تجمّع، الثلاثاء، مئات من العرب والأجانب في وقفات مختلفة بعدة بلدان، تنديدا بالقصف الكثيف الذي تتعرّض له مدينة
حلب السورية.
واجتمع عشرات الأشخاص بينهم مواطنون سوريون وأتراك، أمام مقر القنصلية الواقعة في شارع الاستقلال بالمدينة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وكانت المجموعة تواصلت فيما بينها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للتعبير عن تنديدهم لمساندة الطيران الروسي لقوات النظام السوري في قصف أحياء حلب.
ورفع المحتجون لافتات كتبت عليها من قبيل: "أهالي حلب ليسوا وحدهم" و"افتحوا طريقا إلى حلب"، إلى جانب علم الثورة السورية، مرددين هتافات ضد روسيا والنظام.
جدير بالذكر أن محتجين تظاهروا ليلة الاثنين - الثلاثاء، أمام مقري السفارة الروسية في العاصمة التركية أنقرة، وقنصليتها العامة في مدينة اسطنبول، تنديدا باستمرار القصف الروسي المكثف على مدينة حلب شمالي
سوريا.
الكويت
وفي الكويت، أطلقت جمعية الهلال الأحمر الكويتية، الثلاثاء حملة لجمع التبرعات لصالح المواطنين السوريين في حلب تحت شعار "صرخة حلب" في مقرها بالعاصمة الكويت.
وقال نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية أنور الحساوي في تصريح صحفي إن الحملة تأتي "استجابة للحالة الإنسانية ولما يعانيه الأشقاء في سوريا لاسيما في حلب من أوضاع مأساوية قاسية بغية تخفيف معاناتهم".
واضاف أن "الحملة تستمر خمسة أيام وتركز على جمع التبرعات النقدية في المرحلة الأولى لشراء الاحتياجات الضرورية الآنية وإيصالها بسرعة للمنكوبين وذلك بالتعاون مع المنظمات الإنسانية هناك".
ودعا الحساوي الجميع إلى التبرع انطلاقا من مبدأ الإنسانية، خصوصا أن أهل الكويت "جبلوا منذ القدم على التسابق إلى عمل الخير ومساعدة الآخرين في بقاع الأرض، ما يدل على المعدن الأصيل للشعب الكويتي أميرا وحكومة وشعبا"، وفق تعبيره.
من جانبها قالت مديرة إدارة تنمية الموارد بجمعية الهلال الأحمر الكويتي لمى العثمان في تصريح صحفي آخر إن من "أبرز متطلبات النازحين الحالية هي وسائل التدفئة، بالإضافة إلى وجود نقص حاد في المواد الغذائية والدوائية".
وطالبت المنظمات الإنسانية بحشد الجهود وسرعة توجيه المساعدات للنازحين السوريين من مدينة حلب لتلبية احتياجاتهم في هذه الظروف القاسية التي يعيشونها.
نابلس
ونظّم عدد من الناشطين الفلسطينيين، في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، مساء الثلاثاء، وقفة تضامنية، مع أهالي مدينة حلب المحاصرة شمال سوريا.
وحمل المشاركون لافتات، تطالب المجتمع الدولي والدول العربية، بالتحرك لنصرة أهالي المدينة.
وقال يوسف فارس، أحد المنظمين للوقفة، في حوار خاص لوكالة الأناضول: "حلب تُباد على مسمع ومرأى كل العالم، ولا بواكي لها، مستشفيات دمرت فوق رؤوس المرضى، وبيوت دمرت على ساكنيها، وأطفال أريقت دماؤهم بالشوارع".
وتابع: "جثث المدنيين ملقاة بالشوارع، في ظل استخدام شتى أنواع الأسلحة، ووسط صمت دولي وعربي، وكلها مواقف مخجلة".
وقال: "نحن نقف اليوم كأضعف الإيمان للتضامن مع أهلنا في حلب، وجئنا لنعبر عما في داخلنا اتجاه إخوتنا هناك".
عمان وبيروت
وفي العاصمة الأردنية عمان قالت قناة "الجزيرة" إن أردنيين وسوريين تظاهروا الثلاثاء قرب السفارة الروسية في عمان للتنديد بالتدخل الروسي، والتعبير عن غضبهم مما يجري في حلب.
وأضاف أن المظاهرة شارك فيها طلاب جامعات ونواب وفعاليات حزبية، ورفع مشاركون في المظاهرة لافتات تطالب بإنقاذ المدنيين في حلب، وتندد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي بيروت، قالت قناة "الجزيرة" إن ناشطين نظموا اليوم وقفة في بيروت تضامنا مع المحاصرين في مدينة حلب، وأشار إلى أن العديد شاركوا في الوقفة رغم الطقس الماطر، ودعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان له اليوم إلى أن يكون يوم الجمعة القادم يوم نصرة وغضب لحلب.
باريس
ففي باريس، تظاهر العشرات من الأشخاص أمام وزارة الداخلية وبالقرب من قصر الإليزيه في باريس، لدعوة السلطات الفرنسية والمجتمع الدولي إلى التعبئة من أجل حلب.
وخلال الوقفة الاحتجاجية التي حظيت بدعم حزب "الخضر" و"الاتحاد النقابي التضامني"، ندد المتظاهرون بما اعتبروه "تواطؤا" من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، وبـ"الصمت" الدولي حيال ما يحدث في حلب.
وردّد المحتجون شعارات من قبيل "بشار سفّاح والصمت تواطؤ معه"، و"بوتين سفّاح وأوباما شريكه" في إشارة إلى الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، إضافة إلى "الأمم المتحدة متواطئة".
كما رفعوا يافطات كتب عليها "كفى صمتا! حلب مقبرة الإنسانية"، و"روسيا هي الإرهابي الحقيقي في سوريا".
داعين إلى سوريا "بدون داعش ولا بشار"، طلب المحتجون –رمزيا- "الصفح" من حلب وسكانها أمام "الصمت" الدولي حيال القصف الذي تتعرّض له من قبل النظام السوري.
وفي ذات الصدد، أبدى المتظاهرون عزمهم تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية خلال الأسبوع الجاري، واحدة ستنظم في وقت لاحق اليوم أمام السفارة الروسية بباريس، في إطار ما أطلقوا عليه اسم "أسبوع الغضب".
وفي تصريح للأناضول، قال أحد المحتجين مفضلا عدم نشر هويته، إن "الإنسانية تحتضر أمام أعيننا، وهذا أقل ما يتوجّب علينا القيام به".
من جانبها، استنكرت استير بنباسا، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي عن إقليم "فال دو مارن"، لدى مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية، اللامبالاة الدولية إزاء ما يحدث في سوريا.
وقالت للأناضول: "تركنا لفترة طويلة المجموعات المعارضة والحكومة وروسيا، ووقفنا مكتوفي الأيدي مكتفين بالقول إنه شأنهم لوحدهم".
وانتقدت بنباسا سياسة "المكيالين" التي يتبناها المجتمع الدولي حيال أعمال العنف في كل من أوروبا وسوريا.
وتابعت: "عندما وقع هجوم شارلي (في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة في يناير/ كانون الثاني 2015)، قدم إلى هنا جميع رؤساء الدول".
وأضافت أن "ما عليهم اليوم سوى التنقّل إلى ما وراء الحدود التركية مع الأمم المتحدة، والآن ينبغي فتح الممر الإنساني لإيصال الأدوية إلى حلب وتمكين الأشخاص من الفرار من المجازر".
وفي معرض ردها عن سؤال بشأن تدخّل محتمل للسلطات الفرنسية ضدّ ما يجري في سوريا، أعربت بنباسا عن "شكوكها" حيال "قدرة" السلطات على "فهم" رسالة المتظاهرين.
وتقدّمت قوات النظام السوري، أمس الإثنين، في مناطق جديدة شرقي حلب بعد حصار وقصف جوي مركز على المنطقة دام نحو 5 أشهر؛ الأمر الذي قلص مناطق سيطرة المعارضة إلى جزء صغير من المدينة تجمعت فيه قوات المعارضة ونحو 100 ألف نسمة من المدنيين.