حلب - اللاذقية - عربي21 وأحمد حاج بكري17-Jul-1603:40 PM
شارك
دبابة للثوار تستعد لقصف مواقع النظام على محور كنسبا بجبل الأكراد - عربي21
سيطرت قوات النظام السوري والمليشيات الأجنبية المساندة لها، صباح الأحد، على طريق الكاسيلو شمالي حلب، بعد قصف جوي ومدفعي كثيف استهدف المنطقة، ما يعني حصار المدينة بشكل كامل، قبل أن تتمكن فصائل المعارضة من استعادة النقاط التي سيطر عليها النظام.
وكانت وكالة "سمارت" للأنباء قالت إن طائرات حربية روسية شنّت عشرات الغارات على مزارع الملاح تزامناً مع قصف مدفعي لقوات النظام على المنطقة، أسفر عن تراجع مقاتلي فصائل "غرفة عمليات فتح حلب" و"جبهة النصرة"، ليعقبه تقدم لمجموعات من عناصر قوات النظام في منطقة "المزارع"، والسيطرة بعدها على طريق الكاستيلو من الجهة الشمالية، حيث أقامت حاجزاً على الطريق، بعد أن كانت متمكنة من رصده نارياً فقط.
وأضافت الوكالة أن مجموعة أخرى من قوات النظام تقدمت على محور منطقة "الليرمون" شمالي حلب، ووصلت إلى طريق الكاستيلو من جهة "دوار الليرمون" الواقع في نهاية الطريق من الجهة الجنوبية الغربية، والتي تربطه ببلدة كفر حمرة بريف حلب الشمالي.
إلا أن فصائل المعارضة تمكنت من استعادة النقاط التي سيطرت عليها قوات النظام السوري ومليشياته، بحسب ما أكد ناشطون وقياديون عسكريون.
وأكد الرائد ياسر عبد الرحيم، قائد "غرفة عمليات فتح حلب"، التي تخوض معارك الكاستيلو، إن الفصائل تمكنت من استعادة السيطرة على النقاط التي خسرتها صباح الأحد.
وقال عبد الرحيم في تغريدة: "طريق الكاستيلو صامد بإذن الله".
انسحاب كلاب الاسد من النقاط التي سيطرو عليها صباحا
تحت ضربات المجاهدين الابطال تاركين خلفهم جثث مرتزقتهم
طريق الكاستلو صامد باذن الله
— الرائد ياسر (@major_yasser) July 17, 2016
وتخوض فصائل المعارضة منذ عشرة أيام معارك شرسة مع قوات النظام السوري ومليشياته التي تحاول السيطرة على منطقة الملاح وحندرات، مدخل حلب عن طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد لفصائل المعارضة، لتتمكن من حصار المدينة، وتهديد 400 ألف مدني هناك.
وفي سياق متصل، استعاد الثوار، فجر الأحد، عدة نقاط مهمة، كانت قوات الأسد سيطرت عليها السبت، في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية شمال غرب سوريا.
فبعد ثلاث محاولات فاشلة من قبل قوات النظام لاستعادة السيطرة على ناحية كنسبا والمناطق المحيطة بها في جبل الأكراد بريف اللاذقية، الأسبوع المنصرم، تمكنت عناصر النظام عصر السبت من السيطرة على البلدة خلال عملية عسكرية ضخمة بدأتها منذ الفجر، لكن سرعان ما شنت كتائب الثوار هجوم معاكس ليلا استعادة به السيطرة على جميع النقاط التي خسرتها قبل ساعات.
وفي حديث لـ"عربي21" مع أبي أحمد، وهو قائد عسكري بجبل الأكراد، أكد أن لناحية كنسبا أهمية كبيرة للطرفين، كونها تشرف على أغلب قرى جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.
فبعدما سيطر عليها الثوار هذا الشهر، ضمن معركة "اليرموك،"اصبحت العديد من مواقع قوات النظام في قرى مجدل كيخيا وبلة والعيدو وطعوما وبروما؛، إلى جانب أغلب طرق هذه القرى، مكشوفة امام صواريخ الثوار ودباباتهم.
ورغم الخسائر الكبيرة التي كانت تلحق بصفوف عناصر النظام والمليشيات المساندة له في كل محاولة للتقدم في البلدة، إلا أن "هدف النظام كان التقدم لو قتل من جنوده المئات.. هذا الامر لا يهمه"، وفق أبي أحمد.
وأشار إلى أن الثوار انسحبوا السبت من كل من ناحية كنسبا وقرية وقلعة شلف وقرية عين القنطرة، ومناطق أخرى، الى الخطوط الخلفية، بسبب القصف العنيف الذي استهدف هذه النقاط من الطيران الحربي الروسي الذي نفذ يوم السبت أكثر من 25 غارة جوية، بالإضافة إلى القصف المدفعي والصاروخي الذي لم يتوقف منذ فجر السبت، ما دفع الثوار إلى التراجع للحفاظ على أروحهم.
ومع ساعات الليل، عاد الثوار لشن هجوم معاكس على المواقع التي خسروها. وبعد معارك استمرت لعدة ساعات تمكن الثوار من بسط سيطرتهم على جميع المناطق التي خسروها، وتمكنوا من اغتنام مجموعات من الرشاشات المتوسطة والأسلحة والذخير، بالإضافة إلى قتل أكثر من 30 عنصر للنظام خلال الموجهات.
من جهته، قال الناشط الإعلامي كرم محمد، الموجود بالمنطقة، في حديث لـ"عربي21" إنه بعد خسارة نظام بشار الأسد لناحية كنسبا والجبال المحيطة بها، سعى النظام لمنع أي تقدم جديد للثوار باتجاه مصيف سلمى، بعد ذلك عمل على إعادة النقاط التي حررها الثوار كونها مناطق هامة بالنسبة، له فهي تشرف على طريق حلب اللاذقية الدولي القديم والجديد، وكانت تُمكن النظام من قصف قرى ريف إدلب الغربي من قلعة شلف مستفيدا من ارتفاعها وإشرفها على عدد كبير من القرى المحررة.
وقد دفع النظام إلى جلب تعزيزات كبيرة من مليشيات الدفاع الوطني للسيطرة على الوضع. ورغم كل تلك المحاولات وخسارة النظام لعشرات الجنود، إلا أن الثوار تمكنوا من استعادة كنسبا بعد أقل من خمس ساعات على خسارتها.
وقال إن الثوار عملوا على استنزاف قوات النظام، بنصب عدد من الكمائن لعناصر الأسد في محيط كنسبا، مع التخفي في الجبال لحماية أنفسهم من القصف، قبل ترك الوقت لقوات النظام لتحصين المناطق التي سيطرت عليها.
وأكد كرم أن النظام يسعى للتقدم باتجاه ريف إدلب الغربي من بوابة جبل الأكراد. فرغم المحاولات العديدة التي قام بها للسيطرة على قرية كبانة والجبال المحيطة بها والمشرفة على مدينة جسر الشغور، علما بأنه ناحية كنسبا تبعد عن مدينة جسر الشغور في ريف إدلب بنحو 15 كيلومترا فقط.
يذكر أن الثوار أطلقوا معركة اليرموك أواخر الشهر الماضي، بهدف استعادة المناطق التي خسروها بعد التدخل الروسي بجبلي الأكراد والتركمان خلال الأشهر الأخيرة.