هدَّد مصطفى
بكري، الإعلامي الموالي لسلطات الانقلاب، وعضو مجلس نواب ما بعد الانقلاب، أمير
قطر، الشيخ
تميم بن حمد آل ثاني، بالتصفية الجسدية، احتجاجا على عرض فضائية "الجزيرة" القطرية، فيلما عن الجيش
المصري.
وبعد وصلة من السباب والشتائم، وجه بكري، عبر برنامجه "حقائق وأسرار"، بفضائية "صدى البلد"، مساء الجمعة، سؤاله إلى الشيخ تميم قائلا: "كيف تنام يا أخي، ودماء العرب، تتدفق في كل مكان، بفعل أموالك القذرة، ومؤامراتك، وجزيرتك الخائنة؟".
وأردف: "اعلمْ أن المصريين لن يتسامحوا، وأنك لو دخلت، وفكرت أن تدخل مصر، في المرة المقبلة، فستجد حشودا من البشر تطبق عليك أنت، وأمثالك".
واستطرد بكري: "كل إنسان مصري بيشوف الفيلم ده من مقدماته.. مش دمه بيتحرق، ولا عروقه تنتفخ.. ده بيحس أنه لو شافك هيفجر نفسه فيك"، على حد قوله.
ودافع عن الرئيسين السابقين لليبيبا والعراق، معمر القذافي وصدام حسين، فوصفهما بأنهما "الشهيدان البطلان"، وقال إنهما "حذرا من المؤامرة ضد الأمة العربية، منذ البداية"، وفق تعبيره.
وطالب بكري، النائب العام المصري نبيل صادق، بوضع أمير دولة قطر، على قوائم الترقب والوصول ليتم القبض عليه حال دخوله البلاد، زاعما أن دماء العالم كله في رقبته، مناشدا الإنتربول الدولي بتسليمه إلى مصر.
ووجه بكري رسالة لأمير قطر، قال فيها: "كيف تصافح الرئيس عبد الفتاح السيسي وأنت تتآمر عليه، كيف تدخل أرضنا ويدك مغموسة في الدماء؟ كيف ترفع سماعة الهاتف لتهنئ السيسي ثم تطعنه في رأسه؟".
واتهم الإعلامي الموالي للسيسي، أمير قطر، بإصدار تعليماته للعاملين بقناة "الجزيرة"، بتشويه صورة
الجيش المصري، مشيرا إلى أن القناة ستقوم بعرض فيلم "العساكر"، قائلا: "عساكر.. قطعت ألسنتكم.. جيش مصر العظيم أيها السفهاء أشرف من أي شخص فيكم، كبر أو صغر.. حذاء كل جندي أو ضابط بالجيش المصري برأس أمير قطر الخائن"، حسبما قال.
وتساءل عن دور جامعة الدول العربية مما اعتبره "تآمر قطر وأميرها على الدول العربية كافة، وتورطه في مقتل الزعيم الراحل معمر القذافي، وتفكيك العراق وخراب سوريا، واليمن.. وحتى الإمارات لم تسلم من خيانتك".
ووصف بكري، العاملين بفضائية "الجزيرة" بـ"السفهاء"، وشن هجوما كاسحا على وزير الخارجية المصري سامح شكري، مستنكرا صمته تجاه "أفعال قطر تجاه مصر والمصريين بحجة وجود عمالة مصرية هناك"، قائلا: "أما وزير خارجيتنا اللي بيطبط على التركي والإيراني فينسى قطر.. عادي جدا.. الأمور ماشية وتمام.. أصل لينا عمالة مصرية هناك".
وأردف: "نحن يا سيدي لا نركع لأحد.. إذا لم تكن وزير خارجية قويا فلتستقل.. كيف لنا أن نصمت ونسكت على إهانة جيشنا وشرطتنا، والآن يعدون برنامجا لقضاء مصر الشريف؟"، وفق قوله.
بلاغ يتهم "الجزيرة" بالإساءة للمؤسسة العسكرية
إلى ذلك، تقدم المحامي المقرب من سلطات الانقلاب، طارق محمود، السبت ببلاغ إلى المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، سعيد عبد المحسن، ضد عماد الدين السيد، مخرج فيلم "حكايات التجنيد الإجباري في مصر"، وياسر أبو هلالة المدير التنفيذي لقناه "الجزيرة"، والمشرف على إنتاج الفيلم، اتهمهم فيه بالإساءة للمؤسسة العسكرية، ونشر أخبار كاذبة وملفقة؛ من شأنها الإضرار بالمصالح العليا للبلاد، ونشر الفوضى وتكدير الأمن والسلم الاجتماعيين، وفق وصفه.
وزعم محمود في بلاغه أن المخرج سالف الذكر، أخرج فيلما تضمن معلومات كاذبة وفيديوهات مفبركة، مدعيا أن المجندين يعانون من حياة معيشية سيئة، مستندا إلى صور وفيديوهات كاذبة، برغم عدم وجود أي تسجيلات بالمؤسسة العسكرية ووصفه بالعمل المخابراتي المفبرك.
وأضاف أن قناة "الجزيرة" التي تمولها المخابرات القطرية والبوق الإعلامي لجماعة الإخوان الإرهابية وفق زعمه، تعمل على الإساءة للمؤسسة العسكرية وتشويه صورتها، برغم احتلال الجيش المصري لمرتبة عالية جدا في تصنيف الجيوش على مستوى العالم.
وأضاف أن كلا من المقدم ضدهما البلاغ ارتكبا عملا تحريضيا ضد الجيش المصري، والدولة المصرية تنفيذا لتعليمات أجهزة مخابراتية أجنبية، وهي الأمور المؤثمة قانونا، والمعاقب عليها طبقا لنص المادتين 188 و133 من قانون العقوبات المصري.
وطلب محمود في ختام بلاغه بإصدار أمر بضبط وإحضار للمقدم ضدهما البلاغ، ووضعهما على قوائم ترقب الوصول لوجودهما خارج البلاد للقبض عليهما فور وصولهما للأراضي المصرية للتحقيق معهما في الاتهامات الموجهة إليهما في بلاغه.
وأعلن أنه سيتقدم بدعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد قطر وقناة الجزيرة، مدعمة بالوثائق الرسمية يتهمهم فيه بالإساءة للمؤسسة العسكرية المصرية، مدعيا أن مخرج الفيلم تقاضى مليون دولار من المخابرات القطرية نظير إخراجه له.
استمرار الحملة الضارية على "الجزيرة"
إلى ذلك استمرت الحملة الإعلامية على قناة "الجزيرة" بسبب عرض فيلم "العساكر.. حكايات التجنيد الإجباري في مصر".
وقال الكاتب الصحفي، الموالي للسلطات، عبد الحليم قنديل، إن قناة الجزيرة برغم توافر الاحترافية لديها بقدر كبير، إلا أنها تمتلك مهنة منحرفة ذات ميول موجهة تتضمن القصد والتحيز المطلق، وتفتقد أدنى جوانب الموضوعية، وفق قوله.
وأضاف قنديل في تصريحات لبرنامج "الحياة اليوم"، عبر فضائية "الحياة" الجمعة أن الفيلم الذي أعدته قناة الجزيرة، يمثل عملا مخابراتيا مكشوفا.
وأردف أن الفيلم يعتمد في معلوماته على مشاهد من أرشيف القوات المسلحة ومشاهد أخرى مسربة من داخل الوحدات الخاصة بالجيش، توضح تعامل صف الضباط مع الجنود، مؤكدا أن هذا الجزء هو الأخطر حيث إنه تم التلاعب في الصور، بحسب قوله.
قصة الفيلم
ويستعرض فيلم "العساكر.. حكايات التجنيد الإجباري في مصر"، حياة جنود يخضعون للتجنيد الإلزامي في الجيش المصري، وكيف يتعرضون لمعاملة قاسية وتمييز واضح بين الجنود والضباط، إلى جانب استغلال المجندين في المشروعات الاقتصادية المملوكة للقوات المسلحة، بدلا من التدريب العسكري.
وما إن أعلنت فضائية "الجزيرة" عن موعد بث الفيلم الوثائقي، حتى انتابت مؤيدي الانقلاب حالة من الغضب الشديد، حيث اعتُبر الفيلم بمنزلة تقويض للصورة التي يحاول النظام العسكري ترويجها عن الجيش في مصر.
ومن جهتها، ردت وزارة الدفاع المصرية، بفيلم مضاد لفيلم الجزيرة، نشرته عبر حسابها على "يوتيوب"، يحاول تقديم صورة مغايرة تماما للحياة داخل الجيش المصري.
واعتمد الفيلم، الذي حمل عنوان "يوم في حياة مقاتل"، على مشاهد تمثيلية وتعليق صوتي باللهجة المصرية؛ لوصف يوم في حياة مجند بأحد مراكز التدريب التابعة للجيش المصري.
اتهام مذيع في "الجزيرة" بمهاجمة الجيش
ويذكر أن هذا المحامي نفسه "طارق محمود"، الذي قدم بلاغا ضد فضائية "الجزيرة"، بسبب عرض الفيلم المشار إليه، قدَّم بلاغا مماثلا، إلى المحامي العام الأول لنيابات إستئناف الإسكندرية، في أوائل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، يتهم فيه الإعلامي صابر مشهور المذيع بقناة "الجزيرة" المتواجد حاليا في تركيا بالإساءة للجيش المصري.
وقال محمود، في البلاغ، إن صابر مشهور نشر عبر صفحته الرسمية على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" مقطع فيديو له، دعا فيه أعضاء جماعة الإخوان والتابعين لها لمهاجمة أفراد الجيش والشرطة وتجريدهم من السلاح.
وكان 13 جنديا مصريا قد قتلوا وأصيب 13 آخرون من أفراد القوات المسلحة المصرية، في هجوم على "كمين الغاز" بمدينة العريش، أحد نقاط التأمين بشمال سيناء، وبعدما اشتبك أفراد الجيش المصري مع المهاجمين، تم تصفية ثلاثة منهم، بحسب بيان عسكري.