شنت وحدات حماية الشعب الكردية هجوما ضخما اليوم الاثنين، لانتزاع آخر مناطق تسيطر عليها قوات
النظام السوري في مدينة
الحسكة بشمال شرق
سوريا، بعد توجيه نداء إلى الفصائل المؤيدة للحكومة للاستسلام، وذلك حسبما ذكرت القوات الكردية وسكان، في حين قالت مصادر إن
الأكراد سيطروا على طريق "الكاستيلو" شمال حلب.
وقالوا إن القوات الكردية بدأت الهجوم بعد منتصف الليل للسيطرة على منطقة نشوى الواقعة في شمال شرق المدينة، والقريبة من موقع مجمع أمني قرب مكتب الحاكم القريب من قلب المدينة.
وكانت وحدات حماية الشعب، قد سيطرت في وقت سابق على غويران، وهو الحي العربي الوحيد الذي ما زال في يد الحكومة.
وفي سياق متصل، سيطرت وحدات حماية الشعب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية ظهر الاثنين على طريق الكاستيلو في ريف حلب الشمالي، وجاءت سيطرة الوحدات عقب استهداف مقاتليها مواقع قوات النظام في الطريق.
وأفادت مصادر خاصة أن قوات سوريا الديمقراطية قصفت بالأسلحة الثقيلة مواقع قوات النظام في طريق الكاستيلو بريف حلب الشمالي، دون معرفة الخسائر البشرية في صفوف النظام وميليشياته.
وبسيطرة وحدات حماية الشعب على طريق الكاستيلو تكون الوحدات قد فرضت حصاراً مشتركاً على الأحياء الغربية لمدينة حلب، مناصفةً مع المعارضة السورية، إذ تسيطر المعارضة على منافذ النظام في جنوب حلب في المقابل تسيطر الوحدات على الطرق الشمالية للمدينة.
ويمثل القتال الذي اندلع الأسبوع الماضي في الحسكة المقسمة إلى مناطق خاضعة للأكراد وأخرى تابعة للنظام السوري، أعنف مواجهة بين وحدات حماية الشعب الكردية وبين دمشق منذ اندلاع الحرب قبل خمسة أعوام.
وأرسل الجيش السوري طائرات حربية ضد هذه الجماعة الكردية الرئيسة المسلحة، لأول مرة خلال الحرب الأسبوع الماضي، ما دفع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى إرسال طائرات لحماية قوات العمليات الخاصة البرية الأمريكية.
وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية، ركيزة الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة في سوريا، وهي تسيطر على مساحات من شمال البلاد شكلت فيها الجماعات الكردية إدارتها الخاصة منذ بدء الحرب السورية عام 2011.
واتهمت وسائل الإعلام الرسمية السورية، قوة أمنية مرتبطة بوحدات حماية الشعب الكردية تُعرف باسم "الأسايش"، بخرق وقف لإطلاق النار. وقالت إن أفرادها أحرقوا مباني حكومية في الحكسة.
ونفت وحدات حماية الشعب الكردية دخولها في هدنة. ووزعت منشورات ووجهت نداءات عبر مكبرات للصوت في شتى أنحاء المدينة، طلبت فيها من أفراد الجيش والفصائل المؤيدة للحكومة تسليم أسلحتهم أو مواجهة الموت.
وقالت مصادر كردية إن وحدات حماية الشعب تعتزم، على ما يبدو، ترك وجود رمزي للحكومة السورية داخل منطقة أمنية في قلب المدينة، حيث توجد عدة مبان حكومية رئيسة.