استجدى قائد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي المصريين؛ للحصول على دعمهم وتأييدهم، وتوسل لهم بشكل صريح للوقوف بجانبه، وعدم التخلي عنه، قبل أيام من التظاهرات المزمع تنظيمها يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، تحت شعار "
ثورة الغلابة".
وجاءت تصريحات السيسي خلال المؤتمر الوطني الأول للشباب، الذي بدأت فعالياته بمدينة شرم الشيخ، الثلاثاء الماضي، لمناقشة الأزمات التي تمر بها مصر، بحضور 300 شخصية عامة وثلاثة آلاف شاب، جميعهم من مؤيدي الانقلاب، بحسب مراقبين.
أرجوكم قفوا بجانبي
وقال السيسي، مساء الثلاثاء، في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي، موجها حديثه للمصريين: "لما أنتم طلبتوني عشان أقف جنبكم في 30 حزيران/ يونيو مترددتش ثانية، ووقفت بدون ما أفكر في نفسي، ولا في أولادي، وفكرت فيكم أنتم، وخفت على البلد لتضيع وفيها تسعين مليون إنسان، دلوقتي جه الدور عليكم، وأنتم وعدتوني إنكم هتقفوا جنبي".
وأضاف: "أنا لم أبخل عليكم بحياتي، وأنا دلوقتي مش طالب حياتكم، أنا طالب منكم إن إحنا نبقى أمة تصبر وتتحمل وما تتكلمش؛ عشان تفشل محاولات تركيعها".
وتابع: "أنتم اللي هتحددوا مصير ومستقبل مصر، أنا دوري معاكم عملته، والمشكلة كبيرة، ومش هقدر عليها لوحدي، ودلوقتي جه دوركم أنتم، هتعملوه ولا لأ؟".
السيسي يعترف بانهيار شعبيته
وفي أوضح اعتراف من قائد الانقلاب بانهيار شعبيته، قال السيسي: "أهل الشر اشتغلوا طوال العامين الماضيين؛ لإنهاء رصيدي عند الناس، ونجحوا في خلق حالة عامة من السخط وعدم الرضا عن الأحوال العامة والقرارات الحكومية".
وأضاف: "هناك جهد منظم وضخم وخبيث؛ للضغط على المواطن اللي كان قاعد في بيته وراضي عن الرجل الموجود ده (في إشارة إلى نفسه)، وإفشال كل حاجة يعملها (...) وهذه الخطط تهدف إلى استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة؛ لخلق حراك مجتمعي؛ حتى تخرج الأمور عن السيطرة، ويتم تدمير الدولة".
وأردف: "الإصلاح الاقتصادي بياخد زمن كبير عشان تظهر آثاره، ومفيش حل غير إنكم تصمدوا"، وضرب مثلا بنفسه، حيث أقسم بالله أنه بقي 10 سنوات وثلاجته ليس فيها إلا المياه، ولم يسمع أحد شكواه؛ لأنه صبر في "عفة وعزة نفس".
"بلاش ثورة"
وقال السيسي إن مصر في موقف صعب منذ سنوات طويلة، مشددا على ضرورة ألّا يحدث أي شكل من أشكال الاحتجاج؛ "لأن زي ما
الثورة فرحتك بيها، وجابت لك مكاسب، جابت أيضا تحديات كثيرة ما زلنا نواجهها".
وأضاف: "أنا بطلب حاجة واحدة، من فضلكم بلاش مطالبكم تاخد الشكل الاحتجاجي اللي يضرنا، أنا مش بخوفكم، أنا بس بنبهكم، محدش يخليكو تتقلبوا على الجيش؛ لأن الجيش ابن مصر، وبيحميها ويدافع عنها".
مداخلات تطمين للسيسي
وبعدما طلب السيسي من المصريين الوقوف معه في هذه الأزمة، حملت الكلمات والمداخلات التي أجراها شباب وسياسيون مشاركون في المؤتمر عبارات التطمين لقائد الانقلاب؛ بوقوفهم معه، وعدم التخلي عنه.
وتكررت المقاطعات لقائد الانقلاب أثناء حديثه من أصوات مجهولة بوسط القاعة، قائلة: "كلنا معاك يا ريس"، كما وجه أحد الشاب حديثه للسيسي قائلا: "والله العظيم يا ريس الصعايدة كلهم وراك".
أما عضو البرلمان مصطفى الجندي، فقال للسيسي: "أنت كبيرنا، واللي ملوش كبير بيشتري له كبير"، وأضاف: "أنا كنت باعمل عمرة أنا وأمي، وسمعتها بتدعيلك، متقلقش يا ريس، كلنا وراك وفي ظهرك، واللي يقرب منك هناكله".
السيسي يلمح لإمكانية تنحيه
وعلق السيسي على كلام مصطفى الجندي، قائلا: "أنا مش قلقان على نفسي، أنا قلقان على البلد، ولو كان الأمر إن أنا أروح وهي تقعد أروح".
وأضاف: "أنا بحاول أحمي الدولة.. لكن لو اعتبرتوني (نظام) هتكون دي مشكلة كبيرة، إحنا انتهينا من الكلام ده، ودلوقتي فيه تداول للسلطة، وأنا مقدرش أقعد يوم زيادة بعد انتهاء المدة الرئاسية".
مخاوف من انفجار شعبي
إلى ذلك، أكدت صحف غربية أن نظام السيسي يشعر بخطر شديد من حدوث انفجار الغضب الشعبي؛ بسبب تردي الأحوال المعيشية لغالبية المصريين.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير لها الثلاثاء، إن نقص السلع الأساسية، والارتفاع الهائل في الأسعار، أديا إلى تفاقم حالة السخط العام في مصر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة بدأت في أعقاب قرار السيسي بخفض الدعم، الذي قوبل بحالة من الغضب الشعبي، إلا أن غالبية المصريين لا يزالون حتى الآن يوجهون غضبهم نحو الاقتصاد فقط، دون المطالبة بإسقاط النظام؛ خوفا من القمع الأمني.
أما وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية، فقالت إن تصريحات وزير الداخلية مجدي عبدالغفار التي أدلى بها الاثنين الماضي، وحذر فيها من دعوات التظاهر في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ومحاولات تكرار مشاهد ثورة كانون الثاني/ يناير 2011، تعكس بوضوح قلق السيسي من وقوع اضطرابات محتملة بسبب الظروف الاقتصادية السيئة في البلاد".