أثار قرار إدارة
المدارس المسيحية الخاصة في مناطق سيطرة قوات النظام السوري بمدينة
القامشلي، في شمال شرق
سوريا، بمنع الطالبات للمراحل
التعليمية الابتدائية والثانوية من ارتداء
الحجاب؛ حالة من الاستياء بين أوساط الأهالي والناشطين.
واتهم ناشطون إدارة المدارس بـ"خلق الكراهية والطائفية"، معتبرين أن هذا القرار "يتناقض مع السلم الأهلي والعيش المشترك بين مختلف مكونات المجتمع في المدينة".
جاء ذلك بعيد قرار الإدارة الذاتية الكردية؛ فرض المناهج الخاصة بها في المناطق التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، في منطقة الجزيرة في منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، الأمر الذي دفع كثيرا من الأهالي لإحجامهم عن إرسال أبنائهم إلى المدارس التي تفرض منهاج الحزب، ونقلهم إلى المدارس المسيحية الخاصة التابعة للكنائس في مناطق سيطرة النظام، بغية تلقي تعليمهم وفق مناهج مديرية التربية التابعة للنظام السوري.
وقال الناشط الإعلامي خالد خليفة إن "إدارة مدرستين مسيحيتين خاصتين في مدينة القامشلي بالحسكة، منعت الطالبات المسلمات المسجلات لديهما؛ من ارتداء الحجاب ضمن الدوام المدرسي، حيث تتبع المدرستان لكنسية الأرمن والسريان وتستقبلان الطالبات في المرحلتين الابتدائية والثانوية، ضمن المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري في المدينة".
وأضاف خليفة في حديث لـ"
عربي21"؛ أن قرار منع ارتداء الحجاب وفصل الطالبات اللواتي لا يلتزمن بتنفيذ القرار؛ صدر من قبل إدارة مدرستي "الحياة" و"الحرية" الخاصتين، "بعد هروب الكثير من الطالبات المسلمات باتجاه المدارس المسيحية الخاصة على خلفية فرض حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مناهج تعليمية خاصة باللغة الكردية إلى المدارس التي تقوم بتدريس مناهج النظام السوري".
من جانبه، قال المحامي والناشط الحقوقي السوري، هيثم المصطفى، إن "القرار يحمل دلالة عنصرية ومنحى طائفيا، الأمر الذي سيزيد بالتأكيد من مساحة الاحتقان، ولا يجعل مما يحدث مجرد خلاف اعتيادي، فهو محاولة ضد الهوية، ويتحرك بعكس الثوابت الدينية للمجتمع"، وفق تقديره.
وأضاف المصطفى لـ"
عربي21"؛ أن السماح بالحجاب في مدارس مديرية التربية؛ وحظره في المدارس الخاصة التي تتبع لها "سيشكل نوعا من الكراهية والطائفية بين مكونات المجتمع، إذ يسعى إلى ضرب الهوية التي يعد الحجاب تجليا من تجلياتها".
وحذر المصطفى من أن يتسبب القرار "بحالة من الخوف النفسي بين الطالبات اللواتي يتمسكن بالالتزام الديني، ويتجلى لدى شريحة كبيرة بينهن، ما سيجبرهن على التخلي عن أحلامهن بمتابعة تعليهمن بعد صدور مثل هذه القرارات".
يشار إلى أن المدارس الخاصة في مدينة القامشلي شهدت إقبالا واسعا خلال الفترة الماضية من الطلاب والطالبات المسلمين، وذلك منذ منع الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي تدريس مناهج النظام السوري في المناطق التي يسيطر عليها، وفرضت منهاجا تعليميا خاصا باللغة الكردية.