بكى رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، وبدا عليه التأثر، الأربعاء، لدى تأمينه على دعاء خطيب صلاة عيد الفطر، أسامة الأزهري، بمسجد محمد كريم بمقر قيادة القوات البحرية برأس التين بمحافظة الإسكندرية، على مقربة من الوحدة العسكرية الخاصة بالقوات نفسها التي احتجز فيها الرئيس محمد مرسي بمنطقة "أبي قير"، عقب انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013.
وسالت الدموع على وجه السيسي، وخطيبه يدعو قائلا: "اللهم إنا نستودعك
مصر وشعبها وجيشها ورجالها ونساءها وكبارها وصغارها وبرها وفاجرها.. اللهم جمِّل أخلاقهم، ووسع أرزاقهم، وأنزل عليهم سكينتك، واجمع ما تفرق من شمل أهلهم، واحفظهم بحفظك، وعجل يا مولانا بالفرج على كل مكروب ومبتلى في سائر أنحاء الدنيا".
واستحدث السيسي قراءة القرآن من قبل أحد المقرئين، لدى وصوله إلى المسجد، على الرغم من أن السنة النبوية هي الإتيان بتكبيرات
العيد، فضلا عن أن تكون الصلاة نفسها في الساحات الواسعة خارج المساجد، وليس الصلاة داخل المسجد، كما فعل السيسي، ورموز حكمه.
وتخلف شيخ الأزهر عن أداء الصلاة مع السيسي، في حين حضر وزير الدفاع صدقي صبحي عن يسار السيسي.
وتحدث الخطيب عن مكانة الحسن والجمال في كل شيء بالإسلام، وحتى في اختيار المرء ملبسه ومطعمه.
ولوحظت الإجراءات الأمنية المشددة التي أحاطت بالسيسي داخل المسجد، والفوضى التي دبت فيه لدى مغادرته إياه، وسط العدد الكبير من أفراد الحراسة والتأمين حوله.
وفي خطبته، قال الشيخ أسامة الأزهري إن "أرض مصر الطاهرة في عيد الفطر المبارك ستشهد أملا جديدا، وفجرا عظيما، وميلادا جديدا لعلوم الوحي الغائبة المهجورة".
وأضاف: "بإذن الله تعالى سينحسر الإرهاب، ويزول، وسيفككك فكره أمام أنوار الوحي التي تسري إلى البشرية كلها على يد المخلصين من أبناء الوطن"، بحسب قوله.
وتوجه الأزهري في ختام خطبته "لفخامة الرئيس بالتهنئة بعيد الفطر، وللشعب المصري ومؤسساته العريقة، وبالتهنئة والأمان لأرض السعودية وشعوب المسلمين".
وفي المقابل، أكد مصلون أن الصلاة في عهد السيسي ليس فيها أمان، وإنما يعتقل الناس، ويعذبون، ويختطفون، في أثناء صلاة العيد، و"مفيش أمان زي قبل كده".
وقال أحدهم: "الواحد حزين لصلاة العيد هذا العام.. الناس خائفون.. فين الأمان.. الناس خايفة تقعد تصلي.. إنها حرب على الإسلام والدين.. الناس في معية الحاكم.. أما من يقول كلمة الحق فيسجن ويقتل ويعتقل".
وتحدثت سيدة عن السيسي، وإقامة صلاة العيد من قبل المعارضين برغم القبضة الأمنية و"رمي رجالنا وإخواننا في السجون"، مؤكدة: "إحنا مكملين"، على حد قولها.
وكان الرئيس محمد مرسي أبلغ عن مكان احتجازه بعد الانقلاب العسكري في 3 يوليو/ تموز 2013، في جلسة محاكمته بمحكمة جنايات القاهرة في ما يعرف بقضية التخابر مع جهات أجنبية.
وقال مرسي إنه خرج عصر يوم الجمعة 5 تموز/ يوليو 2013 من مقر الحرس الجمهوري، وهو المكان الذي احتجز فيه عقب الانقلاب، مضيفا أنه ركب الطائرة وتوجهت به شرقا إلى منطقة قناة السويس في جبل عتاقة (شمال شرق البلاد)، ثم اتجهت إلى مطار قايد شرق القاهرة، ومكث هناك نصف ساعة، ثم نقلته إلى مدينة الإسكندرية.
وأشار إلى أنه عرف الموقع الذي احتجز فيه بالإسكندرية، وهو وحدات للقوات الخاصة للضفادع البشرية (في القاعدة البحرية بمنطقة أبو قير).
ويقضي الرئيس محمد مرسي عيد الفطر هذا العام خلف القبضان، وتنتظره 85 سنة سجن وحبل المشنقة، بعد صدور جملة من الأحكام عليه فى العديد من القضايا الملفقة له، سواء المتعلقة بالتخابر أم بالهروب من السجون أم بتأسيس جماعة على خلاف القانون والتحريض على العنف وأعمال التخريب.