نشرت صحيفة "لوفيف" الفرنسية حوارا مع فابريس بالانش، المختص في الشؤون السورية بمعهد واشنطن للدراسات، حيث تحدث عن التغييرات الجيوسياسية التي سيعيشها
الشرق الأوسط بعد فوز دونالد
ترامب برئاسة القوة العالمية الأولى.
وأوضح بالانش أن "ترامب لا يريد أن يجعل الشرق الأوسط مسرحا للمواجهة الأمريكية الروسية كما كانت تخطط هيلاري كلينتون، وهي الخطوة التي من شأنها أن تطيل أمد الصراع".
وأضاف بالانش في هذا الحوار الذي ترجمت "
عربي21" مقتطفات منه، أن "من أوليات ترامب الآن هو القضاء على تنظيم الدولة، لذلك فهو يرى روسيا حليفا قويا في المنطقة. أما فيما يتعلق بالأزمة السورية فإن بشار الأسد قد لا يشكل مشكلة بالنسبة لترامب، فهو لا يهمه سوى القضاء على تنظيم الدولة، حتى لو كلفه ذلك التحالف مع نظام الأسد".
وتجدر الإشارة إلى أن ترامب كان قد صرح سابقا أن "بشار الأسد ليس بالرئيس المناسب، ولكن لا يعني ذلك أن ندعم معارضيه بأموال كبيرة من أجل إسقاطه".
وفي نفس السياق، أشار بالانش إلى أن "النظام السوري ما زال باقيا، خاصة بعد إعلان التوافق بين روسيا وتركيا وانسحاب الأردن من اللعبة نهائيا، هذا إضافة إلى التراجع السعودي القطري عن دعم المعارضين الذين لم يحصلوا على الدعم الكافي من إدارة أوباما".
واعتبر بالانش "أن المعارضة السورية أصبحت تعيش عزلة دولية كبيرة، ما سيجبر جزءا منها على العودة إلى طاولة الحوار مع النظام السوري. وبطبيعة الحال، ستساهم هذه الخطوة في تراجع حجم العنف في منطقة الشرق الأوسط"، كما قال.
وفي الحديث عن فرضية تحول المملكة العربية السعودية إلى أكبر المستفيدين من فوز ترامب الذي وعد بإلغاء الاتفاقية المبرمة مع إيران فيما يخص مشروعها النووي، يرى بالانش أن "أغلب الدول العربية لها مواقف متذبذبة، إذ كانوا أول من تسابق إلى تهنئة ترامب رغم أن جزءا من هذه الدول تدعم كلينتون".
ويضيف: "لكن حتى لو كان إلغاء الاتفاقية مع إيران في صالح الدول العربية، فيجب ألا ننسى أن ترامب أعلن مسبقا أنه سيكرس كل جهوده لحماية إسرائيل".
وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، الذي يرى أن الشرق الأوسط كان أكثر أمانا خلال فترة حكم الرئيس العراقي صدام حسين والزعيم الليبي معمر القذافي اللذين سقطا نتيجة سياسة الإدارات الأمريكية المتعاقبة، فقد علق بالانش قائلا إن "أول من تدخل عسكريا في الشرق الأوسط كان بوش وليس أوباما. لكن يبدو أن ترامب، من خلال تصريحاته، مستعد للعمل مع أنظمة دكتاتورية".
وحول
سوريا، أشار بالانش إلى أن "أوروبا لا زالت مصرة على تغيير النظام فيها وإرساء مبادئ حقوق الإنسان وتصدير الديمقراطية. إلا أن فوز ترامب من شأنه أن يقوض بالضرورة عملية تنسيق السياسة الخارجية المشتركة لدول حلف شمال الأطلسي، ويغير كل المعطيات السابقة".
وأشار بالانش إلى أن "ترامب لا يعطي لمشكلة الشرق الأوسط أهمية كبرى، مقارنة بالأهمية التي يوليها للصين، إذ يعمل الملياردير الأمريكي على عزل الصين اقتصاديا وسياسيا من خلال تقربه لروسيا، التي سيعمل على جعلها سيدة الحرب في سوريا".