نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" مقالا لمحرر الشؤون الدفاعية كون كوغلين، دعا فيه الحكومة البريطانية إلى مساعدة السعودية، باعتبار الأمر خدمة للمصالح القومية.
ويقول كوغلين في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، إن قرار وزير الخارجية بوريس جونسون استمرار صفقات السلاح للمملكة العربية
السعودية صحيح في هذه الأوقات الصعبة، مذكرا بحرب الخليج، التي مر عليها ربع قرن، التي تذكر بالكيفية التي عملت فيها الأمم مع بعضها.
ويضيف الكاتب أنه "في عصر بات فيه التدخل العسكري شعارا للنخبة السياسية على الجانب الآخر من الأطلسي، فإن حرب الخليج تعبر عن نقطة مهمة للتعاون بين دول الغرب والحلفاء العرب لطرد صدام حسين، الذي ضم الكويت بطريقة غير قانونية، وكانت الدول الغربية هي التي قامت بالعمليات العسكرية كلها، إلا أن دول الخليج أدورت دورا داعما، وسهلت دخول 500 ألف جندي أجنبي إلى أراضيها، وكان دورا لا يقدر بثمن".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "هذه الأيام ذهبت دون عودة، وهي الأيام التي تحدث فيها جورج بوش الأب عن نظام عالمي جديد، لحماية مبادئ القانون الدولي، وبدلا من هذا الأمر، فإنه بصعود تنظيم الدولة، وموقف روسيا العدواني، في ظل رئيسها فلاديمير بوتين، تعرض النظام الدولي القائم لمخاطر في أوروبا والشرق الأوسط".
ويرى كوغلين أن "الوضع يعد بالنسبة لبريطانيا أكثر خطورة، في ضوء تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي الصيف الماضي، ومع انتخاب دونالد ترامب، فإن هذه الظروف تمثل تحديا لبريطانيا حول طبيعة الحلفاء الذين ستتعامل معهم في المستقبل، وفي سياق البيان، الذي أصدره أربعة وزراء، بمن فيهم جونسون، لمواصلة بيع السلاح البريطاني للسعودية، ما يمثل خطوة جيدة لإعادة موازنة المصالح القومية للبلد".
ويشير المقال إلى أن "العالم قد يكون مختلفا عما كان عليه في عام 1991، إلا أن العلاقة مع الرياض لا تزال قوية، كما كانت عندما قامت عاصفة الصحراء بتحرير الكويت".
وتحدثت الصحيفة عن التعاون الأمني بين البلدين، والمعلومات التي توفرها المخابرات السعودية من أجل الحفاظ على الشوارع في لندن آمنة، لافتة إلى أن التعاون في شؤون الدفاع مهم للصناعات البريطانية، خاصة أن الرياض استثمرت أموالا طائلة في جيلين من الطائرات الحربية، بشكل يعطي الصناعة العسكرية البريطانية حيوية في ظل التخفضيات الدفاعية.
ويلفت الكاتب إلى أن هناك عاملا آخر يجعل من السعودية مهمة للأمن البريطاني، وهو متعلق بالإصلاحات التي بدأها ولي ولي العهد الأمير
محمد بن سلمان، والهادفة إلى تحقيق رؤية 2030، التي تعد فرصة للشركات البريطانية لتعمق علاقاتها التجارية مع المملكة.
وينتقد كوغلين تقريرا مشتركا في البرلمان، الذي انتقد فيه النواب صفقات السلاح مع السعودية، خاصة في ظل الحملة ضد المتمردين الحوثيين في
اليمن، قائلا إن "معظم هؤلاء النواب من اليسار والوسط، وقد يكون ما جاء في التقرير صحيحا، وهو أن السعودية كانت مسؤولة عن قتلى في اليمن، إلا أن الرياض اعترفت بذلك وقامت بالتحقيق، وعدد الحوادث أقل مما ورد في التقرير".
ويعبر الكاتب عن دهشته من موقف النواب الذين يسارعون إلى شجب الرياض، ولا يطالبون بالتحقيق في جرائم الحرب التي يقوم بها الحوثيون المدعومين من إيران.
وتنوه الصحيفة إلى أن السعودية ترغب بمنع إيران من السيطرة على اليمن، لافتة إلى أن هذه المخاوف كانت وراء قرار وزارة الدفاع هذا الشهر إرسال المدمرة "أتش أم أس ديرينغ" إلى مضيق باب المندب لحماية هذا الممر الحيوي.
ويخلص كوغلين إلى القول إنه "في هذه الظروف، يتوجب علينا إقامة علاقات مع السعوديين لا شجبهم".