شددت الفصائل الفلسطينية على رفضها لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت الجمعة في
تركيا، والتي قادها مجموعة من الضباط في الجيش التركي، مؤكدين في أحاديث متفرقة لـ"
عربي21" دعمهم للنظام الديمقراطي الحاكم بتركيا.
المبادرة الوطنية
وقال الأمين العام لحركة
المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، إنه "ضد أي تدخل عسكري في النظام الديمقراطي لأي دولة"، مؤكدا أن محاولة الانقلاب "تتعارض مع قيمنا في حق الشعب في اختيار من يحكمه أو يمثله".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "أي التفاف على إرادة الشعب أمر مرفوض"، مشيدا بـ"النموذج الحضاري الهائل الذي قدمه الشعب التركي، عندما تصدى أفراده بصدورهم العارية لمحاولة الانقلاب".
وأكد الرغوثي أن "الشعب التركي أجبر قادة الانقلاب على التراجع، وهذا يظهر قوة الشعب، فعندما يخرج الشعب إلى الشارع بإرادة موحدة؛ لا شيء يستطيع أن يقهره"، مثنيا على موقف المعارضة التركية التي اتخذت مع الحكومة موقفا موحدا ضد الانقلابيين.
وحول خطورة المحاولات الانقلابية على استقرار الدول؛ قال إن "هذه المحاولات خطيرة ومؤثرة على مستقبل المنطقة كلها؛ لأن الجيوش أذا أصبحت هي التي تقرر مصير الشعوب، مع وجود نظام ديمقراطي؛ فإن النتيجة ستكون ضياعا كاملا".
وقال البرغوثي إنه ليس لديه "أي شك في أن إسرائيل ربما كانت تريد لهذا الانقلاب أن ينجح، بالإضافة إلى قوى إقليمية أخرى متصارعة".
حركة حماس
من جهتها؛ استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ما وصفته بـ"المحاولة الآثمة للانقضاض على الخيار الديمقراطي للشعب التركي"، مشيدة بـ"مواقف تركيا وقيادتها الحكيمة في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والعمل على رفع الحصار عن قطاع
غزة".
وقالت الحركة في بيان لها وصل "
عربي21" نسخة منه: "نتقدم بالتهنئة للشعب التركي العظيم، وقيادته المنتخبة، وعلى رأسها الرئيس أردوغان، وأحزابه الأصيلة، وقوات الأمن وجيشه المخلص، على انتصارهم العزيز في الحفاظ على الديموقراطية والحرية والاستقرار".
حركة فتح
من جانبها؛ دانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، على لسان عضو لجنتها المركزية، القيادي جمال محيسن "محاولة الانقلاب العسكري على النظام الديمقراطي الحاكم في تركيا".
وقال محيسن لـ"
عربي21": "نحن كحركة ديمقراطية ندين أي عمل غير ديمقراطي، أو أي انقلاب عسكري على أي بلد في العالم، وخصوصا في تركيا الصديقة للشعب الفلسطيني".
وأضاف القيادي في "فتح" أنه "آن الأوان لأن يكون في العالم العربي والإسلامي أنظمة ديمقراطية، وأن لا تكون هناك انقلابات عسكرية مثل تلك المحاولة التي وقعت في تركيا".
حزب الشعب
من جهته؛ قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، غسان الخطيب، إن "ما جرى هو أمر سلبي، ومنهج الانقلابات العسكرية خطير تجاه الدول".
وأضاف لـ"
عربي21" أنه "من الممكن أن يحمل أي انقلاب في طياته خطرا على الدول المجاورة، لأن الأنظمة التي تبنى على انقلاب عسكري؛ يغلب عليها الطابع العدواني"، مؤكدا أن "التنافس بالطرق الديمقراطية هو الصحيح في تركيا وأي بلد في العالم".
وأعرب عن أمنيته أن تبدأ الدول العربية "تدريجيا في التوجه للنظام الديمقراطي"، لافتا إلى أن "السبب الكبير في المآسي التي تعيشها الأمة العربية؛ أننا لم ننجح في تطوير أنظمة حكم ديمقراطية، تمكن أصحاب الآراء المختلفة من التصارع بشكل سلمي".
وأرجع الخطيب استجابة الشعب التركي لدعوة أردوغان بالنزول إلى الشوارع؛ إلى سببين؛ الأول أن "الشعب التركي عانى من الحكم العسكري والعرفي في مراحل مختلفة من تاريخه، وهو لا يريد أن يعود لهذه المراحل".
وأضاف أن "السبب الثاني هو أن النظام الديمقراطي التركي الحالي؛ ارتبط في ذهن الأتراك بالإنجازات الاقتصادية الكبيرة التي حصلت في السنوات الأخيرة، ومن هنا كانت استجابة الشعب لنداء أردوغان للحفاظ على هذه الإنجازات".