بدأ السياسيون
الإسرائيليون يلقون بالمسؤولية والتهم على
الفلسطينيين بإشعال الحرائق، التي تجتاح مناطق واسعة من دولة الاحتلال في اليوم الرابع من اندلاعها وفشل الطواقم المختلفة بالسيطرة عليها.
ووصف وزير الداخلية الإسرائيلية "جلعاد أردان" أن نصف الحرائق التي اشتعلت بأنها متعمدة وبخلفيات قومية، وأضاف:"يجب أن نستعد لنوع جديد من الإرهاب".
وتوعد رئيس الحكومة الإسرائيلية باعتبار كل إضرام للنيران بشكل متعمد هو "هجوم إرهابي".
وأظهرت صور بثتها قنوات تلفزة إسرائيلية صورا لما قالت أنها مجموعة من الشبان، قاموا بإشعال النيران قرب إحدى غابات القدس، مما أدى لتدمير عدد كبير من منازل المستوطنين.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها أوقفت 14 شابا مشتبها به بإشعال النيران عمدا، إضافة لاعتقالها صحفي فلسطيني من مدينة "راهط" جنوب فلسطين المحتلة بتهمة التحريض على الحرائق بسبب كتابة منشور على فيسبوك.
وكان الصحفي أنس أبو دعاس قد كتب منشورا استهزائيا بالفرحين باحتراق أراض واسعة داخل الخط الأخضر بفلسطين المحتلة، حيث قال:" بلادنا تحترق وحضرات العُربان شغّالين تكبير وتهليل..عجبا للعقل لمّا يبطّل يفكّر ويصير أبله .. وتصير "احتفالاتنا" علامة لقلّة حيلتنا وبُعدنا عن الهدف !".
ورغم كون منشورات أبو دعاس استهزائية، إلا أن الشرطة الإسرائيلية طلبت تمديد اعتقاله في محكمة بئر السبع، وهو ما حصل فعلا.
فتوى لقتل العرب
من جهة أخرى أصدر حاخام يهودي فتوى بقتل الفلسطينيين على خلفية الحرائق المندلعة.
وقال موقع مدار نيوز الخاص بمتابعة الإعلام الإسرائيلي، إن حاخام مدينة صفد "شموئيل إلياهو" كتب في صفحته على موقع ‘فيسبوك’ صباح اليوم، الجمعة، أن "رئيس الحكومة وصف إشعال الحرائق بأنه إرهاب، وأحد مسؤولي الشاباك وصف ذلك بأنه سلاح للإبادة الجماعية. وبأعجوبة لم يحترق أشخاص أحياء لكن لا ينبغي الاعتماد على المعجزات".
وأضاف الحاخام: "وبالتأكيد مسموح بل هذه فريضة، تدنيس السبت من أجل وقف النيران ومشعليها، وإذا اقتضى الأمر يجب إطلاق النار عليهم أيضا".
وقال إلياهو: "لو أطلقوا النار على مشعلي الحرائق في بيت مئير وكرميئيل وحيفا لما وقعت هذه الكارثة، وآمل أن يصدر رئيس أركان الجيش، والمفتش العام للشرطة أوامر للجنود وأفراد الشرطة والمواطنين المستمدة من أن إشعال النار لا ينتهي، لأن هذه مسؤوليتهم".
تصريحات لاستمالة اليمين
من جهته قال طلب الصانع عضو الكنيست الإسرائيلي عن القائمة العربية المشتركة، إن تصريحات نتنياهو و"زمرته" كما وصفها في حديث مع "عربي21" تدل على عدائية وعنصرية.
وأضاف الصانع: "هذه العنصرية تتعدى كل الحواج، وهي استخدام لمأساة أو نكبة طبيعية للتحريض ضد الجماهير العربية (ويُقصد بها فلسطينيو الداخل) في وقت لم يتم إطفاء الحرائق بعد".
وقال الصانع: "ونتنياهو وزمرته يقومون بإشعال حرائق تحريضية وعنصرية ضد العرب."
وأوضح أن الهدف من هذه التصريحات هو سياسي بحت، وأشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال يريد أن يجند قوى اليمين المتطرف في حيفا، والتي تعاني من الضعف الشديد للوقوف خلفه، وهو يستغل الحدث المأساوي للتحريض بين العرب واليهود في المدينة".
وأشار الصانع إلى أن نتنياهو يواجه تحقيق شرطي بخصوص صفقة الغواصات مع ألمانيا، واتهمه بمحاولة إبعاد النظر عنه، من خلال إيجاد متهم يتم إسقاط كل تهم وقضية أخرى، وهو ما وجده في فلسطينيي الداخل، وفقا لقوله.
وكشف الصانع في حديثه أنه سيتم التوجه نحو المدعي العام الإسرائيلي لفتح تحقيق ضد "نتنياهو"، بسبب الاتهامات التي أطلقها دون أدلة وبراهين، من خلال استغلال نفسية المواطنين لتحويل الغضب نحو الفلسطينيين، أو كما قال.
هروب من المسؤولية
من جهته قال المختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان في حديث مع "عربي21" إن الحرائق أظهرت هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ووصفها بأنها غير جاهزة أمام أي أزمة حقيقية.
وأوضح أبو علان أن فشل الاحتلال في مواجهة الحرائق دفعه للبحث عن كبش فداء ليتنصل من مسؤولياته المهنية والسياسية، والقول بأن "الحرائق تمت بفعل فاعل في أكثر من مكان في آن واحد ومن الصعب السيطرة عليها".
وأشار أبو علان لتصريحات وزير الأمن الداخلي "أردان" منذ اليوم الأول عندما كتب على صفحته على "تويتر" أن هذه الحرائق هي" بفعل فاعل وعمل تخريبي".
وقال أيضا: "حتى الآن لم يقدموا أي دليل على هذه الاتهامات، حتى إن أحد ضباط شرطة الاحتلال تم سؤاله عن مسؤولية الفلسطينيين عن الحرائق، فقال نحن لا نتعامل مع تصريحات أو مواقف سياسية، ونحن نتعامل مع أدلة في الميدان وحتى اللحظة، لا أدلة بين يدينا أو أي دليل قطعي، وشكلنا لجنة تحقيق خاصة."
ووصف أبو علان الإعلام الإسرائيلي بأنه انجر مباشرة وراء المستوى السياسي الإسرائيلي، وهو دليل على ما قال إنها حملة منظمة لإلقاء الكرة في ملعب الفلسطينيين.
وانتقد المختص بالإعلام الإسرائيلي كثيرا من الكتابات على مواقع التواصل الاجتماعي التي أظهرت بعض الفلسطينيين والعرب فرحين بالحرائق، حيث قال: "للأسف فإن ما أعطى مبررات للاحتلال هو تعليقات كثير من المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أفرد الإعلام الإسرائيلي تغطية موسعة في الموضوع، وهي كانت فرصة جيدة لشيطنة الفلسطينيين".