خرج
محمد أبياط، خطيب مسجد يوسف بن تاشفين بفاس (وسط)، المعزول من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
المغربية، عن صمته، وقال، في بيان، إنه لم يحرض الناس على الاحتجاج ومقاطعة صلاة الجمعة.
وأكد أبياط في بيانه أن "الجمهور الحي يُعبّر عن مواقفه ومشاعره بما يراه مؤثرا، وبأسلوب حضاري، ولا سلطة لي على أحد"، حسب تعبيره.
وأوضح الخطيب المعزول أن أناس اتصلوا به يستفسرون عن سبب توقيفه، فأحالهم إلى الوزارة المعنية (وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية)، وتابع، في بيانه: "واتهمني البعض بتعطيل صلاة الجمعة فوكلت أمري إلى الله".
واستطرد: "وعبر البعض عن أسفه من أجلي، فقلت له: لا يجدي أسفك من أجل فرد عابر في هذه الدنيا، ولكن تأسّف واحزن على الأمة وثوابتها. وفي هذا السياق يجب أن تُفهم كل تصريحاتي، فمن حاول صرفها عن غير هذا القصد فهو خاطئ".
وأكد أبياط أنه منذ توليه الخطابة في المسجد المذكور منذ 1989، "لم تحدُث أي تظاهرة أو ضجة منذ ذلك الوقت، حتى وقعت بسبب توقيفي".
وتسبب
عزل الخطيب والأستاذ الجامعي محمد أبياط من الخطابة بمسجد يوسف بن تاشفين، باحتجاج المصلين المداومين على الصلاة بالمسجد حيث امتنعوا عن أداء صلاة الجمعة، بالرغم من أن الوزارة المعنية عينت خطيبا آخر خلفا لأبياط.
ونظم المصلون وقفة احتجاجية خارج المسجد، اتهموا فيها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتوقيف عالمين وخطيبين من مدينة فاس في عام واحد لأسباب اعتبروها سياسية.
وكشف المحتجون أنهم دائمو التوافد على مسجد يوسف بن تاشفين ومن متتبعي محمد أبياط، وأنهم شاركوا في الوقفة "احتجاجا وتضامنا مع شيخنا وأستاذنا استنكارا على قرار التوقيف الذي يعد خاطئا".
اقرأ أيضا: مصلون مغاربة يقاطعون الجمعة احتجاجا على إقالة خطيب (شاهد)
وكانت منابر إعلامية مغربية أشارت أن المحرضين على الاحتجاج على وزارة الأوقاف والمتسببون في تعطيل صلاة الجمعة هم من أعضاء حركة "التوحيد والإصلاح" (حركة إسلامية مقربة من حزب العدالة والتنمية) انطلاقا من معاينتهم لبعض أعضاء الحركة يتحدثون في الوقفة الاحتجاجية خارج المسجد، ما حدا بحركة التوحيد والإصلاح إلى إصدار بيان تتبرأ فيه مما وقع في مسجد يوسف بن تاشفين، الجمعة الماضية، مشددة على أن "لا علاقة للحركة من قريب ولا من بعيد بهذه الأحداث".
وأوضح نائب رئيس حركة التّوحيد والإصلاح، أوس رمّال، في بيان أن الحركة "تعتبر المساجد هي "بيوت الله" المخصّصة للعبادة، وترى فيها الفضاء الذي يجب أن يوفّر لكلّ مواطن مغربي الطّمأنينة والسّكينة والأجواء المواتية المساعدة على التّعبّد والتّقرّب إلى الله تعالى بعيدا عن كلّ المشوّشات والمنغّصات".
وشدد رمال في بيانه أن الحركة تعتبر "كلّ زجّ بالمساجد في أي شكل من أشكال الاحتجاج تصرّف غير مسؤول لا يمكن أن يأتي إلاّ بنتائج سلبية على حرمة بيوت الله من جهة وعلى تديّن المواطنين بشكل عامّ، وتبقى المسؤولية في مثل هذه التّصرّفات على مرتكبيها ومقترفيها".