على كرسيها المتحرك، توفيت المسنة
الحلبية "صباح محمد"، التي عجز زوجها عن العثور ولو على طبيب واحد أو مستشفى صغير في شوارع حلب من أجل معالجة زوجته، في حادثة تختصر المعاناة الكبيرة لسكان المدينة التي تحاصرها قوات
النظام وحلفائه.
هنا في حي الشعار، وأثناء هروب ساكنيه بعد تقدم قوات النظام السوري والمليشيات الحليفة له، كان أبو محمد يجرّ زوجته على كرسيها المتحرك، بحثا عن من يداويها، ولو مؤقتا، من مرضها الذي تفاقم بفعل نقص الأدوية والمرافق الصحية في حلب المحاصرة.
قبل وفاة زوجته بوقت قصير، تحدث أبو محمد لمراسل الأناضول عن منزله الذي تعرض للقصف، والذي فقد على إثره أبناءه السبعة، المجهول مصيرهم حتى اليوم.
وأبدى الرجل المفجوع في مصير أبنائه قلقا كبيرا على مصير زوجته المنتظر في حال تعثر الوصول لطبيب أو مستشفى، فالمرض اشتد عليها، والمصير المرعب أمام عينيه.
وبعد حديث أبي محمد بوقت قصير، أفاد مراسل الأناضول في المنطقة بأن الزوجة المريضة، التي لم تكن تطلب إلا ما يسكن وجعها ويخفف من مرضها، توفيت في الشارع على كرسيها المتحرك، ليبقى الزوج الذي فجع للمرة الثانية بوفاة زوجته، بعد فقدان أبنائه، وحيدا غارقا بالدموع، وسط غياب العالم عن إيقاف مأساة مئات الآلاف من المحاصرين في حلب.
ومنذ نحو 3 أسابيع، تتعرض حلب لقصف مكثف للغاية، أودى بحياة مئات من المدنيين، وجرح آلاف آخرين، وأخرج جميع المستشفيات في المدينة عن الخدمة، وذلك ضمن مساعي نظام الأسد المدعوم من قبل روسيا والمليشيات التابعة لإيران والموالية له للسيطرة على مناطق
المعارضة في شرق المدينة، بعد 4 سنوات من فقدان السيطرة عليها.
وتفرض قوات النظام على أحياء شرقية -تحت سيطرة المعارضة- حصارا خانقا منع دخول أي مواد غذائية أو أدوية، ما أدى إلى تردّ كبير وغير مسبوق في الحالة الإنسانية للمدنيين فيها.
وأخفق مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار يطالب بهدنة لمدة 7 أيام في حلب للسماح بإدخال مساعدات للمدنيين المحاصرين، وذلك عقب استخدام روسيا والصين حق "النقض"(الفيتو).