تحاول فصائل
المعارضة السورية إحكام السيطرة على عدد من النقاط الاستراتيجية في الريف الجنوبي من
حلب؛ من أجل تأمين طريق بديل للربط بين مناطقها في الريف والمدينة، بعد الاستهداف المتكرر لطريق (الكاستيلو) من قبل طيران النظام، وقناصة المقاتلين الأكراد المتمركزين في حي الشيخ مقصود، وكذلك في محاولة منها لتخفيف الضغط على الجبهات في الريف الشمالي والغربي من المدينة.
وقال الناطق العسكري باسم "حركة أحرار الشام" أبو يوسف المهجر لـ"
عربي21": "إنّ صد الهجوم من قبل المعارضة على مناطق الريف الجنوبي سوف يحمي مناطق المعارضة من أي حصار، لكنه من الممكن أن يُصعب من مهام المعارضة في فتح طريق جديد إلى حلب، عوضاً عن "الكاستيلو"، وهو طريق "الشيخ سعيد"، كما أنّ تلك المعارك أفشلت محاولات النظام التقدم إلى ريف إدلب الشرقي في ريف سراقب، ومطار تفتناز".
ويُضيف المهاجر أنه بعد هجوم قوات المعارضة في الريف الجنوبي من حلب، وسيطرتها على زيتان، وخلصة، وبرنة، أصبحت على مشارف بلدة الحاضر، فيما تعتبر تلة "خلصة" من حيث الأهمية في المرتبة الثانية بعد "العيس" من حيث إشرافها على الطريق الدولي (حلب- إدلب)، وتعد قلعة حصينة للنظام، ولكن الضغط الكبير الذي أحدثه جيش الفتح عليها؛ أدى لانسحاب قوات النظام وحلفائه الإيرانيين منها.
ويُشير المهاجر إلى أنّ الهجوم الذي شنته قوات المعارضة على معاقل النظام في الريف الجنوبي؛ منع قوات النظام وحلفائه من التقدّم على الاوتستراد الدولي، وبالتالي الوصول إلى معاقل المعارضة في "خان العسل" و"ريف المهندسين"، وبالتالي السيطرة على الريف الغربي من حلب، بشكل كامل، وحقق المقاتلون تقدما في مساحات واسعة في: "برنة، زيتان، خلصة، خان طومان ومستودعاته، حميرة، القراصي، تلال القراصي، والحويز"؛ ما جعل قوات النظام بعيدة جداً عن معاقل المعارضة في تلك المناطق.
من جهته، يرى رئيس المجلس المحلي لحلب المدينة المهندس "بريتا حاجي حسن" خلال حديثه لـ"
عربي21" أنّ الهيئات المدنية في حلب، متفائلة بالمعارك التي يخوضها الثوار في الريف الجنوبي من حلب؛ من أجل تأمين طريق بديل لـ"كاستيلو" المستهدف من قبل قوات النظام وحلفائه، عبر تأمين طريق "الشيخ سعيد"، الذي كان بوابة للعبور إلى حلب المدينة من الريف الحلبي، ونظيره الإدلبي.
ويشير "حاجي حسن" إلى أن أهالي المدينة، واثقون من مساعي المجاهدين في فتح طريق جديد للمدينة، بعد أن أصبحت المدينة شبه محاصرة، مشيراً إلى أن القافلات الغذائية التي تدخل إلى المدينة، قليلة للغاية، وتقع تحت خطر الاستهداف من قبل قوات النظام وحلفائه.
ويؤكد الناشط عمر العرب خلال حديثه لـ"
عربي21" على قدرة المعارك في الريف الجنوبي على فتح طريق جديد للمدينة؛ بعد الاستهداف المتكرر لطريق "الكاستيلو" وخروجه عن الخدمة، مشيراً إلى أنّ الطريق الجديد إن تم فتحه فسيقلل من المسافات بين حلب المدينة وريفها، كما أنّ لمعارك الريف الجنوبي انعكاسات كبيرة على أهالي المدينة، من ناحية كونه السلة الغذائية الأهم لأهالي حلب وريفها.
وبعد تقدم فصائل المعارضة في الريف الجنوبي من حلب، سعى النظام جاهداً للسيطرة على الملاح وحندرات من أجل حصار مقاتلي المعارضة في المدينة، حيث تجري معارك كر وفر بين الطرفين، خلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت أعنفها الهجوم البري والجوي على "حندارات" و"الملاح" قبل يومين، بالتزامن مع المحاولات المتكررة لتثبت أرجل مقاتليه على أراضٍ جديدة في تلك المناطق من خلال تكثيف القوة النيرانية، سواء الجوية أو المدفعية، المترافقة مع محاولات التقدم البري.