أكد مدير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" فضل عبد الغني، أن أعداد القتلى المدنيين الذين سقطوا جراء الضربات الجوية الروسية، في غضون عام من تدخلها في
سوريا، تجاوزت بكثير أعداد المدنيين الذين قضوا على يد
تنظيم الدولة في سوريا منذ الإعلان عن تأسيسه في نيسان/ أبريل 2013.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في 30 أيلول/ سبتمر 2015، عن بدء توجيه مقاتلاتها لضربات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة في سوريا، لتشمل مواقع المعارضة السورية باختلاف توجهاتها.
وقال عبد الغني لـ"
عربي21" إن "هناك تضاربا كبيرا بين الدور الذي تروجه روسيا لنفسها على أنها طرف راع للعملية السياسية، وبين ما تقوم به مقاتلاتها، من استهداف للمدنيين بالذخائر العنقودية في كل مناطق سيطرة المعارضة".
وأضاف أن "استخدام الذخائر العنقودية المحرمة دوليا؛ كان العنوان الأبرز لعام من التدخل الروسي في سوريا، وسجلت شبكتنا زيادة ضخمة هذا العام في استخدام هذا السلاح منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا، وكذلك من قبَل قوات النظام، عن الأعوام السابقة خلال
الثورة السورية".
وبيّن عبد الغني أن التصعيد البري الإيراني الأخير في
حلب؛ هو "استكمالٌ لما قامت به المقاتلات الروسية جوا على مدار العام السابق"، مؤكدا أن "إيران تحاول الهيمنة على حلب؛ من خلال جلب المليشيات الطائفية، بالتزامن مع
القصف الشديد التي تتعرض له مناطق المعارضة، وهذا سيؤدي إلى إضرار بالنسيج المجتمعي طويل الأمد".
وأعرب عن اعتقاده بأن تهجير أهالي حلب من المدينة "هو الهدف الأول من المعارك التي تدور في حلب"، مطالبا الدول الإقليمية باتخاذ خطوات جريئة حيال ما يجري في سوريا.
وأشار في هذا الصدد إلى تحول مشروع قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب "جاستا" إلى قانون داخلي في الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن "هذا القانون سيكون بمثابة القطيعة الأمريكية مع دول عربية فاعلة وصديقة للشعب السوري".
وعبّر عبد الغني عن إحباطه من التصريحات "الندّية" المتعلقة بالشأن السوري بين موسكو وواشنطن، وقال: "نسمع بين الفينة والأخرى تصريحات أمريكية تحمّل روسيا مسؤولية تدهور الأوضاع في سوريا، والشعب السوري ينظر إليها على أنها تصريحات متأخرة".
وأضاف: "لقد ترك الشعب السوري وحيدا أمام آلة القتل الممنهج".