ما سرّ التقارب بين النهضة ورموز نظام بن علي؟ (فيديو)
تونس – عربي21 – كارم شرف الدين27-Nov-1607:21 PM
شارك
أمين عام التجمع المنحل شارك في حفل تكريم الغنوشي - أرشيفية
أثارت لقاءات جمعت زعيم حركة النهضة راشد الغنّوشي، قبل أيّام، بعدد من أعتى رموز نظام بن علي، الذين أشادوا بالغنّوشي وبحركته، ردود فعل مختلفة في تونس.
ومن أبرز اللقاءات إثارة للجدل، بين رجال النظام البائد وبين الغنّوشي، كما وصفهم الأخير ببيان له في تموز/ يوليو 2013، تلك التي حظي بها "وفد تجمّعي"، قبل أيام، يتقدّمه وزير الداخلية الأسبق عبدالله القلّال، الذي وصفه مُراقبون بـ"قاهر النهضة" خلال حكم بن علي، بينما صنّفه نهضويون على رأس قائمة أعداء الحركة.
لكنّ المُكلّف بالمكتب الثقافي والإعلامي في "النهضة" العجمي الوريمي علّق على لقاءات الغنّوشي بالتجمعيين ورجال بن علي بأنّها "اهتمام بالمستقبل عوض عن البكاء على الماضي.. نحن اخترنا التقارب بأن يخطو كل واحد خطوة باتجاه الأخر وبالاعتراف المتبادل"، وفق تعبيره.
تصفية الحسابات
وأضاف الوريمي في تصريح لـ"عربي21" بقوله أنّ التقارب بين النهضة ورموز نظام بن علي "له أبعاد منها ما يتعلّق برؤية الشيخ راشد السياسية وبتصفية القلوب، فهو مقتنع تماما بضرورة أن نسير في طريق مصالحة وطنية حقيقية وشاملة"، بحسب قوله.
وقال الوريمي "لم نختر في تونس الذهاب إلى العزل السياسي أو تحصين الثورة.. بل اخترنا تحصين ثورتنا بالتضامن الوطني والمصالحة الوطنيتين".
ولفت الوريمي إلى أنّ مقابلات الغنوشي تدخل في إطار حماية مسار العدالة الانتقالية "علينا جميعا حمايتها من الانزلاقات التي يقف وراءها أشخاص يريدون إجهاضه وآخرون يريدون تصفية حساباتهم بهدف تحقيق أهدافهم السياسية على حساب أطراف أخرى"، وفق تعبيره.
واعتبر المحلّل السياسي وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد التقارب بين النهضة ورجال بن علي "هو استعداد للمرحلة القادمة وإن نسوا أو تناسوا خلافاتهم السابقة في الظاهر ولكن كُلّ يُعدُّ العدة للمراحل القادمة".
ليست واقعية
وأضاف سعيّد في تصريح لـ"عربي21" بقوله "لا يعني اللقاء تلو اللقاء أنّ الطرفين تناسيا التاريخ ولكن كل طرف يريد أن يجد سندا في الثاني سواء أكان ذلك في الانتخابات القادمة أم للمرحلة الراهنة، هي تحالفات في مواجهة تحالفات أخرى".
ووصف سعيّد هذه التحالفات بأنّها "ليست واقعية، ذلك لأنه لا يمكن أن نصنع تاريخا جديدا ببقايا تاريخ قديم".
وإجابة عن سؤال "عربي21" حول الضرر الذي قد يلحق بـ"النهضة" بسبب علاقتها مع رموز نظام بن علي قال المحلّل سعيّد أنّ الحركة تعيش تجاذبات داخلية "فالمواقف داخل النهضة لم تعد متجانسة على الأقل من خلال الأصداء التي تصلنا من داخل هياكل الحركة إذ ظهرت فيها اتجاهات مختلفة".
وشبّه المحلّل سعيد لقاءات السياسيين في تونس، في تلميح إلى التقارب الحاصل بين "النهضة" وبين رموز نظام بن علي بـ "حوار رعاة البقر التي نراها في السينما الأمريكية، يتحاور فيها طرفان لكن إصبع كل منهما على الزناد من يطلق النار أولا".
مراجعة العلاقة
وكان الأمين العام السابق لحزب التجمع المنحل (حزب بن علي) محمد الغرياني قال "العالم يشهد بمكانة راشد الغنوشي ودوره في تكريس الديمقراطية"، مشيرا إلى أنّ "الحالة التي حكمت صراع التجمعيين مع النهضة انتهت واليوم لابد من مراجعة طبيعة العلاقة"، وفق تعبيره.
وأضاف الغرياني الذي حضر حفل تكريم الغنوشي بمناسبة حصوله على جائزة "جمنالال بجاج" الهندية، في مقابلة تلفزيونية على قناة "التاسعة"، مساء الجمعة، إلى أن تقارب التجمعيين مع حركة النهضة ليس أمرا سرّيا.
وفي سياق متصل عبّر وزير العدل الأسبق وعضو حركة مشروع تونس الصادق شعبان عن تعاطفه مع عائلات ضحايا الانتهاكات في نظام بن علي، مضيفا بقوله "أن أغلب القيادات التجمعية لم تكن على علم بفظاعة الانتهاكات المرتكبة ضدّ التونسيين.
واعتذر شعبان في برنامج حواري على راديو "الديوان" الخاص، الأربعاء، بقوله "أعتذر لضحايا الانتهاكات لأنني كنت جزءا من النظام السابق".
"تملّق"
ونقلت صحيفة "الشروق"، الأربعاء، شهادة لكاتب الدولة للأمن الوطني الأسبق محمد علي القنزوعي حول حادثة "باب سويقة" الشهيرة التي جدّت فجر يوم 17 شباط/ فبراير 1991 وراح ضحيتها شخصان قال فيها انه "لم تكن ضمن خطة حركة النهضة او بتعليمات من قيادتها وأنها نتاج تحرير المبادرة".
ولفت إلى أن نظام بن علي "استغل الحادثة لشن حملات أمنية واسعة ضد النهضويين كما تم إعدام ثلاثة من المشاركين فيها".
وهاجم القيادي في نداء تونس لزهر العكرمي، في تصريح لإذاعة "الديوان"، الخميس، كل من الوزير عبد الله القلال والمدير العام للأمن محمد علي القنزوعي، مؤكّدا أنّهما "كانا وراء ما حصل للنهضة من انتهاكات وتعذيب لقياداتها خلال فترة حكم بن علي.. وهما اليوم يتملّقان لها"، وفق تعبيره.
يذكر أن حركة النهضة انتقدت في 19 تموز/ يوليو 2013 إطلاق سراح رموز النظام البائد، واصفة الإفراج بـ"المفاجأة والصدمة لضحايا الاستبداد والفساد".
وعبّرت "النهضة" آنذاك عن استغرابها "إطلاق سراح رموز علقت بهم مساوئ النظام السابق وقادوا مجازر مثل عبد الله القلال"، وفق نص البيان.