توصلت المعرضة السورية وإيران وروسيا، إلى اتفاق جديد بخصوص استئناف عمليات الإجلاء عن مناطق سيطرة المعارضة في شرق
حلب، فيما ينتظر الآلاف من المدنيين والمقاتلين وسط برد قارس وظروف إنسانية مأساوية.
اتفاق جديد
وقال المعارض الفاروق أبو بكر، قائد كتيبة الفاروق التابعة لحركة "
أحرار الشام" بحلب، السبت، إنه جرى التوصل لاتفاق جديد لإكمال عمليات الإجلاء عن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شرق حلب والتي تعثرت بسبب مطالب قوات موالية للحكومة بإخلاء قريتين شيعيتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة.
وأوضح أنه "تم التوصل لاتفاق بين الثوار وروسيا وإيران بشأن حلب، ونعمل على استئناف عملية الإجلاء اليوم إن شاء الله".
وأضاف أنه بموجب الاتفاق "سيخرج كل أهل حلب والمسلحين" من المربع الأخير تحت سيطرة الفصائل، مقابل خروج عدد لم يحدده من بلدتي الفوعة وكفريا ومدينتي مضايا والزبداني في ريف دمشق.
في المقابل، قال مصدر عسكري في النظام السوري إن "الامور لم تتبلور بعد"، مشيرا في الوقت ذاته إلى "مسار إيجابي" في ما يتعلق بعملية الإجلاء من الفوعة وكفريا.
ويحاصر مقاتلو المعارضة قريتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب، فيما تحاصر قوات موالية للحكومة بلدتي مضايا والزبداني.
وأكد مصدر آخر في النظام السوري، اليوم السبت، أن عمليات الإجلاء ستستأنف بالتوازي مع إجلاء البعض من البلدات الأربع المحاصرة.
وقال المصدر وهو عضو في فريق التفاوض على ذلك الاتفاق: "تم الاتفاق على استئناف عمليات الإخلاء من شرق حلب بالتوازي مع إخلاء حالات (طبية) من كفريا والفوعة وبعض الحالات من الزبداني ومضايا".
وأمس الجمعة، علقت عمليات الإجلاء للمقاتلين والمدنيين من آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب في يومها الثاني، بعد أن طالب مسلحون موالون للنظام بإجلاء المصابين من الفوعة وكفريا وقطع محتجون طريقا مؤديا إلى خارج حلب.
والفوضى المحيطة بعمليات الإجلاء من شرق حلب تعكس مدى تعقيد الحرب التي تشمل عدة جماعات وقوى أجنبية متدخلة لصالح طرفي النزاع.
وقالت مصادر في المعارضة المسلحة، إن مسلحين شيعة موالين للنظام احتجزوا قافلة تقل خارجين من شرق حلب أمس الجمعة، وفتحوا النار عليها. ونفى مصدر عسكري سوري الاتهامات، لكنه قال إن القافلة أعيدت إلى حلب.
وقال أبو بكر، إن مسلحين موالين للنظام احتجزوا "مئات" يحاولون الخروج، بما خرق الاتفاق أمس الجمعة وأدى لسقوط عدد من "الشهداء".
وأضاف: "الآن نعمل على ضمانات دولية تضمن سلامة الذين سيخرجون من مدينة حلب حتى لا تتكرر الانتهاكات"، ولم يذكر أبو بكر عدد من سيتم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الفوعة وكفريا لم تشهدا بعد دخول حافلات أو سيارات إسعاف، لكن من المتوقع أن تبدأ العملية قريبا.
وأكد مسؤول آخر في المعارضة المسلحة، التوصل لاتفاق بشأن استئناف عمليات الإجلاء من حلب وبدء عمليات إجلاء من الفوعة وكفريا وأن من المفترض بدء سريانه.
وقال المرصد إن القريتين تضمان نحو 20 ألف مدني ونحو 4500 مقاتل من الموالين للحكومة.
الآلاف ينتظرون في الصقيع
وينتظر الآلاف من المدنيين والمقاتلين وسط برد قارس وظروف إنسانية مأساوية استئناف عملية إجلائهم من مدينة حلب، وفق الاتفاق الجديد، في وقت ندد فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بـ"الفظائع" التي ترتكب داخل المدينة.
وأمضى الآلاف من السكان وبينهم عدد كبير من الأطفال ليلتهم في الشوارع أو داخل المنازل المهجورة الفارغة من أي أثاث، حيث افترشوا الأرض في ظل تدني الحرارة إلى ست درجات تحت الصفر، وفق ما أفاد به.
وقال إن السكان يعانون من إرهاق وتعب شديدين عدا الجوع والعطش، ويقتات معظمهم على التمر ولا يجدون حتى مياها ملوثة للشرب.
وبحسب الأمم المتحدة، فإنه لا يزال نحو 40 ألف مدني عالقين في حلب وما بين 1500 وخمسة آلاف مقاتل مع عائلاتهم.
وكان عدد كبير من السكان توجهوا الجمعة إلى حي العامرية للخروج ضمن الحافلات، وعمد كثيرون إلى إحراق مقتنيانهم وإتلاف ما كان متوفرا في منازلهم من أغراض وطعام ومؤونة، باعتبار أنهم لن يعودوا، ليفاجأوا إثر ذلك بتعليق تنفيذ الاتفاق.
ومنذ الخميس، تم إجلاء نحو 8500 شخص بينهم ثلاثة آلاف مقاتل من مناطق سيطرة الفصائل في حلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم 500 حالة بين جريح ومريض على الأقل.
وتمت عملية الإجلاء بموجب اتفاق تم التوصل إليه برعاية روسية تركية، بعد سيطرة قوات النظام خلال شهر على معظم الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين.
وكان من المفترض أن تستمر عملية الإجلاء أياما عدة، إلا أنه جرى تعليقها الجمعة بعدما اتهم الجيش السوري المقاتلين بخرق الاتفاق.