أطلق مجموعة من النشطاء السوريين حملة رافضة لما أسموه "
التهجير القسري" الذي يمارسه النظام السوري مدعوما من روسيا، داعين إلى تنسيق احتجاجات في عواصم دول العالم.
وقالت الحملة إنها تتحدث باسم سكان وأهالي المناطق المحاصرة في
سوريا (دير الزور وحلب وريف حمص الشمالي والوعر ومعضمية الشام والزبداني ومضايا وقدسيا والهامة ووادي بردى والغوطة الشرقية)، مؤكدين أن النظام السوري يقوم بحملة تهجير، عبر "إنهاكهم بالجوع والخوف والمرض والاعتقال، وملاحقتهم بكل أساليب القتل من قصف تستخدم فيه الأسلحة المحرمة"، لجعلهم أمام أحد خيارين: الموت، أو الخروج من ديارهم، على حد تعبيرهم.
ورأى الناشطون أن هذا يأتي ضمن سعي النظام لتقسيم سوريا، و"تحويلها إلى كانتونات طائفية ومذهبية وحماية المناطق التي يريد ضمها إلى دولته بمستوطنين جدد يتم جلبهم من طائفة معينة"، في إشارة إلى الشيعة، "ويستوردها من إيران ومن العراق وأفغانستان لحماية حدود دويلته"، بحسب تعبيرهم.
أما الجانب الآخر، بحسب الحملة، فهو جمع المعارضة في منطقة واحدة تكون "منطقة عقاب وتصفية وإبادة جماعية"، مشيرة إلى أن النظام قد يستلهم من حليفه الروسي خطته في غروزني "تتم إبادتها بمعونة روسيا وإيران ومليشياتها الطائفية بذريعة محاربة الإرهاب"، في ما أسموه "مصيدة الذباب".
وأشارت حملة "لا للتهجير القسري في سوريا" إلى نجاح النظام بخلق ظروف مأساوية فجائعية اضطرت أكثر من عشرة ملايين سوري للنزوح من سكنهم للهرب من القصف والإبادة، استعان بها النظام "بمن استقدمه لقتل شعبه، فأوقع سوريا تحت احتلالين عسكريين من إيران وروسيا، وملأها بالشبيحة والمليشيات الطائفية".
وأشارت الحملة إلى ما جرى في داريا والمعضمية ومضايا والزبداني، وما أسمته "مأساة حي الوعر"، مشيرة إلى أن هذا يجري ويتكرر ضمن خطة التهجير القسري بعد خطة إجبار الشعب على النزوح، في دير الزور والغوطة وقدسيا والهامة ووادي بردى.
وتابعت: "لا نستبعد أن تمتد خطة التهجير والتغيير الديموغرافي إلى حلب التي كانت تضم ستة ملايين مواطن، ولم يبق فيها إلا أقل من ثلاثمائة ألف يسعى النظام إلى إطباق الحصار عليهم كي يجبرهم على الهجرة أيضا، فلا يبقى في سوريا التي سماها المفيدة، غير أنصاره وأشياعه".
"أدنى مقومات الحياة"
وأضافت الحملة أن المحاصرين بحاجة إلى أدنى مقومات الحياة في مناطق الحصار.
وأشارت الحملة إلى الظروف السيئة التي تشهدها المناطق المحاصرة، من "انتشار الأوبئة بسبب فقدان الدواء، وتعرض الجميع لأمراض بسبب الجوع وسوء التغذية وفقدان الأدوية ودمار العيادات والمشافي والتلوث البيئي جراء القصف بأسلحة كيمائية، ومن أشهرها الكلور، ومن أخطر ما تعانيه مناطق الحصار توقف التعليم، ما سيجعل جيلا قادما حرم من التعلم أميا في القرن الحادي والعشرين"، بحسب الحملة.
ودعا الناشطون السوريون في الخارج بشكل خاص، إلى "القيام بتظاهرات واعتصامات ووضع خطط إعلامية للتواصل مع شعوب العالم، وفضح ممارسات النظام والضغط على المنظمات الدولية وتجمعات المجتمعات المدنية، لدفع الحكومات إلى العمل على إيقاف هذه الجرائم".