الكشف عن علاقة الراحل بالمقاومة
الفلسطينية.
وكانت وسائل الإعلام
الإسرائيلية أفردت مساحة واسعة من بثها لتغطية الحدث وربطت بين اغتياله وعلاقاته بالجناح العسكري لحماس، كتائب الشهيد عز الدين القسام، وبأنه ساهم في تطوير صناعة الطائرات بدون طيار الخاصة بها.
وفي تطور لاحق، قالت الداخلية التونسية إنها تمكنت من اعتقال صحفية مجرية من أصل تونسي بعد استدراجها من الخارج يشتبه أن لها علاقة في عملية الاغتيال، فيما لم تتضح نتائج التحقيقات بعد.
لن نكتشف الحقيقة
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، في حديث مع "
عربي21"، إنه لن يعرف على وجه الدقة إذا ما كان المهندس الزواري على علاقة بالمقاومة أم لا بسبب حساسية المسألة.
وأضاف الصواف: "أعتقد أن التطور الذي حصل لدى كتائب القسام في إنتاج الطائرات دون طيار تم ربطه بالمهندس الراحل، خصوصا أنه مقرب من الاتجاه الإسلامي الذي يشترك به مع حماس".
وأشار الصواف إلى أن الاحتلال قد يكون اشتبه بالمهندس أو حاول التخلص منه قبل أن يتم إنتاج طائرات جديدة مع العلم أن إمكانيات المقاومة قليلة.
نقل المعركة للخارج
وحول ارتباط العرب بدعم أو عضوية المقاومة، قال الصواف: "هناك أناس كثر في العالم على ثقة في أن خط المقاومة في فلسطين هو السبيل الوحيد لتحريرها، ولذلك هم يقدمون كل ما يملكون من خبرات وأدوات وهم يعتبرون فلسطين فكرا وعقيدة".
وحذر الصواف الاحتلال الإسرائيلي من إمكانية نقل المقاومة الفلسطينية المعركة إلى الخارج في حال استمرار عمليات الاغتيال، حيث قال: "إذا استمر الاحتلال بهذه العمليات هذا قد يدفع المقاومة للرد بشكل أو بآخر في الخارج، ولكن حتى هذه اللحظة المقاومة ملتزمة بالداخل".
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من أبرز فصائل المقاومة التي استخدمت العمليات الخارجية خصوصا خطف الطائرات، ولكنها أوقفتها، فيما اعترفت لاحقا قائلة إنها أخطأت بهذا القرار.
وطالب الصواف المقاومة بالبحث عن الوسيلة المناسبة للرد على مثل هذه الاغتيالات لأن "العدو" لا يفهم إلا لغة القوة وفقا لقوله.
عمليات اغتيال الألفية الجديدة
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ عددا من الاغتيالات والاعتقالات الخارجية في الألفية الجديدة كان من أبرزها اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح عام 2010 بمدينة دبي بالإمارات العربية، حيث شارك في العملية أكثر من 25 عنصرا في الموساد الإسرائيلي وتمكنت كاميرات المراقبة من التقاطهم وتصويرهم، ولكن مغادرتهم قبل اكتشاف جثمان المبحوح حالت دون اعتقالهم.
وفي عام 2011 تمكنت فرق
الموساد الإسرائيلي من اختطاف المهندس النووي الفلسطيني ضرار أبو سيسي من أوكرانيا، وقامت بنقله إلى سجن داخل الأراضي المحتلة وأخضعته لتحقيق عنيف ومطول بتهمة ارتباطه بالجناح العسكري للقسام ومساهمته في تطوير مدى صواريخها، حيث حكم عليه بالسجن لمدة 21 عاما.
أما آخر عمليات الاغتيال التي يشتبه بتنفيذها من قبل الموساد هي عملية قتل الأسير المحرر عمر النايف في السفارة الفلسطينية في بلغاريا بعد ملاحقة إسرائيل له ومطالبة بلغاريا بتسليمه.
ولجأ النايف إلى السفارة الفلسطينية فيها، وتم قتله بطريقة بشعة وأحدثت ضجة كبيرة بسبب وقوعها داخل حرمها.
واتهم النايف بقتل مستوطن إسرائيلي بالقدس المحتلة عام 1986 وتمكن من الفرار من السجن عام 1990 وهاجر لأوروبا واستقر في بلغاريا.