اندلعت مواجهات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين قوات النظام السوري ومليشيا الدفاع الوطني من جهة، ومجموعة مسلحة شيعية موالية لحزب الله اللبناني من جهة أخرى، بالقرب من أوتوستراد
حمص – طرطوس، عقب اعتقال قوات النظام أحد كبار تجار
المخدرات في المنطقة، وهو موال لحزب الله، وبحوزته كميات كبيرة من المخدرات.
وأكد إعلام النظام السوري الرسمي نبأ اعتقال تاجر المخدرات، فيما أوردت وكالة "سانا" الرسمية أن قوات النظام ضبطت بحوزة التاجر كميات كبيرة من المخدرات، وهي أكثر من عشرة كيلوغرامات من الحشيش، و15 ألف حبة كبتاغون مخدر.
ولم يفصح الإعلام الرسمي أو الموالي للنظام عن اسم تاجر المخدرات المعتقل ولا عن انتمائه السياسي، مكتفيا بتصريحات عامة مشابهة للحوادث السابقة لاعتقال أشخاص أو مجموعات تعمل في تهريب المخدرات والحشيش ضمن مناطق سيطرة قوات النظام.
وتحدثت "شبكة أخبار حمص" الموالية للنظام، الثلاثاء، عن قيام مجموعات مسلحة من بلدة "أم حارتين" التي ينتمي إليها تاجر المخدرات؛ بقطع الطريق الرئيسي الرابط بين حمص وطرطوس بالإطارات المشتعلة، بالإضافة إلى إقامة حاجز على الأوتوستراد، كما احتجز مسلحو البلدة التي تتمركز فيها مليشيات شيعية؛ ثلاثة من عناصر شرطة النظام كانوا متوجهين إلى منازلهم.
وأكدت الشبكة الموالية قيام الطيران الحربي بالتحليق فوق المنطقة على علو منخفض جداً عقب توتر الأجواء وقطع الطريق الدولي، دون أن يقوم بتنفيذ غارات جوية ضد المجموعات الشيعية، بالإضافة إلى تحليق منخفض مماثل فوق بلدة "أم حارتين" التي يتحدر منها تاجر المخدرات، ومعظم سكانها من الشيعية إلى جانب عدد من العائلات العلوية، فيما شهد الأوتوستراد وما حوله اشتباكات متبادلة استغرقت قرابة ساعتين.
إلا أن "شبكة أخبار طرطوس"، الموالية أيضا، أكدت بدورها في وقت لاحق قيام الطيران الحربي بشن غارتين جويتين على المجموعة المسلحة التي قطعت الطريق الرابط بين حمص وطرطوس لأكثر من ثلاث ساعات، تزامناً مع اشتباكات عنيفة بينها وبين قوات النظام ومليشيات الدفاع الوطني، دون أن تتحدث عن حجم الخسائر البشرية خلال المواجهات.
كما نقلت الشبكة الموالية عن مراسلها بالقرب من منطقة المواجهات؛ أن الغارات الجوية التي نفذها سلاح جو النظام وقعت على مسافة مائة متر فقط من مكان المواجهات، مؤكدة انتهاء الاشتباكات بين الجانبين لصالح قوات النظام، وانسحاب المقاتلين
الشيعة إلى داخل البلدة، وإعادة فتح الطريق.
مشهد المواجهات وما نتج عنه، أدى إلى احتقان متبادل بين الطائفتين العلوية والشيعية في المنطقة، فقد عقّب "سليمان علي" من الطائفة العلوية قائلا على فيسبوك: "على هذه المجموعات أن تتوجه إلى كفريا والفوعة إذا اعتبروا الدولة السورية عدوا لهم، فبعض كلابهم ما أن حملوا السلاح حتى صاروا يقطعون الطرقات ويأسرون عناصر الشرطة، يجب أن تداس رؤوسهم من قبل قواتنا المسلحة".
فيما تحدث آخرون بأن بلدة "أم حارتين" تقف إلى جانب قوات النظام السوري منذ الأشهر الأولى، ولن يسمحوا لهذه المجموعات بإشعال حرب طائفية بين البلدة وبقية المناطق العلوية المحيطة بها، فيما طالب آخرون بتحويل عناصر هذه المجموعات إلى الإعدام بسبب تطاولهم على قوات النظام وإطلاق النار عليها.
أما الموالون للمجموعات الشيعية، فكان رد بعضهم بأن قوات النظام تحاكم من تشاء، وتطلق سراح من تشاء، مستشهدين بحادثة مقتل عقيد في اللاذقية على يد أحد المقربين من الأسد، ومن ثم إطلاق سراح القاتل فيما بعد، فيما تبادل الطرفان الشتائم.