قال مركز الدراسات الدبلوماسية
الإيرانية إن إعطاء الروس قاعدة جوية على الأراضي الإيرانية ينذر بوقوع أزمة كبيرة بالمنطقة، مشيرا إلى أن الأزمة السورية ستصبح هامشية "أمام حجم وأهمية التطورات والأحداث التي ستشهدها المنطقة لاحقا".
وأضاف المركز، الذي يعد من أهم مراكز الدراسات السياسية بإيران، قائلا: "كسرت إيران أكبر تابو من خلال تسليم الروس
قاعدة همدان الجوية، التي تعتبر ثالث أكبر قاعدة جوية تابعة للقوات الجوية بالجيش الإيراني".
إقرأ أيضا: روسيا توقف استخدام قاعدة همدان بعد انتقادات من "دهقان"
واعتبر المركز الإيراني أن "استخدام الروس قاعدة عسكرية بإيران سوف يكون له تأثير بالغ الأهمية على العلاقات بين إيران وروسيا والنظام الدولي والعلاقات الإقليمية بالمنطقة مما يجعل الأزمة السورية تبدو هامشية أمام هذه الأحداث التي ستجري في المنطقة".
وتابع المركز أن أهمية إعطاء الروس قاعدة جوية عسكرية بإيران ستصبح أكثر وضوحا مما هي عليه الآن مع مرور الوقت، واعتبر ذلك تحولا كبيرا أشمل وأوسع من الأزمة السورية.
وقال إن ذلك غيّر المسار التاريخي لإيران في المنطقة، مضيفا أنه يمكن الحديث الآن عن "إيران ما قبل استخدام الروس لقاعدة همدان وإيران ما بعد إقلاع الطيران الروسي"، على غرار "إيران ما قبل الثورة وما بعدها".
وأوضح المركز أن "الحسابات الروسية في الأزمة السورية تعتبر حسابات دولية، إذ إن
سوريا تمثل جزءا هاما من الإستراتجية الروسية في الصراع الدولي وأن المخاوف والقلق الروسي يختلف تماما عن مخاوفنا في طهران".
ورأى المركز أن الأمور أكثر تعقيدا من أن يختزل موضوع استخدام الروس قاعدة جوية بهمدان في الأزمة السورية، معتبرا أن وجود الطائرات الروسية على الأراضي الإيرانية ضمان لتطبيق الاتفاق النووي وتوازن لهذا الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
واستطرد المركز بأنه يمكن لإيران تغيير شعار "لا شرقية ولا غربية.. جمهورية إسلامية"، الذي كان يشكل مبدأ وأيديولوجية الثورة الإيرانية، إلى شعار "أن نكون مع الشرق ومع الغرب وفقا لمقتضيات المرحلة والمصالح الإيرانية، ولكن ينبغي لنا أن ننتبه جدا عندما ندخل حلبة الصراع الإقليمي والدولي مع اللاعبين الكبار، لأن سوء التقدير في حساباتنا سوف يعود علينا بنتائج كارثية".
وتابع المركز: "في الوقت الذي كان يتخوف فيه الروس من فقدان قاعدة طرطوس على البحر المتوسط، فإن حصولهم على قاعدة همدان الجوية يعني وصولهم إلى مياه الخليج العربي حيث يشكل هذا التطور إنجازا عظيما لموسكو في المنطقة".
وأوضح المركز الإيراني أن أهمية قاعدة أنجرليك التركية ستزداد في الحسابات الأمريكية، بعد استخدام الروس لقاعدة همدان الإيرانية، ودعا إلى مراقبة ورصد الأوضاع والتطورات في المنطقة بدقة، "خصوصا الأزمة بين واشنطن وأنقرة، وينبغي أن ننتبه جيدا لتعقيدات اللعبة التي تحدث في المنطقة بعد حصول الروس على القاعدة الإيرانية".