كثفت قوات الأمن
المصرية، من تواجدها بمحيط نقابة الصحفيين، ومقر وزارة التربية والتعليم، بقلب القاهرة، تحسبا لاندلاع تظاهرات من قبل طلاب الثانوية العامة أمام مقر الوزارة، وانتقالها إلى مقر النقابة، في وقت تم فيه تسريب امتحان الجيولوجيا، وتداوله على صفحات
الغش الإلكترونية المختلفة، بعد عشر دقائق فقط من وقت بدء الامتحان، المعاد أصلا بعد تأجيله بسبب الغش، في اليوم الأخير لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بمصر.
وألقت قوات الشرطة القبض على عدد من
الطلاب المتظاهرين أمام مدرسة المنيرة، خلال وقفتهم للتنديد بتأجيل
الامتحانات، وأغلقت شارع الفلكي، ونشرت الحواجز الحديدية أمام مبنى وزارة التربية والتعليم، وسط انتشار أمني مكثف.
وكان عدد من طلاب الثانوية العامة، قد دعوا إلى تنظيم وقفة احتجاجية على صفحة "فيسبوك"، عقب انتهاء الامتحانات، الاثنين، أمام مقر وزارة التربية والتعليم، للتنديد بقرارات الوزير الهلالي الشربيني، الخاصة بتأجيل وإعادة بعض الامتحانات، لكنهم أعلنوا إلغاءها إلى حين، بسبب التشديدات الأمنية.
وارتدى عدد من طلاب الثانوية العامة الملابس السوداء، خلال أداء امتحانات، احتجاجا على القبض على الطلاب في المظاهرات الأخيرة، الرافضة لتسريب وإلغاء وتأجيل الامتحانات.
وأكد الطلاب أن الملابس السوداء تعبر عن رفضهم للتعامل الأمني العنيف مع متظاهري الثانوية العامة، وتنديدا بفشل وزير التربية والتعليم، الهلالي الشربيني، في تأمين الامتحانات.
ومن جهته، حاول الوزير امتصاص غضب الطلاب والرأي العام فأصدر قرارا بإنهاء ندب محمود عبد الرازق، من العمل بوظيفة مدير عام الإدارة العامة للامتحانات بالوزارة، وعودته إلى وظيفته الأصلية.
ورجحت مصادر من داخل الوزارة، بحسب صحيفة "اليوم السابع"، الاثنين، اعتماد النتيجة في الفترة من 20 تموز/ يوليو الجاري حتى 25 منه، موضحة أنه لم يتم تحديد موعد نهائي حتى الآن لإعلان النتيجة لعدم الضغط على المصححين، ومقدري الدرجات داخل الكنترولات.
وقال نشطاء إن فضائح وزارة التربية والتعليم لم تقتصر على تسريب الامتحانات، في اليوم الأخير لها الاثنين، وإنما تضمن امتحان التاريخ، بعض المعلومات الخاطئة في ورقة الأسئلة، منها العام الذي وقع فيه مؤتمر الجزيرة عام 1906، والإشارة إلى تعاظم دور ملاك الأراضي في مصر في عهد الخديوي توفيق، في حين أن المعلومة الصحيحة، حسب كتاب الوزارة، هي في عهد الخديوي إسماعيل.
وكان رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي وعد في خطابه الأخير بعدم تكرار تسريب الامتحانات، في وقت أعلنت فيه وزارة التربية والتعليم عن طباعة الامتحانات بمطابع إحدى الجهات السيادية المسؤولة عن تأمين ونقل الأسئلة للجان الامتحانات لمنع تسريبها (المخابرات)، لكن ذلك لم يحل دون تكرار تسريب الامتحانات الثلاثة المقررة في اليوم الأخير لها.