نشر موقع "مديكل دايلي" الأمريكي تقريرا، تحدث فيه عن
المضادات الحيوية التي عادة ما يلجأ إليها المرضى؛ لمساعدتهم على مقاومة
الأمراض، والتخلص من الجراثيم البكتيرية، مسلطا الضوء على الحالات
المرضية التي يستوجب فيها تناول هذا النوع من الأدوية، والحالات الأخرى التي يجب فيها تجنبها.
وعدّد الموقع في تقريره، الذي ترجمته "عربي21"، الحالات المرضية التي لا تتطلب تناول المضادات الحيوية، وأولها الأمراض المتعلقة بالجيوب الأنفية والتهابات الحنجرة.
وأوضح أنه وفقا لما جاءت به تقارير مراكز السيطرة على الأمراض، فإن استخدام المضادات الحيوية لعلاج هذه الأنواع من الأمراض الأكثر شيوعا، التي عادة ما تكون لها أعراض متنوعة وواضحة، لا تكون بالفاعلية التي يعتقدها المرضى أو تعطي النتائج المنتظرة.
وأفادت هذه المراكز بأن المضادات الحيوية غالبا ما تكون اختيارا سيئا لعلاج
التهابات الأنف والحلق؛ ذلك لأن غالبيتها تتكون عن طريق الفيروسات التي لا تقدر التركيبة الكيميائية للمضادات الحيوية التعامل معها ومقاومتها، بالإضافة إلى أن مثل هذه الأنواع من الأمراض عادة ما تتلاشى من تلقاء نفسها في غضون أسبوع.
وأشار الموقع إلى أن استعمال المضادات الحيوية لعلاج التهابات الأنف ونزلات البرد والأنفلونزا لن يساعد على مقاومة المرض؛ كونها لا تتجاوب وتركيبة الفيروسات، ولكن يمكنها مثلا مساعدة
المريض على تجنب تعكر الحالة المرضية، ومع ذلك تبقى لها آثار جانبية على الجسم.
ولفت إلى دراسة حديثة توصلت إلى أن حوالي 30 بالمئة من مجمل المضادات الحيوية التي يتم وصفها وتناولها عن طريق الفم على مدار السنة لم تكن ضرورية، كما كشفت أن حوالي 50 بالمئة من المضادات التي تستعمل لأجل علاج التهابات الجهاز التنفسي الحادة، كالبرد والأنفلونزا، كانت توصف بلا سبب طبي.
وقال إن المريض الذي يعاني من هذه الأنواع قد لا يحتاج من الأمراض إلى المضادات الحيوية؛ لأن أغلب هذه الأمراض يزول من تلقاء نفسه، بغض النظر عن ما تسبب به، "ونضيف لهذه الأمراض التهابات الأذن"، وهذا ما وضحته نتائج الدراسة التي ذكرها التقرير.
وتطرق الموقع إلى الحديث عن الحالات القليلة التي يتوجب فيها اللجوء إلى المضادات الحيوية، مشيرا إلى أن هذا النوع من الأدوية "لا يصنف فعالا إلا في حالة مرضية استثنائية واحدة، وهي التهابات المجاري البولية؛ لأنها غالبا ما تكون نتيجة تكون البكتيريا".
وفي هذا الصدد، ذكر الموقع أن الأطباء يعتمدون في حال شكهم بوجود عدوى في الجهاز التنفسي على التحاليل التي تمكنهم من التعرف على الجراثيم المتسببة بهذا المرض، أو اللجوء إلى البحث الذي يساعدهم في عملية التشخيص، ولكن ذلك يستغرق بعض الوقت، وقد يشفى المريض قبل ظهور نتائج التحاليل والبحث.
وأضاف أن الأطباء يصفون المضادات الحيوية للمرضى؛ كي يخففوا الضغط على أنفسهم، ويتجنبوا القلق الذي يعاني منه المريض، فيعدّونه حلا من الحلول الفورية؛ لذلك قد يكون من الأجدر على المريض سؤال الطبيب عن الحلول الناجعة التي يمكن أن تجنبه الأمراض والأعراض المترتبة عليها، كمسكنات الألم، بدلا من طلب مضادات حيوية.
وفي الختام، ذكر الموقع أن تناول المضادات الحيوية يجب أن يتم طبقا للتعليمات التي يصفها الطبيب، حتى عندما يشعر المريض أنه لم يعد في حاجة إليها.