تفاقمت حدة التوتر بين قوات الحماية الشعبية الكردية ومليشيا "الصناديد" العربية في محافظة
الحسكة شمال شرق
سوريا، خلال الأيام الثلاثة الماضية، عقب رفض مسؤولين أكراد الإفراج عن مقاتلين ينتمون لقوات "الصناديد" التي يتزعمها "حمدي دهام الجربا"، حيث تم الزج بالمقاتلين في معسكرات التجنيد الإجباري.
ويأتي ذلك بعيد قيام قوات "الأسايش" إحدى الأذرع الأمنية التابعة للوحدات الكردية، بحملة اعتقالات واسعة طالت المقاتلين
الأكراد الذين انضموا لصفوف قوات "الصناديد" العربية.
وقال الناشط الإعلامي "خالد خليفة" في حديث خاص لـ"
عربي21": "إن العلاقة بين الوحدات الكردية وقوات الصناديد تشهد حالة من التوتر في ظل تصاعد حدة الخلافات بينهما خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعد شن الوحدات الكردية حملة اعتقالات طالت نحو 25 مقاتلا من المكون الكردي المنتسبين لصفوف "الصناديد"".
وأضاف أنه تم إلحاق الموقوفين بمعسكرات تابعة للوحدات الكردية في منطقة تل بيدر، وذلك بهدف التجنيد الإجباري بعد إتلاف هوياتهم العسكرية، الأمر الذي استدعى تدخل قائد قوات "الصناديد" والحاكم المشترك لما يسمى "مقاطعة الجزيرة" في الإدارة الذاتية الكردية حمدي دهام الجربا، إلا أن المسؤولين الأكراد رفضوا بشكل قاطع طلب الجربا بذريعة منع المواطنين الأكراد من الانخراط في أي تشكيل عسكري لا ينتمي لتشكيلات وحدات "YPG".
وأكد خليفة أن تصرفات الوحدات الكردية أدت إلى زيادة الاحتقان في المنطقة بعد فشل جميع المحاولات لإطلاق سراح المعتقلين، حيث أعربت "قوات الصناديد" عن غضبها إزاء تصرفات المسؤولين الأكراد، وبدأت بالسعي عبر مؤسسها "حمدي دهام الجربا" لجمع كلمة العشائر العربية من أجل سحب أبنائهم من صفوف الوحدات الكردية وانضمامهم إلى قوات الصناديد، للرد بالمثل على التصرفات التي صدرت عن المسؤولين الأكراد كما قال.
وأشار المصدر إلى أنه من شأن هذه التطورات، إذا ما تم احتواء الأزمة، أن تؤدي إلى وقوع مواجهات عسكرية بين الطرفين الحليفين في القريب العاجل، حيث يطالب تيار داخل قوات الصناديد باتخاذ موقف حاسم، وإعادة النظر في مشاركة القوات الكردية بالقتال ضد تنظيم الدولة.
من جهته، أبدى الناشط السوري "محمد خير" تخوفه من ازدياد الاحتقان وانفجاره، الذي لن يكون ذلك من مصلحة الطرفين، بل سيكون النظام السوري وتنظيم الدولة أكبر المستفيدين.
وأشار محمد خير في حديث خاص لـ"
عربي21" إلى أن الوضع في المنطقة يسير نحو التصعيد، وطالب الجانبين بالاحتكام للعقلانية لتفادي انفجار الوضع في منطقة الجزيرة.
وبحسب محمد خير، فإن "الوحدات الكردية التي باتت تهيمن بشكل كامل على المنطقة تسعى لتقليص حجم القوة العسكرية لدى القوى الموجودة للعشائر العربية الموالية لها من خلال التضييق عليهم، بحيث ينتهي الأمر بالتخلص منهم، والهيمنة على المنطقة".
يذكر أن قوات "الصناديد" وهي مليشيا عشائرية تتبع قبائل شمر العربية في منطقة الجزيرة السورية، قد انضمت إلى تشكيل قوات سوريا الديمقراطية في 10 تشرين الأول/أكتوبر لعام 2015، وذلك بهدف المشاركة بجانب قوات الحماية الشعبية الكردية بالمعارك الدائرة ضد تنظيم الدولة شمال شرق سوريا.