رغم عدد
القتلى الكبير الذي سقط جراء الهجمات الانتحارية على مطار اسطنبول الثلاثاء 28 حزيران/ يونيو الماضي، إلا أن معلومات كشفت عنها وسائل إعلام تركية أفادت بأنه لو سار مخطط الانتحاريين كما أرادوا، لكانت الخسائر أكبر بكثير.
وأسفر
الهجوم الذي استخدمت فيه متفجرات وأسلحة نارية عن مقتل 41 شخصا، وإصابة المئات في مطار أتاتورك الدولي في مدينة اسطنبول التركية.
ويقول مسؤولون أتراك إن المؤشرات ترجح أن تنظيم الدولة وراء الهجوم.
وذكرت صحيفة "صباح" التركية أن المنفذين الـثلاثة لتفجيرات مطار "أتاتورك" في اسطنبول، كانوا يخططون للقيام بمجزرة أكبر عبر احتجاز عشرات المسافرين رهائن قبل تفجير شحناتهم الناسفة.
وأفادت الصحيفة في تقرير نشرته، الجمعة، بأن حصيلة المجزرة كان من الممكن أن ترتفع بشكل كبير، لو لم يتم اعتراض المهاجمين الذين أرادوا في الأصل أخذ عشرات المسافرين رهائن وتفجير أنفسهم في وسطهم.
وقالت الصحيفة إن "السترات التي ارتدوها لإخفاء شحناتهم الناسفة لفتت انتباه المدنيين وأحد عناصر الأمن".
وفي تسجيلات فيديو نشرتها وسائل إعلام تركية، نقلا عن كاميرات المراقبة في المطار، بدا 3 رجال يرتدون سترات داكنة اللون واعتمر اثنان منهما قبعة.
وسجلت كاميرات مراقبة أخرى لحظة إطلاق أحد الإرهابيين النار على شرطي كان يرتدي زيا مدنيا، ليعيد المهاجم الكرّة بعد ملاحظته أن الضحية لا يزال حيا.
وأفاد موقع "خبر تورك"، الذي نشر شريط الفيديو، أن المعطف الذي كان يرتديه المسلح، بالرغم من فصل الصيف، أثار الشبهات، مما جعل الشرطي يتوجه إليه قبل أن يتعرض للهجوم.
ويظهر في إحدى اللقطات رجل أمن بلباس مدني يطلب من أحد المهاجمين أوراقه الثبوتية، ثم بدا لاحقا راكعا والشرطي يصوب إليه سلاحه.
كما أقدم الانتحاريون الذين افترقوا قبل تفجير أنفسهم في مختلف نواحي المطار على قتل الناس بإطلاق النار عليهم من أسلحة رشاشة.
وفي إشارة إلى جنسيات الانتحاريين، ذكرت وكالة "DHA" التركية، الجمعة 1 يوليو/تموز، أن 2 من منفذي التفجيرات بمطار "أتاتورك" كانا يحملان جوازي سفر روسيين.
من جهتها أوضحت صحيفة "حرييت" التركية أن الانتحاريين الـثلاثة، استأجروا شقة في منطقة فاتح، حيث يكثر السوريون والفلسطينيون واللبنانيون والأردنيون، ودفعوا مسبقا 24 ألف ليرة تركية (حوالي 7500 يورو) لمدة عام.
وذكرت وكالة "الأناضول" نقلا عن مصادر أمنية، أن الشرطة التركية أوقفت 24 شخصا باسطنبول في إطار التحقيق، 13 منهم أوقفوا يوم الخميس و11 يوم الجمعة، ومن بينهم 15 أجنبيا، كما احتجزت 9 آخرين في محافظة إزمير الغربية.
من جهته أعلن رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب الأمريكي، مايكل مكول، أن المشتبه به في تدبير تفجيرات مطار "أتاتورك" باسطنبول التركية، كان يدخل ضمن قيادة "داعش" وزار سوريا مرارا.
وأشار النائب الأمريكي، في مقابلة مع قناة "سي إن إن"، إلى أن الولايات المتحدة تتوفر لديها معلومات تدل على أن العقل المدبر للهجمات التي ضربت في 28 حزيران/ يونيو أكبر مطار بتركيا، هو أحمد تشاتايف، ويتحدر من جمهورية الشيشان.
وقال مكول: "نعتقد أنه كان يقوم بتنسيق أعمال الانتحاريين الـثلاثة في اسطنبول بغرض تنفيذ هجوم خلال شهر رمضان".
وأضاف مكول: "هو ربما العدو رقم واحد في شمال القوقاز بروسيا... وقد زار سوريا مرارا، وأصبح أحد قادة ما يسمى بوزارة الحرب التي تقوم بتنفيذ عمليات داعش".
وأوضح النائب أن الولايات المتحدة لا تتوفر لديها معطيات حول مكان وجود أحمد تشاتايف، لكن صلاته بالإرهابيين معروفة جيدا ومؤكدة.