شددت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على أن "أمجاد الماضي وإنجازاته لن تبقى يتيمة وسيجددها الحاضر والمستقبل بسواعد الرجال وزنود الأبطال".
وأكد الناطق باسم الكتائب "أبو عبيدة"، في كلمة له مقتضبة بمناسبة الذكرى الخامسة لصفقة تبادل
الأسرى التي أطلق عليها "وفاء الأحرار"، وصلت "
عربي21" نسخة منها، أن العدو الصهيوني "سيدفع الثمن شاء أم أبى، وسيأتي مرغما، وستعم الفرحة ربوع
فلسطين"، وذلك في إشارة منه لتحرير الأسرى الفلسطينيين عبر رضوخ الاحتلال لصفقة وفاء الأحرار 2.
وأوضح أبو عبيدة أن "تهرب العدو من دفع الاستحقاقات لصفقة جديدة لن ينفعه طال الزمان أم قصر، وعامل الوقت لن يكون أبدا في صالحه"، مضيفا: "يحاول العدو نشر الأكاذيب، ويضلل جمهوره بدعاوى ساقطة، وهذا عهدنا به، وإن هذا السلوك لن يغير من واقع الأمر شيئا".
وقال وقد كتب في خلفية الشاشة "قريبا سينجز الوعد": "سيدفع الثمن مرغما، وسيتفاجأ العالم بل سيتفاجأ أسرانا وشعبنا حينما يأتي الوقت المناسب لنكشف كامل الحقائق التي تدخرها المقاومة من أجل حرية الأسرى".
ويصادف، الثلاثاء، الذكرى الخامسة لإنجاز
صفقة "وفاء الأحرار"، التي تعد أضخم عملية تبادل تمت بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال
الإسرائيلي؛ حيث قادت "
كتائب القسام"، مفاوضات غير مباشرة وصعبة مع الاحتلال؛ توسط بها العديد من دول العالم.
وأسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" في عملية عسكرية مشتركة مع جيش الإسلام وألوية الناصر صلاح الدين في حزيران/ يونيو عام 2006، ونجحت "كتائب القسام" في احتجازه مدة خمسة أعوام، حيث أفرجت عنه بموجب صفقة "وفاء الأحرار" لتبادل الأسرى، برعاية مصرية في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، مقابل إطلاق "إسرائيل" سراح 1027 أسيرا؛ من كافة الفصائل الفلسطينية وكل مناطق التواجد الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة، أو في القدس والأراضي المحتلة عام 48 والجولان السوري المحتل، إضافة للشتات الفلسطيني.
وأعادت "إسرائيل"، اعتقال 70 أسيرا محررا ممن أفرج عنهم في صفقة تبادل "وفاء الأحرار"، بزعم خرقهم شروط تحريرهم وارتكاب مخالفات، في حين لا يزال نحو 7000 أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال؛ بينهم أكثر من 400 طفل، و69 أسيرة؛ بينهن 16 بين طفلات وفتيات قاصرات، إضافة لستة نواب من المجلس التشريعي الفلسطيني.
ومن أجل البدء في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال حول الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى "القسام"، تشترط حركة حماس، إطلاق سراح جميع من أعادت سلطات الاحتلال اعتقالهم من المفرج عنهم في صفقة "شاليط".
ويذكر أن "كتائب القسام" الجناح العسكري لـ"حماس"، أعلنت في 20 تموز/ يوليو 2014 أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول أرون خلال عملية عسكرية، وقعت في حي الشجاعية شرق مدينة غزة خلال الحرب الأخيرة على القطاع، لكن الاحتلال أعلن عن مقتله، وهو ما رفضته عائلة الجندي الذي لم يعرف وضعه حتى اللحظة.
كما اعترفت الكتائب بأسرها لضابط إسرائيلي يدعى هدار جولدن، خلال الحرب الأخيرة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك عقب إعلان الاحتلال في آب/ أغسطس 2015، فقدان الاتصال بالضابط جولدن، وأعلنت فيما بعد أن لديها أربعة أسرى إسرائيليين من ضمنهم آرون وجولدن.