نشرت صحيفة "ديلي صباح" التركية مقالا للكاتبة هلال كابلان، تساءلت فيه عن إمكانية تطبيع
تركيا علاقتها مع نظام بشار
الأسد.
وجاء مقال كابلان، الذي ترجمته "
عربي21"، تعليقا على تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي
يلدريم، الذي تحدث لمجموعة برلمانية في حزب العدالة والتنمية الحاكم، قائلا: "أنا متأكد من عودة العلاقات الطبيعية مع
سوريا"، وهي تصريحات أحدثت جدلا واسعا.
وتقول الكاتبة إنه "بعد أن وافقت إسرائيل على شروط أنقرة، عقدت تركيا سلاما معها، وهي التي قامت بمهاجمة أسطول الحرية، الذي كان في طريقه إلى غزة، وقتلت 10 ممن كانوا يشاركون فيه".
وتضيف كابلان: "في اليوم ذاته، أرسل الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان رسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر فيها عن (أسفه) لإسقاط الطيران التركي مقاتلة روسية، ودعا إلى عودة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي، ومن هنا، فإن السؤال هو: هل حان الوقت كي تتصالح تركيا مع سوريا؟".
وتجيب الكاتبة بالقول إن "مصادر في الخارجية التركية قابلتها، قالت إن تقاربا كهذا لن يحدث، وأكدت مصادر رئاسية أيضا أنه لولا السياسات الاستبدادية لنظام بشار الأسد، وذبحه لشعبه، لما ظهرت الجماعات المتشددة، مثل تنظيم الدولة، وقالت إنه بناء على ذلك، فإن الأسد لا يعد مخاطبا شرعيا بالنسبة لتركيا".
وتورد الصحيفة نقلا عن يلدريم، قوله في مقابلة مع برنامج "هارد تولك"، الذي بثته محطة "بي بي سي": "طالما بقي الأسد في السلطة، فإنه لن يتم حل المشكلة، حيث كان موقف نظام الأسد هو المسؤول عن خلق تنظيم الدولة، وهدفنا هو بناء علاقات جيدة مع جيراننا، بمن فيهم سوريا والعراق، وقد طبعنا علاقاتنا مع روسيا وإسرائيل، وأنا متأكد من تطبيع العلاقة مع سوريا أيضا، ويجب تحقيق الاستقرار في العراق، والنجاح في محاربة الإرهاب، لكن هناك الأسد من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى، ولا نفضل أيا منهما، ويجب أن يذهبا".
وتعلق كابلان قائلة: "كما ترون، فإنه لا يوجد تغير في الموقف التركي من الأسد، وفي حال وجدت صيغة تم تطبيقها دون الأسد، فإنه من المأمول أن تعيد تركيا علاقتها مع سوريا؛ باعتبارها الدولة التي أظهرت تعاطفا وصداقة تجاه الشعب السوري، وفتحت أبوابها لـ 3 ملايين لاجئ سوري".
وتشير الصحيفة إلى أنه بحسب مسؤول تركي بارز، فإن وزير الدفاع السوري السابق الجنرال علي حبيب، زار -متوجها من باريس- العاصمة أنقرة، وقضى يومين فيها، حيث اجتمع مع المسؤولين الأتراك، وناقش الطرفان إنشاء "عملية انتقالية" لمرحلة ما بعد الأسد.
وتخلص الكاتبة إلى القول: "لدي انطباع بأن التغير الوحيد في السياسة التركية من سوريا، هو القيام بجهود حثيثة لتحقيق الاستقرار في الدولة الجارة وحدودها الطويلة، من خلال نبرة هادئة، ودبلوماسية ناشطة، بدلا من الخطابات النارية".