نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن استعداد دول الغرب لخوض المعركة في
العراق، والدعم الذي تقدمه
فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لكل من الحكومة العراقية، وقوات البشمركة الكردية في حربهم ضد
تنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة إن دعم فرنسا للقوات الكردية قبل معركة
الموصل، المخطط له في الأفق منذ نهاية السنة الماضية؛ كان من أهم محاور المقابلة التي دارت بين هولاند والبارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، في قصر الإليزيه يوم الخميس.
وفي خضم التحالف ضد تنظيم الدولة، يواصل الجنود الفرنسيون دعمهم لقوات البشمركة الكردية والقوات العراقية، كما تساهم الأنشطة التدريبية، المستمرة في بغداد، في فسح المجال أمام قيادة عمليات من أجل استعادة الأراضي الشمالية الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة.
وأضافت الصحيفة أنه عشية هجوم نيس، وعد هولاند بتكثيف الجهود الفرنسية ضد تنظيم الدولة. وبعد أسبوع، أرسل رئيس الدولة مدفعيات لصالح قوى الأمن الداخلي العراقية، بهدف استعادة الأراضي الواقعة في شمال العراق، والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة منذ آب/ أغسطس 2014.
وبالإضافة إلى ذلك، تم نشر قطع مدفعية انطلاقا من القاعدة الفرنسية في دولة الإمارات العربية المتحدة. أما القوات الأمريكية، فقد أرسلت منذ أشهر، أسلحة مدفعية بما في ذلك "الهاوتزر أم 777".
وأوردت الصحيفة أنه إذا كانت طبيعة التدخل الفرنسي لا تزال رسميا دون تغيير، فإنه قد سجل في الفترة الأخيرة تواجد لمئات الجنود في بغداد ونحو مائتين من أفراد القوات الخاصة في أربيل، التي تلعب دورا هاما في دعم البشمركة التي تواجه تهديدات عديدة.
كما قالت الصحيفة إن حاملة الطائرات "شارل ديغول"، ومجموعة قتالية لها، بما في ذلك السفن الألمانية، ستكون جاهزة في أيلول/ سبتمبر لنشرها في شرق البحر المتوسط.
وبينت الصحيفة أن 80 بالمائة من التفجيرات التي قادتها فرنسا في عملية الشمال، تم تركيزها في منطقة الموصل. وبالإضافة إلى الدعم الجوي، فإن استعمال المدفعيات سيساعد على إحباط العمليات التي يقودها تنظيم الدولة من أجل إحباط عمليات التقدم نحو الموصل.
وأضافت الصحيفة أن استعادة اثنين من المناطق الرئيسية في الجنوب؛ الأولى منطقة بيجي بقيادة قوات الأمن الداخلي العراقية في 15 تموز/ يوليو، والثانية منطقة القيارة في 25 آب/ أغسطس، تمثل نقطة تحول نوعية في عملية استعادة الأراضي الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن القيارة تقع على الضفة اليمنى لنهر دجلة، وهي المدينة الأخيرة الواقعة تحت قبضة تنظيم الدولة، قبل الوصول إلى الموصل. كما أن هذه المنطقة يمكن أن تكون بمثابة منصة لوجستية واستراتيجية للمعركة النهائية، من أجل استعادة الموصل، العملية التي يستعجل الأمريكيون والفرنسيون على تنفيذها.
وأشارت الصحيفة إلى أن استعادة الموصل، المدينة التي تأوي حوالي مليوني نسمة، يمكن من تجاوز عدد من التحديات السياسية والعسكرية. وستعتمد هذه العملية خاصة على التنسيق بين مختلف القوى المحلية، من سنة وأكراد وقوات الأمن الداخلي.
كما بينت الصحيفة أن هناك قلقا داخل الائتلاف حول "اليوم التالي"، وماذا سيكون مصير السلطة والسكان السنة في الموصل. ومن هنا يمكن القول إن الملاءمة بين البرامج العسكرية والبرامج السياسية هي من أهم التحديات.